اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    الضربة القاضية في الديربي.. نهاية حلم ليفربول والبريميرليغ    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    اليمن: حرب أم حوار؟ " البيض" يضع خيارًا ثالثًا على الطاولة!    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    وفاة نجل محافظ لحج: حشود غفيرة تشيع جثمان شائع التركي    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    شبوة تتوحد: حلف أبناء القبائل يشرع برامج 2024    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    شكلوا لجنة دولية لجمع التبرعات    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    24 أبريل.. نصر تاريخي جنوبي متجدد بالمآثر والبطولات    الرياض.. أمين عام الإصلاح يستقبل العزاء في وفاة الشيخ الزنداني    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    رئيس الاتحادين اليمني والعربي للألعاب المائية يحضر بطولة كأس مصر للسباحة في الإسكندرية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    المهرة يواصل مشاركته الناجحة في بطولة المدن الآسيوية للشطرنج بروسيا    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بدون مركز معالجة للأدمان...اليمن في مواجهة المخدرات
نشر في أخبار اليوم يوم 26 - 06 - 2012

مهيب زوى في ال 15 من الشهر الجاري بدأ المتهم (ع, س) يومه بالترويج لبضاعته "الحشيش" وتوزيعها لزبائنه، ولم يكن يتوقع حينها انه سيقع في قبضة رجال إدارة مكافحة المخدرات بعدن التي تلقت بلاغاً من احد المتعاونين معها، ليتم القبض عليه في منطقة الخساف بكريتر وبحوزته 41 جراماً من الحشيش.
يقول العقيد خالد النجار مدير إدارة المخدرات بعدن ان المتهم(ع.س) يقبع في احد سجون المحافظة إلى حين استكمال كافة التحقيقات معه للحصول على كافة المعلومات التي ستدلهم على شبكة التوزيع الكبيرة ومروجي الحشيش وغيرها من المخدرات داخل المحافظة، مشيراً إلى أنهم ما يزالون يتعقبون العصابة وانه سيتم ضبطهم في اقرب وقت.
* مهيب زوى
وأشار النجار إلى انه خلال الخمسة الأشهر الماضية من 2012 تم ضبط 6 قضايا في العديد من أحياء عدن بتهم حيازة مخدرات بين حشيش وحبوب كبتاجون وغيرها.
اتساع
واتسعت خلال العشر السنوات الأخيرة تجارة المخدرات في اليمن وترويجها خصوصاً الحشيش وحبوب الكبتاجون بشكل مذهل، حيث تشير إحصاءات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية انه خلال الفترة من 2006 وحتى 2010 فقط تم ضبط 41.367 (طناً و 367 كيلو) حشيش، فيما تم ضبط 16.071288 حبة كبتاجون( 16 مليون و وواحد وسبعون ألف وماتين وثمانية وثمانين) خلال الأعوام ذاتها.
يقول مدير إدارة مكافحة المخدرات بعدن انه بين هذا الرقم المضبوط للمخدرات في الجمهورية هناك 9 ملايين حبة كبتاجون وأكثر من 1.300طن حشيش( طن وثلاثمائة كيلو) تم ضبطها في محافظة عدن فقط، مشيراً إلى ان كل مديريات عدن تم ضبط كميات وعصابات فيها إلا ان مديريات كريتر والشيخ عثمان والمعلا احتلت النصيب الأكبر من بين المضبوطين من قبل الإدارة.
في حين افتقرت الأرقام السابقة إلى إحصائية توضح كم عدد القضايا التي تم ضبطها منذ مطلع 2011 وحتى اللحظة وبرر معنيون ذلك أنه بسبب الأوضاع السياسية التي مرت بها اليمن خلال الثورة الشبابية، إلا ان مراقبين يتوقعون انه خلال هذه الفترة التي شهدتها اليمن من اجل التغيير دخلت كميات كبيرة جداً من المخدرات حشيش وهيروين وكبتاجون وغيرها البعض منها لغرض الترويج والبيع محلياً ومعظمها للتصدير إلى بلدان الجوار، مشيرين إلى ان الأوضاع التي مرت بها اليمن خلال تلك الفترة جعلت الظروف متاحة ومهيأة أكثر للمهربين بأن يقوموا بعملياتهم تلك دون خوف من التعقب والملاحقة، بسبب الانفلات الأمني الذي شهدته اليمن حينها وانقسام الجيش أيضاً، وهو ما يشير إليه أيضاً المسؤول الأول لمكافحة المخدرات بمحافظة عدن العقيد/ خالد النجار.
متهمون
وفيما تبذل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات جهودها من اجل الحد من ظاهرة تهريب المواد المخدرة تقول الإحصائيات انه خلال الأعوام السابقة من 2006 إلى 2010 وصلت إلى المحكمة 525 قضية مخدرات متهم فيها 898 شخصاً بينهم 768 يمنياً والبقية أجانب من جنسيات مختلفة باكستانيين وإيرانيين وعرب.
