هو نجم سطع اسمه في سماء الكرة اليمنية، وحفر لنفسه مكانا مرموقا في قلوب كل الشعباويين، وذلك من خلال العطاء الذي قدمه في الملاعب لأكثر من (20) عاما، ولأخلاقه العالية أيضا داخل وخارج الملعب، فصار محبوبا لدى جماهير العنيد حتى وهو يعلن عن اعتزاله عن حراسة المرمى مازالت الجماهير تهتف باسمه، وتطالبه بالاستمرار ولو لموسم أخير. حصد مع فريقه شعب إب العديد من الإنجازات والألقاب، وكان يعد مفتاح السر في معظم مباريات فريقه حتى إنني أتذكر جيدا الإشادة الكبيرة التي حصل عليها من معلق المباراة أمام الاتفاق السعودي، فهو يحظى بحب واحترام من الجميع، ودليل ذلك تمسك الإدارة واللاعبين به ليكون ضمن الطاقم الفني للفريق كمساعد للمدرب أحمد علي قاسم.. إنه الإخطبوط نجم العنيد السابق ومساعد مدرب شعب إب الحالي الحارس (فيصل الحاج)، فقد أحببنا أن نستضيفه في ملحق "أخبار اليوم الرياضي".. وإليكم نص الحوار. السيرة الذاتية ******* الاسم: فيصل الحاج عبيد. من مواليد: 1973م. الحالة الاجتماعية: متزوج وأب لطفلين (محمد,يقين). الوظيفة: موظف حكومي إلى جانب مساعد مدرب شعب إب. عدد المباريات الدولية: (23).. والمحلية: تصل إلى أكثر من (300) مباراة. الإنجازات: مع نادي شعب إب بطولة دوري الدرجة الثانية عام 1997م, المركز الثاني دوري الدرجة الأولى عام 1999م, المركز الثاني دوري الدرجة الثانية عام 2000م, بطولة الدوري للدرجة الأولى عام 2003م, الحصول على الثنائية الدوري والكأس وأيضا حصوله على جائزة أفضل حارس في الدوري لعام 2004م, بطولة كأس الاستقلال 2008م, شارك في العديد من المشاركات والبطولات الخارجية مع النادي ومع المنتخبات الوطنية. * بداية نرحب بالكابتن فيصل الحاج، ونقول له أهلا ومرحبا بك ضيفا قديرا على صدر ملحق صحيفة "أخبار اليوم الرياضي". - أهلا ومرحبا بك أخي العزيز، وبصحيفتكم المتميزة التي - دائما - ما تتحفنا بأخبارها الشيقة ومهنيتها العالية، ونحن ممن يتابعها بشكل مستمر، وتشرفني الاستضافة فيها. * كيف كانت بداية مسيرتك الرياضية؟ - بدايتي لا تختلف عن أي لاعب، من الحارة، ثم المدرسة، ثم تدرجت في الفئات العمرية لنادي الميناء في عدن، ثم تم تصعيدي فريق أول عام 1989م، وكنت حينها احتياطيا للحارس العملاق عبدالجبار عباس حتى عام 1992م، وهي بداية انطلاقتي الحقيقية نحو التألق والنجومية، واستمرت في الميناء حتى عام 1996م، بعدها انتقلت إلى صفوف نادي شعب إب، وكان الفريق حينها في الدرجة الثانية، وصعدنا بالفريق للدرجة الأولى في الموسم نفسه، ومنذ تلك اللحظة لم أغادر البيت الشعباوي إطلاقا رغم العروض الذي قدمت لي أثناء تواجدي مع هذا النادي العريق. * وما هي تلك العروض التي قدمت لك؟ - تلقيت العديد من العروض البعض رفضتها، والبعض الآخر منها لعدم إتاحة الفرص لي من قبل الإدارة بحجة حاجة الفريق لي في تلك اللحظة، وكانت أبرز تلك العروض العرض التلالي الذي كنت اعتبره جيدا، وأيضا عروض من وحدة صنعاء ووحدة عدن. * ما هو سبب اعتزالك للحراسة رغم أنك كنت قادرا على العطاء لمواسم أخرى؟ - لكل شيء بداية ونهاية.. فهذه سنة الكون، فقد استمرت في الملاعب منذ عام 1989م، وحتى عام 2011م، يعني أكثر من (20) عاما قضيتها في الملاعب كان أغلبها مع نادي شعب إب، واعتبر تلك المدة كانت وقتا كافيا، كما كان يجب علي أيضا أن أعطي الفرصة لبقية الحراس من أبناء النادي، فقد كنت أود الاعتزال قبل أكثر من ثلاث سنوات، لكن إلحاح الإدارة بالاستمرار، وحاجة الفريق لي في تلك اللحظة جعلني أعدل عن قرار الاعتزال، وأما في الوقت الحالي الفريق لا يعاني من أية مشكلة في الحراسة بتواجد الحراس من أبناء النادي أمثال حافظ ناجي، وأبو الخير عثمان ورياض أبو الرجال والشبل الواعد رائد الهتار، وأيضا التعاقد مع الحارس فرج بايعشوت الذي يقدم مستويات طيبة من مباراة لأخرى. * وهل أنت راضٍ بما قدمته خلال مسيرتك الرياضة؟ - الحمد لله أنا راضٍ كل الرضا عن كل ما قدمته خلال مشواري الرياضي. * رغم ظهورك بمستويات طيبة أثناء تواجدك مع شعب إب، لكن نرى أنك كنت بعيدا عن المنتخبات الوطنية؟ - هناك وجهة نظر في الأجهزة الفنية المتداولة للمنتخبات، وأنا احترم أرائها، لكني حصلت أيضا على فرص في المنتخب، ورغم أنها لم تكن كافية لكني قدمت خلالها مستويات طيبة، والحمد لله، وأتذكر أن أحد الأصدقاء كلمني عقب مباراة العنيد مع الاتفاق السعودي أن معلق المباراة أشاد بالمستوى الذي ظهرت به، وقال من المجحف أن حارسا مثل فيصل لا يكون في صفوف المنتخب، لكني كنت - دائما - مقتنعا بكل ما يحصل لي، ولن أبكي على اللبن المسكوب. * ما هو سر بقائك طويلا في الملاعب؟ - الابتعاد عن السموم (القات، الدخان والسهر)، وأيضا الالتزام بالتمارين والتغذية الجيدة والانصياع لأوامر المدربين كيفما كانت تلك الأوامر، وأعتقد أن كل ما ذكرت هو سر بقائي طويلا في الملاعب، وهي نصيحة أقدمها لأي لاعب يريد أن يزيد من عمره الرياضي في الملاعب بعكس لاعبي اليوم، حيث يظهر على وجوههم السهر الواضح، وتناول القات بشكل شبه يومية، وأيضا عدم تحملهم انتقادات المدربين مما جعل أعمارهم الرياضي تقل أسوة بغيرهم, وأعتقد أن أي لاعب يدخل في صراع أو صدامات مع مدربيه يعد هو الخسران أولا وأخيرا!. * كيف تم تعيينك كمساعد لمدرب شعب إب رغم عدم حصولك على سجل تدريبي؟ - كان هنالك مدة فراغ الموسم الماضي في الجهاز الفني لشعب إب، وكنت حينها متواجدا مع الفريق فتم تكليفي مساعدا للمدرب الوطني عادل المنصوب، وبعد رحيل المنصوب وكلتني الإدارة بتجهيز الفريق للاستعداد للدوري حتى قدوم المدرب القدير أحمد قاسم، فتم تعييني مساعدا له بموافقة من المدرب والإدارة بحكم معرفتي وقربي من اللاعبين، ولا توجد أية واسطة لتعييني مساعدا للمدرب كما يروجها البعض. * كيف ترى حظوظ شعب إب هذا الموسم للمنافسة على لقب الدوري؟ - أعتقد أن حظوظ شعب إب هذا الموسم جيدة، ومغايرة عن المواسم السابقة نظرا لما يمر به النادي من استقرار مالي وإداري، وذلك بفضل المجهودات والتحركات التي يقوم بها الأمين العام للنادي عادل عبدالجبار الذي يعد رجل المهام الصعبة، وصاحب الفكر الإداري الذي استطاع خلال مدة وجيزة التخفيف من أعباء المصروفات في النادي التي كانت كبيرة جدا مقارنة بالإيرادات المتاحة، كما أن النادي يمتلك هذا الموسم لاعبين على مستوى عالٍ، وأيضا وفقنا هذا الموسم في اختيار المحترفين الذين يقدمون مستويات طيبة بعكس المواسم السابقة. * شعب إب ظهر في مرحلة الذهاب بصورة جيدة واعتلى مراكز متقدمة من الدوري.. ما هو سر هذا التألق؟ - دائما الانضباط هو بداية أي عمل، وسر نجاح معظم الأعمال، وأيضا توفير العوامل المساعدة وتهيئة الأجواء المناسبة سواء للاعبين أو الجهاز الفني، كما لا ننكر الجهد الذي تقوم به الإدارة في صرف كل مستحقات اللاعبين في أوقتها, وأيضا بحكم معرفة المدرب بمستوى وثقافة اللاعبين، فقد استطاع المدرب خلق توليفة رائعة من اللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم لسنوات سابقة، كل هذه العوامل وغيرها كانت سر تألق شعب إب في مرحلة الذهاب، وأعتقد أن الاستقرار الإداري والفني الذي يعيش فيه النادي هذا الموسم كان له دور كبير أيضا بالظهور الجيد. * وهل يستطيع شعب إب الظهور بالأداء والمستوى نفسيهما في مرحلة الإياب؟! - إذا لم تكن هناك عوامل خارجية تعيق مسيرة الفريق كالإصابات أو خلل إداري أو فني، فأعتقد أن شعب إب سيظهر بشكل أفضل مما ظهر عليه في مرحلة الذهاب، فشعب إب يمتلك النفس الطويل في المنافسة على لقب الدوري، وأتمنى أن يتحقق ذلك. * ما هي أفضل مباراة خلال مشوارك.. وأسوأ مباراة؟ - أفضل مباراة.. بالنسبة لي كانت أمام تلال عدن، وفي تلك المباراة توج فريق شعب إب بطلا لدوري، وأسوأ مباراة.. كانت أمام الاتحاد السعودي والذي لم أنساها ما حييت حينما أشهر حكم اللقاء في وجهي كرت أحمر غير مستحق، وكانت النتيجة (صفر / صفر) بعدها خسر الفريق بعشرة أهداف، وبعد سماعي بالنتيجة تأثرت كثيرا، وذرفت حينها الدموع. * برأيك ما هي أسباب تراجع رياضتنا اليمنية؟ - أريد أن أوضح لك شيئا مما قلت رياضتنا لم تصل لمستوى مرموق، ولم نتقدم مثل ما تقدمت به دول الجوار حتى نقول تراجعت، فرياضتنا تعيش حياة خطوة للأمام خطوة للخلف، وهكذا بسبب انعدم الهدف، وعدم وجود رؤية إستراتيجية، وغياب البنية التحتية كل هذا حال دون التطور في كرتنا. * لاعب تتمنى تواجده في شعب إب؟ - لا أعتقد أن الفريق يحتاج إلى لاعب بعينة، لأنه يوجد لدينا توليفة رائعة من اللاعبين الجيدين، وأيضا وجود احتياط جيد بمستوى اللاعبين الأساسين نفسه، والدليل على ذلك عدم استقرار الفريق على تشكيلة ثابتة منذ بداية الدوري لكني أتمنى عودة النجم أكرم الورافي. * بحكم تواجدك مع شعب إب لأكثر من (15) عاما.. من هو أفضل لاعب مر في تاريخك مع الفريق؟ - هناك أكثر من لاعب مروا في تاريخ الشعب، وأضافوا بصمات واضحة، ولكن يعد عيدروس أحمد حسن والمدافع وفي عبدالله هم الأفضل، فقد كانت بصماتهم واضحة للعيان. * وأفضل رئيس نادي في تاريخ النادي؟ - عبدالكريم منير. * من ترشح هذا الموسم كبطل لدوري؟ - شعب إب وأهلي صنعاء. * أفضل حارس مر في تاريخ الكرة اليمنية؟ - عادل إسماعيل. * أفضل حارس محليا - عربيا – عالميا؟ - سالم عوض - وليد عبدالله - فابيو سيزار. * ناديك المفضل محليا عربيا عالميا؟ - شعب إب - الاتحاد السعودي – برشلونة. * ما هي طموحاتك المستقبلية؟ - أولا زيارة بيت الله عز وجل لأداء فريضة الحج، وأيضا أن أحصل على مهرجان اعتزال يليق بما قدمته خلال مشواري الرياضي، وأتمنى من الإدارة الجديدة أن تسعى جاهزة للبدء في التنسيق بخصوص هذا الموضوع، فقد كنت وعدت بهذا من الإدارة السابقة، كما أتمنى من الاتحاد العام أن يعطيني فرصة للالتحاق بدورات تدريبية أسوة ببقية زملائي الآخرين. * من هو خليفتك في الملاعب؟ - أبو الخير عثمان. * كيف ترى علاقتك مع الإعلام الرياضي؟ - الحمد لله علاقتي أكثر من رائعة مع الإعلام والإعلاميين، وبصراحة لا أشعر بالظلم لأني أرى أن الإعلام أعطاني ما استحق، واستغل الفرصة هنا بالدعاء والتمني بالشفاء العجل للإعلامي الرائع محمد العولقي والذي نتمنى له التوفيق في المنصب الجديد. * شخصية تأثرت بهذا كثيرا؟ - رياضيا عادل عبدالجبار والسوبر محمد إدماج. * شخص ساندك كثيرا خلال مشوارك الرياضي؟ - الشيخ علي جلب الذي ساندني ووقف معي في كثير من المواقف الرياضية والشخصية. * موقف تأثرت به كثيرا في حياتك الرياضية؟ - أثناء أحد السفريات مع المنتخب قذفت بالحكم أنيس سالم إلى حوض السباحة من مكان عالٍ وكان العمق فيه كبيرا، وأنا لا أعرف أنه لا يجيد السباحة، فكاد أن يلقى حتفه بعد أن عجزت أنا عن انقاذة لولا تدخل محمد الجماعي لاعب الشعلة السابق لتدارك الموقف, كما أحزنني الهبوط الظالم لحسان في الموسم الماضي، وكنت حينها في أبين، فكان من الصعب الخروج من المنازل، فكيف يطالبون أبناء حسان للخروج للعب في تلك الأجواء غير الآمنة إطلاقا؟!!. * رسائل تحب أن توجهها في هذا الحوار؟ - الأول: إلى جماهير شعب إب أن يؤازروا الفريق في مرحلة الإياب حتى يستطيع شعب إب الظفر بلقب الدوري، لأن الجماهير تعد اللاعب رقم واحد.. الثانية: إلى الإدارة الجديدة عليهم أن يعلموا أن المهام والمناصب التي أوكلت إليهم بأنها تكليفا أكثر من كونها تشريفا، وعليهم أن يعملوا فقط لما يخدم النادي.. الثالثة: إلى لاعبي شعب إب أن يستمروا بهذا الروح نفسه، والألفة بينهم التي ظهروا فيها في مرحلة الذهاب. * كلمة تحب تختتم بها هذا اللقاء؟ - أشكرك أخي، وأشكر كل القائمين عل ملحق "أخبار اليوم الرياضي" لإتاحة الفرص لي لتحدث عن بعض الأمور في هذا المكان، كما أشكر كل من ساندني وشجعني وقف بجانبي خلال مسيرتي الرياضية.
