شهدت مدينة دمت في محافظة الضالع أمس الاثنين مسيرة حاشدة جابت الشارع العام ودعت لسرعة إنهاء انقسام الجيش والأمن وإعادة هيكلتهما وطالبت المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم تجاه تمرد صالح وعائلته على قرارات رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي" والمجتمع الدولي، مؤكدين أن ذلكم التمرد لا يمثل خطرا على البلاد فحسب ؛ وإنما على المحيط الإقليمي والدولي. وجابت المسيرة الشارع العام انطلاقاً من ساحة الحرية وصولاً إلى مقر المجمع الحكومي للمديرية، حيث نفذوا اعتصاماً للمطالبة بإقالة مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي "صالح سعد الجهراني" والمسئولين الفاسدين ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من مخالفات وتجاوزات وتسببهم في تردي أوضاع المديرية في شتى المجالات. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "ارحلوا..أيها الفاسدون.. فلا مكان لكم بيننا " ورددوا شعارات وهتافات نددت بإرهاب العائلة وتردي أوضاع المديرية، وأخرى لمحاسبة الفاسدين ومحاكمتهم". وفي مشهد استثنائي رائع رسم ثوار دمت في الضالع لوحة جميلة لتلاحم جماهير الشعب مع أبناء القوات المسلحة والأمن، حيث وقف المشاركون في المسيرة يلوحون بأيديهم ويتبادلون التحية مع أفراد وحدة أمنية من قوات الأمن المركزي تصادف وصولها المدينة بالتزامن مع خروج التظاهرة كانت في طريقها إلى إحدى المحافظات الجنوبية في إطار التعزيز الأمني. وفي بيان لهم – تلقت الصحيفة نسخة منه - دان ثوار دمت مجزرة السبعين التي استهدفت المشاركين في بروفات العرض العسكري بالذكرى ل22 للعيد الوطني وطلاب الكليات العسكرية وراح ضحيتها ما يقرب من 100 قتيل و300 جريح وحملوا عائلة صالح كامل المسئولية، باعتبار منطقة السبعين منطقة محصنة وتسيطر عليها قوات الحرس العائلي والأمن المركزي التي لا تزال بيد العائلة. وثمن المشاركون في الاعتصام والمسيرة ما يسطره أبطال قواتنا المسلحة والأمن واللجان الشعبية في محافظة أبين من ملاحم بطوليو في مواجهة الجماعات المسلحة وتطهير المحافظة من الإرهاب. وطالبوا بمحاكمة العائلة المتمردة وتجميد أرصدتها وإعادة الأموال التي نهبوها للخزينة العامة بدلاً من البحث عن القروض والمساعدات من الخارج. ودعا البيان الرئيس عبدربه منصور هادي للإلتفات إلى وضع المديرية وتعويضها عن سنوات الحرمان خلال الفترة الماضية سواء تلك التي سبقت الوحدة المباركة أو التي تلتها، خصوصاً وقد ظلت منطقة عداء مع الرئيس السابق الذي لم يكن ينفك عن وصفها وأبنائها بالتخريب في معظم خطاباته المتلفزة والمتكررة بين الفينة والأخرى، وهو ما انعكس في حرمان أبنائها من حقهم في القبول في الكليات العسكرية والأمنية والمنح الدراسية في المعاهد والجامعات وغيرها. وفيما حذر المشاركون في المسيرة والاعتصام محلي المديرية وفي مقدمتهم أعضاء الهيئة الإدارية من الاستمرار في المنطقة الرمادية، دعا المعتصمون محلي المديرية لسرعة تحسين وضعه ورفع مستوى فاعليته والوقوف صفاً واحداً في سبيل معالجة أوضاع المجلس وإنهاء الاختلالات القائمة في أداء المجلس ووضع مصلحة المديرية فوق كل اعتبار بعيداً عن الخلافات الشخصية والمصالح الضيقة، حتى لا تضطر جماهير المديرية والهيئة الناخبة للخروج للشارع لإعلان سحب ثقتها عن المجلس وإعلان البراءة منه حد وصف البيان وطالب المتظاهرون حكومة الوفاق الوطني والسلطة المحلية بالمحافظة بوضع حد لما وصفوه بالعبث في المخطط العام لمدينة السياحة العلاجية وتشويه وجهها الحضاري عبر بيع وإغلاق الشوارع والمنافذ والبناء العشوائي والاعتداء على أراضي الاستثمار والحجز السياحي وأملاك الدولة. كما طالبوا الأجهزة الأمنية بتحمل مسئولياتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع ووضع حد لصراعات الأراضي والنزاعات التي تسببها وبصورة تبدو مفتعلة لإدخال المنطقة في أتون صراعات لا طائل منها انتقاماً من مواقف أبنائها الوطنية الشجاعة.