وتفيد معلومات انه صدرت عدد من أحكام الإعدام في حق متهمين بتصدير وترويج مخدرات إلا انه إلى يومنا هذا لم نسمع عن تنفيذ حكم واحد في حق متهم في تجارة مخدرات، كما وتفتقر اليمن إلى وجود مركز لمعالجة الإدمان فيما يشدد مهتمون على ضرورة إنشاء مثل تلك المراكز..
قانون
وينص القانون اليمني رقم (3) لسنة 1993م بشأن مكافحة الاتجار والاستعمال غير المشروعين للمخدرات والمؤثرات العقلية في المادة (33) انه يعاقب بالإعدام كل من صدر أو جلب مواد مخدرة بقصد الاتجار أو الترويج قبل الحصول على الترخيص المنصوص عليه في المادة (33) من هذا القانون، وكل من أنتج أو أستخرج أو فصل أو صنع مواداً مخدرة وكان ذلك بقصد الاتجار بالمخالفة لأحكام هذا القانون.وأيضا كما نصت المادة (34) / يعاقب بالإعدام أو السجن لمدة 25 سنة : كل من تملك أو حاز أو أحرز أو أشترى أو باع أو سلم أو نقل أو قدم للتعاطي مادة مخدرة وكان ذلك بقصد الاتجار فيها بأية صورة وذلك في غير الأحوال المصرح بها في هذا القانون، وكل من زرع نباتاً من النباتات المذكورة سابقاً وكل من رخص له في حيازة مواد مخدرة لاستعمالها في غرض من أغراض معينة وتصرف فيها بأية صورة كانت في غير تلك الأغراض، كل من أدار أو أعد أو هيأ مكاناً لتعاطي المخدرات ، وكما نصت المادة (38) : مع مراعاة أحكام المادة السابقة يعاقب بالسجن لمدة (5) سنوات كل من حاز أو أشترى أو أنتج أو أستخرج أو فصل أو صنع مواد مخدرة أو زرع نباتاً من النباتات الواردة في الجدول رقم (5) أو حازها أو أشتراها وكان ذلك بقصد التعاطي أو الاستعمال الشخصي وذلك ما لم يثبت أنه قد رخص له بذلك بموجب تذكرة طبية أو طبقاً لأحكام هذا القانون.
ويؤخذ على هذا القانون عدم تطرقه لقضايا الأحداث، وعدم أخذه بعين الاعتبار تدني المستوى العمري لمتعاطي المخدرات، حيث يفيد مصدر بالهيئة العليا للأدوية أن الهيئة من خلال متابعاتها وجدت هناك استخداماً خاطئاً للأدوية والمؤثرات العقلية وأن الإدارة اتخذت بعض الإجراءات عبر الجهات المختصة للرقابة على الصرف من الصيدليات بروشتات طبية، منوهاً بأن القانون لا يواكب التطورات التي حصلت، وأن قوائم المخدرات في القانون لم تعدل منذ إقراره عام 1993.
ويرى قانونيون ان قانون المخدرات لا بد أن يتم تطويره ودراسته مرة أخرى ليواكب التطور الحاصل في قضايا المخدرات ونوع المضبوطات والمتهمين، حيث وأنه يفتقر لتغطيته لأنواع مخدرة معينة مما يضطر القضاة في بعض الحالات لتبرئة المتهمين لعدم ورود المادة في القانون، وأفادوا بان القانون يسلب السلطة التشريعية للقاضي ويقيده بالأحكام ضمن القانون إما بالإعدام أو 25 سنة في قضايا الاتجار والجلب.
تعاون
وتشير المعلومات إلى إن معظم الكميات التي تصل إلى اليمن يتم تصديرها إلى بلدان الجوار من دول الخليج وان عصابات التهريب تتخذ من اليمن منفذاً آمناً للوصول إلى تلك الأسواق فيما يتم ترويج كميات قليلة في اليمن الذي تنتشر فيه ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة والحشيش إلا ان الهيروين لم يجد له سوقاً رائجاً فيه، ويعزو ذلك إلى انتشار مضغ أوراق القات التي تستهوي، اليمنيين كثيراً لكنهم يفضلون تعاطي الحبوب المخدرة ك الكبتاجون والديزبام والريستيل وغيرها من الحبوب إضافة إلى الحشيش أيضاً.
حيث يقول النجار انه خلال الأعوام من 2006 إلى 2010 تم ضبط 189 جرام هيروين فقط تحديداً في العام 2007 وهو ما يؤكد ان اليمن ما يزال محافظاً على تماسكه ولم يصبح سوقاً للهيروين.
وتقوم الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في اليمن بالتنسيق مع إدارات دول الجوار لتعقب المهربين وتجار المخدرات خصوصاً السعودية، ويتم تبادل المعلومات والتعاون بينهما، لرصد تحركات العصابات ومراقبتها وتتبعها وإحباط محاولات التهريب والقبض عليها.
حيث تعتبر الحدود اليمنية السعودية والبالغ طولها 1326 كيلومتراً من المنافذ النشطة لعمليات تهريب المخدرات إلى السعودية والتي تأتي من باكستان وإيران عبر بحر العرب او من داخل الأراضي اليمنية.
