تسببت موجة رياح محملة بالغبار الكثيف بتدني الرؤية في محافظة عدن عصر أمس إلى درجة الصفر وتسجيل إصابة 14 حالة أزمة "ربو " اختناق استقبلتها مشافي المدينة، في حين أوقفت رحلات جوية إلى مطار المدينة وتوقف العمل في مينائها. وقال مدير مكتب الصحة والسكان بعدن د. الخضر ناصر لصور ل" أخبار اليوم " إن مستشفيات المحافظة سجلت 14 حالة اختناق " أزمة ربو" نقلت إلى المستشفيات معظمها من الأطفال بسبب ذرات الغبار التي تسبب بتهيج في الجهاز التنفسي. وأضاف لصور أن معظم الحالات سجلت في مشفى الوحدة التعليمي بمديرية الشيخ عثمان، عدد كبير منها خرجت بعد تلقيها الإسعافات اللازمة، فيما عدد محدود من الحالات بحاجة إلى مزيد من الوقت لتلقي علاج موسع للشعيبات الهوائية والأكسجين لتجاوز أزمة الربو التي سببتها حساسية ذرات الغبار الصغيرة، وأكد أن الأزمة عدت على خير ولم تسجل أي حوادث بفعل تدني الرؤية لدى السائقين. وتسببت العاصفة الرملية المؤقتة بانعدام الرؤية التامة في جميع شوارع المدينة وتعطلت حركة المرور فيما أغلقت معظم المحال والمتاجر والأسواق وغادرت الكثير من الأسر الشواطئ خوفاً على الأطفال وكبار السن من موجة الغبار. وقال محمد السعيدي متنبئ جوي بمركز الأرصاد الجوي بمطار عدن الدولي ل "أخبار اليوم " إن مستوى الرؤية الأفقية وصل إلى الصفر بسبب الغبار المحمول، فيما وصلت سرعة الرياح إلى 35 عقدة. وأضاف السعيدي أنه تم تأخير رحلات من وإلى مطار عدن الدولي، كما تسبب بتوقف حركة الملاحة في ميناء عدن. وأوضح السعيدي أن رياحاً فصلية تكونت في محافظة لحج والمرتفعات القريبة منها، ناتجة عن تكون للسحب الركامية الكبيرة ذات النمو الراسي وأدت إلى هبوط، متسببة بإثارة موجة من الغبار أدت إلى انتقالها إلى محافظة عدن واستمرت لمدة ساعتين، وقال إنه تم رصد الموجة عند درجة 330 ولم يكن يتوقع وصولها إلى عدن في بدء الأمر بسبب محدوديتها. وأشار إلى أن هذه ظاهرة محدودة تحدث مطلع الصيف خلافاً للظواهر الأخرى التي نشهدها وتشهدها الكثير من بلدان الجزيرة والخليج والتي تكون عواصف فصلية تمتد إلى مئات الكيلو مترات وتعبر العديد من الدول والتي تتكون بسب تلاقي كتلتين من الهواء الدافئ والبارد، وخلال العواصف الترابية يتشبع الهواء بذرات الغبار التي تصيب الانسان بصورة مباشرة سواءً عن طريق الاستنشاق أو التلامس المباشر، وتنتج أعراضاً لدى الجهاز التنفسي عند استنشاقها وتشكل ذرات الغبار تاثيراً أكبر على الجهاز التنفسي، سيما عند من يعانون حساسية، حيث تتخطى أجهزة الفرز والتصفية الطبيعية في الأنف وتصل إلى عمق الجهاز التنفسي والقصبات الهوائية الداخلية والحويصلات.