وكانت السعودية واليمن قد عقدتا في عام 2003 مباحثات بين الطرفين لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود، كما أنشأ اليمن جهاز خفر السواحل لتأمين السواحل اليمنية ضد أي اختراقات قد تحدث مستقبلاً.
وتأتي معظم الكميات التي تم ضبطها في اليمن من دول جنوب شرق وغرب آسيا باعتبارها من المناطق المشهورة بزراعة وتصنيع المخدرات، كما قد تأتي من بعض الدول عبر البحر أو الجو حيث يتفنن المهربون وتجار المخدرات بوسائل عديدة لإخفاء بضاعتهم، فالبعض يخفيها في غاطس السفينة إذا كان تهريبها عبر البحر، أما الإخفاء في الوسائل البرية فيقومون بتغيير هياكل وأجزاء داخل السيارات يضعون فيها بضاعتهم، وكثيراً في سخانات المياه حيث تدخل البضاعة وكأنها استيراد.
شباب الديزبام
م.ز
منذ أكثر من 10 أعوام و"أحمد" لا يستطيع النوم إلا بعد حقن نفسه بحقنة "ديزبام" أو حقنة "دورميكام"، بدأت القصة مع احمد أثناء دراسته في كلية الطب صيدلة، وكان يسهر كثيراً خصوصاً أن ظروفه المادية استدعته للعمل في إحدى صيدليات أمانة العاصمة ليكتسب خبرة ويساعد نفسه أيضاً في استكمال دراسته وشراء المراجع اللازمة لها، لكنه كان يعود من عمله حاملاً في جيبه شريط حبوب "ديزبام 5ملج" كان قد اعتاد على تعاطيها قبل مجيئه إلى صنعاء في محافظة عدن يتناولها مع أوراق القات.
يقول احمد إن هذه الحبوب كانت تشعره بالكثير من الراحة والنشوة خصوصاً مع أوراق القات وإنها تجعله يتملك سعادته في قرص ديزبام 5 ملم، ولم يتوقع انه لن يستطيع ذلك القرص ان يمنحه سعادته أكثر، فبعد اقل من عام بدأت مظاهر الإدمان تظهر عليه والعصبية وقلة النوم وكثيراً ما تنتابه حالات هلوسة.. لكن بعد عناء استطاعت حقن الديزبام ان تمنح احمد القليل من النوم الذي افتقده ولم تعد الأقراص تمنحه إياه، لكنها أدت مهمتها في إدخاله فلك الإدمان.
وانتشرت خلال سنوات عشر مضت موضة الحبوب وأصبح يطلق على متعاطيها"محبب" انتشرت هذه الموضة لدى فئة الشباب كثيراً ومازالت في تصاعد مستمر تتكرر من خلالها صورة احمد مئات وآلاف المرات وربما عشرات الآلاف أيضا، إذ لم تعد المخدرات المعروفة بأثمانها الباهظة وحدها هوى المدمنين.
يقول شفيق هاشم وهو مسؤول صيدلية سلامتك في شارع حدة انه لا يمر يوم يخلو من طالبي الحبوب بأنواعها: ديزبام، ريستل، زانكس... الخ والبعض يأتون ليطلبون شراب الكحة"توسفين" المحتوي على مادة الكودايين المخدرة.
وتعمد عدة صيدليات إلى بيع أشرطة الديزبام ونحوه بدون أي وصفة، إلا أن مسؤول سلامتك الصيدلي شفيق هاشم يؤكد انه لا يصرف أي شريط أقراص منومة لأي منهم كونه يعرف من خلال هيأتهم أنهم مدمنون، ويصرفه فقط لمن يحمل روشتة طبيب، فيما يؤكد أن العديد من مسؤولي الصيدليات يصرفونه تحت ضغط تهديد المدمن لهم.
ويتهم شفيق عدداً من الأطباء- وصفهم بعديمي الضمير- بكتابة وصفات طبية لمدمنين وليسوا مرضى، حتى يستطيعون الحصول على حصتهم من الأقراص.
قانونياً.. ينظم قانون المخدرات لعام 93م استيراد المؤثرات العقلية، لكنه لم يفصل بين الهروين أو الحشيش أو الكبتاجون الذي يعد ضمن أبرز أسماء المخدرات في العالم، وبين الديزبام والريستيل والبلتن والفاليوم التي تباع في الصيدليات كعلاج.
[email protected]
.......
9 مليون حبة كبتاجون خلال الفترة السابقة ضبطت في عدن
حاوره/ زكي العاقل
انتشرت خلال السنوات الماضية الحبوب المخدرة وتعاطيها من قبل الشباب المراهقين مما ساعد انتشارها أيضاً إلى تفاقم نسبة الجريمة في المجتمع بفعل دخول معظم الحبوب المخدرة إلى اليمن عبر الموانئ والمنافذ البرية الأخرى حيث أصبحت تلك المخدرات سهلة الحصول عليها من خلال إتساع عملية الترويج لها ، وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات أجرت "أخبار اليوم" حواراً مع العقيد خالد النجار مدير عام مكافحة المخدرات محافظة عدن وذلك لمعرفة حجم المخدرات التي تم ضبطها ودور الأجهزة الأمنية والمجتمع في محاربة هذه الظاهرة المتفشية بين صفوف الشباب الذي ستأثر على مستقبلهم ، وهاكم نص الحوار:
بداية ما هي المخدرات من حيث التعريف، المشكلة، والأنواع؟
المخدرات هي كل مادة تحتوي على عنصر التخدير وتؤثر على الجهاز العصبي وتولد لدى المتعاطي اعتماداً نفسياً واعتماداً عضوياً سواءً أكانت هذه المادة طبيعية أو تصنيعه وسواءً استخدمت في الأغراض المشروعة أو غير المشروعة.
ومن حيث المشكلة : أصبحت المخدرات جريمة ومشكلة العصر وآفة خطيرة تهدد صحة وأرواح الأفراد والمجتمعات وأمنهم وسلامتهم في مختلف شعوب العالم ولقد تفاقمت هذه المشكلة في السنوات الأخيرة وأصبحت مشكلة عالمية تقضَ مضاجع مسئولي وأجهزة الدول، لارتباط هذه المشكلة بالإرهاب وبمشاكل عديدة مثل انتشار مرض فيروس الإيدز وانتشار الخمور وتفشي وانتشار مختلف أنواع الجريمة والسرقات وغسيل الأموال والزنا واللواط وكافة الممارسات الجنسية المحرمة مثل الاعتداء والعياذ بالله على المحارم من الأخوات والأمهات والبنات ..، وما يصحب ذلك من تفكك عرى المجتمعات وتحطيم كيان الأسر وإحداث موجات القلق والكآبة(الكرب) والانتحار.
أما عن أنواع المخدرات: يطلق لفظ المخدرات بالمعنى العام وعند رجال القانون ورجال الأجهزة الأمنية المختصة على قائمة طويلة تشمل (الأفيون ومشتقاته، والكوكايين، والامفيتامين، والكبتاجون (الفنتينيل) والباريتورات، والميثاكولون، والحشيش، وعقاقير الهلوسة مثل ال ( L.S.D) وفينسيكليدين..، وهذا خلاف للتعريف الطبي الذي يعرف المخدرات فقط بالأفيون ومشتقاته.
المخدرات مواد خطيرة وقاتلة، فكيف تبنوا مهامكم في مكافحة هذه الآفة؟
مهام ونشاطات الإدارة كثيرة ويتم الإعداد لها وفق أسس مدروسة وبناءً على تداعيات الحالة الأمنية الراهنة في هذا الشأن وبرسم الخطة المناسبة وفقاً لخطة قيادة أمن المحافظة وخطة الإدارة العامة لمكافحة المخدرات المستندة لخطة وزارة الداخلية، وأبرز تلك النشاطات للإدارة هي : تفعيل وتنفيذ جانب الرصد والتحري وجمع المعلومات عن أشخاص وشبكات وأوكار التعاطي والترويج وطرق وأساليب التهريب..واتخاذ الإجراءات الأولية ومن ثم وضع الخطط المناسبة لتنفيذ عمليات الضبط وفي حالات تلبس وذلك بعد التنسيق مع القيادات العليا والنيابة ،وكذا من مهامنا أيضاً العمل على استمرار تدريب وتأهيل الكادر البشري المتخصص و إلحاقهم بالدورات التخصصية داخل الوطن وخارجه لإكسابهم المزيد من الخبرات وتنمية قدراتهم ومواهبهم، وإبراز وتحفيز وتكريم الكفاءات منهم ، ولاسيما تحسين وتعميق العلاقات الايجابية والتنسيق والتعاون المشترك فيما بين الإدارة والجهات المعنية والجهات ذات العلاقة ، لما يخدم الصالح العام ، وذلك على أساس أن مكافحة المخدرات واجب جماعي ومسؤولية مشتركة ملقاة على عاتق الجميع ، وكذا تنفيذ مختلف جوانب التوعية والمحاضرات في مختلف الأماكن والمدارس وبالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية كمكتب التربية والتعليم وكذلك الاستعانة بخطباء المساجد لتناول جانب التوعية والإرشاد عن المخدرات أثناء محاضراتهم الدينية وخطب الجمعة عن المخدرات ومخاطرها وعواقبها الوخيمة على الفرد والمجتمع، وأيضا الاهتمام بعقد الدورات التدريبية والتأهيلية للمستجدين من كوادر الإدارة وإكسابهم المزيد من الخبرات والقدرات في هذا المجال، وأيضا إحياء مناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بإقامة ورش العمل ونشر الصور والبروشورات والملصقات والعبارات التحذيرية منها والإرشادية عن المخدرات ومخاطرها وعواقبها الوخيمة التي تفتك بالفرد والمجتمع وطالما حصدت الكثير من أرواح البشر في مختلف شعوب العالم.
بحكم أنك مدير مكافحة المخدرات في عدن ،، سمعنا عن ضبط كميات كبيرة من حبوب الكبتاجون في عدن خلال ال3 الأعوام الماضية .. هلا وضحت لنا كم، وكيف تم ذلك؟
كلام صحيح فقد تم ضبط خلال الأعوام الماضية ما يقارب 9 ملايين حبة من حبوب الكبتاجون والتي هي من أخطر أنواع المخدرات في عدة قضايا متفرقة جاءت عن طريق البحر إلى ميناء المنطقة الحرة من دول عربية ماعدا 40 ألف حبة من إجمالي الكمية المذكورة جاءت عن طريق المطار وأيضا من دول عربية، وكذا ضبط أكثر من طن و200 كيلو حشيش وتم ضبط جميع تلك الكميات ومروجيها،، فعدن تعتبر منطقة عبور ومحطة ترانزيت لكميات كبيرة من المخدرات ويتم إنزال مجموعة بسيطة منها لتلبية احتياجات داخلية من ترويج ومتاجرة وتعاطي والجزء الكبير ينقل إلى محافظات أخرى ودول مجاورة.
من ناحية أخرى يصادف اليوم الثلاثاء اليوم العالمي لمكافحة المخدرات السادس والعشرون من شهرنا الحالي (يونيو) فكيف تقيمون هذا اليوم وما هي الفعاليات التي تقام في هذه المناسبة؟
هذه المناسبة والتي قررت بشأنها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1987م الاحتفال بيوم السادس والعشرين من شهر يونيو من كل عام بوصفه اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار الغير المشروع بها وذلك تعبيراً عن عزمها على تعزيز العمل والتعاون المشترك لبلوغ هدف إقامة مجتمع دولي خالٍ من المخدرات ...، وقد اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذلك الإجراء يوم 7 ديسمبر1987م من خلال إصدار القرار رقم: 42/112 إثر توصية من المؤتمر الدولي المعني بالمخدرات والذي اعتمد في 26 يونيو من نفس العام المخطط الشامل المتعدد التخصصات للأنشطة المقبلة في مجال مراقبة إساءة استعمال المخدرات.
ويأتي هذا العام2012م ليؤكد مواصلة الأمم المتحدة ومكتبها المعني بالمخدرات ومقره العاصمة النمساوية (فيينا) مسيرتها مع دول العالم لمواجهة الآثار المدمرة للمخدرات ضمن جهودها لرفع مستوى التوعية العامة بما للمخدرات من قوة مضرة فتاكة، وكذلك بيان مسئوليته للمجتمع وتعلق أيضاً على عاتقه رعاية الفئات المستهدفة والأكثر عرضة، وتأمين سلامتهم ومستقبلهم، وإحياءً لهذا اليوم وضمن سائر بلدان العالم تحتفل بلادنا بهذه المناسبة وبرعاية معالي الأخ/ وزير الداخلية ومعالي الأخ/ وزير الصحة وبمشاركة الجهات ذات العلاقة والهيئات والمنظمات المعنية وقد حشدت وكرست الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وفروعها كل الطاقات والجهود لهذه المناسبة والتي تشكل محطة هامة في حياتنا العملية ويتم فيها تنفيذ العديد من الفعاليات أبرزها إتلاف كميات المخدرات التي سبق وأن تم ضبطها في بعض المحافظات ومنها عدن، وتنفيذ عمليات الإتلاف تلك يتم بحضور ممثلين عن مختلف الجهات الرسمية المعنية والجهات ذات الصلة وجمع غفير من المواطنين من مختلف فئات وشرائح المجتمع.
وأيضاً تنفيذ برامج ومحاضرات التوعية والإرشاد لمختلف فئات وشرائح المجتمع وخاصة الشباب والطلاب وبالتعاون والاشتراك مع مختلف الجهات المعنية ووسائل الإعلام الثلاث المرئية والمقروءة والمسموعة ، وكذا إقامة المعارض السنوية والندوات وورش العمل وتعليق ونشر البروشورات والصور والملصقات الهادفة والتحذيرية والاستعانة بخطباء المساجد لتناول هذا الجانب في خطبة الجمعة للتوعية والحد من انتشار المخدرات والتعريف بمخاطرها وعواقبها الوخيمة التي فتكت ولا زالت تفتك بالشعوب واقتصادها ومقدراتها وتعمل على نشر وتفشي مختلف أشكال الجريمة وتفكيك الروابط الأسرية والاجتماعية وتقضي على مبادئ وأخلاق متعاطيها ومروجيها وطالما حصدت أرواح الكثيرين من البشر في مختلف شعوب العالم.
ما مدى تعاون الجهات المعنية معكم في مكافحة المخدرات؟
الجهات المعنية تربطنا بها علاقات وطيدة وتعاونها إيجابي وملموس إلى حد كبير حيث لا يتم نجاح الكثير من القضايا إلا بتعاون واشتراك تلك الجهات وفي مقدمتها إدارة البحث الجنائي والنيابة وكذا مراكز الشرطة وخفر السواحل وأمن المواني والجمارك والأمن السياسي.
ما هي أنواع المخدرات التي تم ضبط كميات كبيرة منها في بلادنا وما مصير المتهمين الذين تم ضبطهم فيها؟
هناك مادتان من المخدرات كثيرة الانتشار وهما مادة الحشيش وأقراص الكبتاجون ومصير المتهمين الذين تم ضبطهم تم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم وإحالتهم إلى النيابة ومن ثم القضاء لاستكمال الإجراءات ومحاكمتهم لإنزال العقوبات اللازمة ضدهم طبقاً للشرع والقانون، وقد حكم على البعض منهم بالإعدام، وحكم على البعض بمدد مختلفة تراوحت ما بين (5 – 25) سنة والبعض الآخر لا يزالون رهن المحاكمة.. إضافة إلى أنواع أخرى الكوكايين - ونبات الخشخاش و الحشيش والهيروين وكذا المنشطات و الكبتاجون، و عقار ال ( L.S.D).
- ما تعريفكم لهذه الأنواع من المخدرات، وما تأثيرها على المتعاطي لها ؟
الأنواع المنتشرة هي الكوكايين والكراك ، فالكوكايين هو عبارة عن بودرة ناعمة بيضاء اللون وهو منبه قوي وقد وضع هذا النوع من المخدرات تحت الرقابة الدولية بناءً على معاهدة الأفيون الدولية الموقعة في لاهاي سنة 1912م والإنتاج العالمي لهذا النوع في تزايد مستمر ويعد فقدان الشهية والأرق التام وفقد أن الشهوة الجنسية من أعراض المراحل المتطورة لتعاطي الكوكايين وتأثيراته السمية عميقة ويؤدي إلى الإدمان والموت، إضافة إلى نبات الخشخاش وهو المصدر الذي يؤخذ منه الأفيون، ويأتي بعدها المورفين/ هو العنصر النشط في الأفيون وقد تم اكتشافه في أوائل القرن التاسع عشر، ولكن لم ينتبه للمورفين إلا بعد أن أعاد اكتشافه وأعطاه اسمه عالم ألماني في عام 1817م.
أما تعاطي الامفيتامينات فيجعل الفرد ثرثاراً أو عصبياً وقلقاً وقد تسبب في ارتجاف اليدين وزيادة العرق وجفاف الأنف والفم وكما قد تسبب شعوراً بالاضطهاد، وأما أقراص الكبتاجون/ أكدت الدراسات الصادرة مؤخراً والتحاليل المخبرية للكبتاجون احتوائها على مادتي الإمفيتامين والأفيدرين وبخلط المادتين وتعاطيها يؤدي ذلك إلى تدمير مركز نهاية الأعصاب المركزية في المخ مما ينتج عنه إعاقة مستديمة، إضافة إلى زيادة وارتفاع ضغط الدم مما يسبب آلام الذبحة الصدرية، وكثرة الحركة والكلام وعدم الاستقرار بلا وعي، واتساع في حدقة العين والتأثر بالأضواء العاكسة، وعدم القدرة على النوم مع إرهاق وتوتر شديدين، وميول انتحارية عند التوقف عن التعاطي، وزيادة كبيرة في إفراز العرق، وضعف الذاكرة، وصعوبة التفكير، وعدم الثبات، وعدم الميل إلى الطعام، واضطرابات في الجهاز الهضمي، وقلق وشعور بالتمرد النفسي والاضطهاد والتشكيك في الآخرين ويصبح المتعاطي حساساً لبعض العبارات فيفسرها في غير محلها مما يؤدي إلى ارتكابه للجرائم كالقتل ، أما عن عقار ال (L.S.D) / يا عزيزي هو اختصار ليسيرجيك أسيد داي إيثيل ليميد، والمعروف باسم عقار الهلوسة، وهو ليس له استعمال طبي، والجرعة الواحدة من هذه المادة لا تزيد عن 40 ميكرو جرام، وتحدث هلوسة بصرية وسمعية أي أن تأثيرها الرئيسي هو إثارة تغيرات في الحالة النفسية والإدراك والرؤية والإحساس بالمتغيرات التي تحيط بالمتعاطي وتصحبه فيما يسمى بالرحلة النفسية وغالباً ما تكون هذه الرحلة سيئة وتؤدي إلى أعراض خطيرة وحوادث مميتة، ولصغر جرعة تعاطي هذه المادة جعل موزعوها يستخدمون طوابع البريد أو الإستيكر بعد وضعها في محلول وتجفيفها ثم يقوم المتعاطي باستجلاب هذه الطوابع فيحدث امتصاص ال (L.S.D) من المعدة والأمعاء ويبدأ التأثير والجرعة المميتة من هذه المادة والتي قدرت ب 2 ميلجرام لكل كيلو جرام من الجسم.
من هي الفئة المستهدفة بالمخدرات وما هي أبرز أسباب الانحراف وتعاطي المخدرات بنظركم؟
الفئة المستهدفة دائماً والأكثر عرضة للانحراف وتعاطي المخدرات هم الشباب والطلاب والأسباب في نظرنا والتي تؤدي إلى الانحراف وتعاطي المخدرات هي كثيرة ولعلى أهمها:
الجهل وضعف الوازع الديني وعدم صلة بعض الخلق بالخالق عز وجل كترك الصلاة وعدم قراءة وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة و سوء التربية والتفكك الأسري ولاسيما عدم تأدية بعض أولياء الأمور لدورهم الصحيح والإيجابي نحو أبنائهم كمتابعة دروسهم ومستوياتهم الدراسية وعملية الحضور والغياب عن الدراسة وأين ومع من يختلطون، أضف على هذه النقطة عدم التواصل والتنسيق بين بعض أولياء الأمور والمعلمين في مختلف المؤسسات التعليمية لمتابعة الأبناء وسلوكهم والتوجيه السليم لهم باعتبار أن ولي الأمر والمعلم هما القدوة الحسنة للأبناء وأحياناً عدم المساواة بين الأبناء من قبل بعض الآباء وحدوث التفريق في المعاملة وتفضيل البعض على البعض الأخر وكذا عدم رقابة بعض أولياء الأمور لأبنائهم فيما يشاهدونه عبر الانترنت والقنوات الفضائية المشفرة من المواد الإباحية واللاأخلاقية ..والتي من شأنها الزج بهم في عالم الجريمة والمخدرات والتي نراها من أهم أسباب الانحراف تحفظ البعض بما لديهم من معلومات حول أشخاص وأوكار تعاطي وترويج المخدرات حيث ومن الواجب عليهم التعاون وسرعة التواصل مع أجهزة مكافحة المخدرات للإبلاغ عن تلك المعلومات حيث ونحرص دائماً على أن تكون المعلومات التي نحصل عليها سرية وحريصين على عدم كشف مصادر المعلومات مهما كانت الظروف وأيضاً اندفاع البعض بواسطة رفقاء السوء إلى التعاطي بدوافع الفضول والتقليد الأعمى وكذا التجريب السلبي..، والتي من شأنها أن تؤدي إلى التعود ثم الاعتماد ومن ثم (الإدمان) وهذه أمور واقعية حدثت ومن أبرز التعاطي أيضا الفراغ الموجود عند الأبناء وعدم إلحاقهم من قبل بعض أولياء الأمور خلال أوقات الفراغ والإجازات الصيفية بمراكز تحفيظ القرآن الكريم ومعاهد تعليم اللغات والحاسوب وكذا المعاهد المهنية والتدريب والتأهيل بشكل عام لاكتسابهم العلوم والمعارف والثقافة المختلفة والمهارات الحرفية وذلك لو تم فسوف ينعكس إيجابياً عليهم وعلى مستقبلهم وعلى أسرهم ومجتمعهم وهناك الأسر الغنية التي تقوم بتمكين أبنائهم السيولة النقدية الزائدة عن حاجاتهم والتي تعتبر من العوامل الرئيسية المؤدية إلى الانحراف وتعاطي المخدرات.
في الأخير هل لديك رسالة توجهها عبر هذه الصحيفة ؟
ندعو جميع المواطنين وهيئات ومنظمات المجتمع المدني والجهات المعنية وذات الصلة بهذا إلى استمرار الوقوف صفاً واحداً مع الجهات المختصة لمحاربة المخدرات للحد من انتشارها حتى يتم القضاء عليها ، وذلك يكون بالواجب الجماعي والمسئولية المشتركة الملقاة على عاتق الجميع.
..........
تدشين حملة (أوعدني) .. ومعلومات تفيد بان مرتكبي أعمال العنف بعدن يتعاطون حبوب هلوسة
عدن / أنيس منصور
في دهاليز إدارات امن محافظة عدن والمديريات الأخرى كشفت مصادر عن ضخ آلاف من الحبوب المخدرة و"حبوب الهلوسة"، وأنها استخدمت في كسب الشباب ودفعهم لأعمال تخريبية، وان أجهزة الأمن حصلت على اعترافات في محاضر التحقيقات من بين من تم احتجازهم خلال الأشهر القليلة الماضية أثناء اشتراكهم بأعمال عنف وتخريب في عدن، حيث واعترف البعض منهم بأنهم يتعاطون الحبوب المخدرة، وأنهم يحصلون على معظم احتياجهم مجاناً من عناصر تخريبية كبيرة، فيما يشتري قسم منهم بقية احتياجه من أشخاص قالوا إنهم "معروفون لديهم".
بالمقابل عرض أطباء في كلية الطب ومستشفى الجمهورية التعليمي تقارير طبية، نتيجة خلاصات للفحوصات المخبرية والمقابلات أن حبوب (الدايزبام) هي النوع الذي تم توزيعه بكثرة، إلى جانب أنواع أخرى ثبت تعاطيها من قبل البعض مثل (الكابتجون)، وحبوب هلوسة من أنواع (الكيتامين) وأنه رغم وجود أكثر من (20) نوعاً من الحبوب المخدرة الشائعة في العالم، إلاّ أن الأصناف المذكورة هي الأرخص ثمناً على الإطلاق، لكنها في نفس الوقت الأكثر ضرراً وتدميراً لخلايا الدماغ، وتسميماً للكبد والكلى، حيث أن الحبة الواحدة من (الدايزبام) تدمر ما يزيد عن (100.000) خلية من خلايا الدماغ، ولا يمكن لجسم الانسان تعويضها.
وفسرت التقارير الطبية والأمنية ان لجوء هذه الجماعات "إلى الحبوب المخدرة وحبوب الهلوسة لان الإدمان على هذه الحبوب يتسبب بشد عصبي تراكمي يدفع المدمن إلى الإتيان بأفعال متهورة، وعندما يفشل في الحصول على الحبوب يكون في حالة استعداد نفسي للقيام بأي فعل- حتى وإن كان لا أخلاقياً، أو إجرامياً كالسرقة والقتل- مقابل الحصول على حاجته، وهو الأمر نفسه الذي تستخدمه التنظيمات الإرهابية، والمتطرفة لإبقاء عناصرها مشدودة لتنظيماتها، وغير قادرة على التخلي عنها..
التساؤلات التي تؤرق المهتمين والمتابعين.
وهو ما دفع الكثير من المراقبين والمهتمين يتساءلون عن دور وزارة الصحة ومكتبها بالمحافظة من الرقابة على الصيدليات التي تبيع تلك الجبوب بدون أي رقيب.
تداعي
انتشار ظاهرة المحببين الشباب خصوصاً في المناطق الجنوبية دفع عشرات الشباب من مؤسسة صناع الحياة في عدن القيام بحملة منذ أسبوعين أطلقوا عليها اسم (أوعدني لمكافحة المخدرات في عدن ) وحملت الحملة شعار:"عدن بدونها أحلى" وقام أعضاء الحملة بالرسم على الجدران في شوارع العديد من المديريات بعبارات توعوية تحذر من مخاطر المخدرات والإدمان.
فقامت مؤسسة صناع الحياة مع مجموعة من الفنانين والرسامين التشكيليين على رأسهم التشكيلي وائل ياسين بتنفيذ رسومات جدارية توعوية في مديرية كريتر لإيصال الفكرة إلى عدد اكبر من الناس وبطريقة الرسم التشكيلي، معلنين استعدادهم لمواصلة الرسم في بقية المديريات وتلخص فكرة الحد من هذه الظاهرة المرعبة من اجل حماية الأطفال والشباب وحماية المجتمع العدني من الظواهر التي ترعب أمنهم وتعتبر حملة مؤسسة صناع الحياة من اكبر الحملات التوعوية، حيث جعلت الشباب شريكاً أساسياً في تحمل مسؤولية الحد من انتشار المخدرات، كما لم تستثنى دور الإعلام والفن حيث عقدت ورشة التنسيقية للإعلاميين والفنانين وذلك بهدف إشراكهم في حملة "أوعدني" والتي تأتي كأكبر حملة للتوعية بأضرار المخدرات والحبوب في مدينة عدن، من اجل مساندة وسائل الإعلام للحد من انتشار المخدرات.. وخرج المشاركون في الورشة بعدة مقترحات منها - التنسيق لإعداد برامج شبابية - إنتاج أفلام قصيرة وفلاشات توعوية - نشر تغطية الحملة عبر الصحف والمواقع - العمل على رسم رسومات تعبيرية في الشوارع - إرسال رسائل sms عبر شبكات الاتصال - إنتاج مسرحيات توعوية وغيرها من الأفكار الفنية والإعلامية التي تخدم الحملة وتساعد على إيصال فكرتها إلى كل أطياف المجتمع
لماذا أوعدني؟
يقول ..احمد علي ناشر وهو ضابط متقاعد كانت مهمة مكافحة المخدرات موكلة إليه أثناء خدمته ان سبب هذه الحملة هو ان هناك أرواح تزهق واسراً تفقد الأمن والاستقرار وخسائر كبيرة لا يمكن إجمالها برقم معين وأصبح مصطلح المحببين والمهلوسين متداولاً عند كل حادثة جنائية أو فعل إجرامي، حيث ان هناك انتشاراً مخيفاً لظاهرة المحبيين ونجد هذا المصطلح يتردد وراء معظم الجرائم أثناء التحقيقات.
وتتحدث الأخت/ أمل عقلان ان من أهم الأهداف للحملة هو إشراك جميع فئات المجتمع باختلاف توجهاتهم في الحد من الحبوب والمخدرات ,إشراك كل الأفكار والأعمال الإبداعية التوعوية وتشير عقلان إلى ضرورة خلق وعي مجتمعي بأهمية تحمل الجميع المسئولية للحد منها، مشيرة إلى ان التفاعل مع الحملة كان كبيراً جداً، وقالت: "لم أتوقع هذا التفاعل من المجتمع المحيط".
وقالت انه بسبب ما مرت به بلادنا الحبيبة من منعطفات تاريخية, إبان ثورتنا المباركة, فإن الكثير من الظواهر السلبية طفت على السطح العدني, وهي ظواهر دخيلة سببها الفقر _ البطالة _ الفراغ _ الانفلات الأمني ,والتربوي من قبل الأسرة والمدرسة وحتى المسجد والمرشدين الأسريين والنفسيين ,والصالحين من أبناء الوطن الغالي، أضف إلى ذلك ما تسببه هذه الآفة من ذهاب العقل,مما يؤدي إلى ارتكاب الجرائم المختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.