خرجنا وواجهنا وحشية النظام بأكمله ولم نخش أحداً وكان كل ذلك من أجل العيش بكرامه وأمان وإقامة الدولة المدنية الحديثة التي نطمح لها ولكن ماذا نقول حينما نشعر بأننا وفي بلدنا وداخل بيوتنا وفي أماكن تواجدنا لا نلمس ذلك الأمان فالاعتقال والاختطاف والموت أصبح يطاردنا في كل مكان وكم هو مخيف أن تصبح أرواحنا وحرياتنا بأيدي من لا يفهمون ولا يقدرون قيمتها وهذه هي حالة أربعة شباب من مدينة صعدة مديرية ساقين والذين وصلوا إلى صنعاء فجر يوم السبت الموافق 29/7/2012م وتم نقلهم إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا عبر أحد الأشخاص الذي قال إنه نقل ثلاثة منهم وهم عباد عبد الله مشغل، وضيف الله غالب البدري، وفاضل محمد جابر.. بينما أمين فرحان جاء في سيارة أخرى نقلته هو أيضاً لجامعة العلوم والتكنولوجيا كما قال .
قصص التعذيب على لسانهم يقول عباد عبد الله مشغل من مديرية ساقين قرية جمعة بن بحر انه تم أخذه من قبل ثلاثة مسلحين من داخل بيت الله الذي كان فيه (المسجد) عند الساعة الحادية عشرة مساءً وقالوا له إن لديه استدعاء من إبراهيم العامري الملقب ب(“أبو خليل”) ويقال بأنه مسؤول الأمنيات لدى الحوثيين فخرج عباد معهم وتم أخذه إلى سجن وهو سمسارة الغجار، كانت تملكها الدولة قبل أن يسيطر الحوثيين على مدينة صعدة وهناك تم اعتقاله في زنزانة انفرادية ويقول عباد ((تم تقييد يداي إلى الخلف وضربي بكابل كهربائي)) وبعدها وفي اليوم الثاني تم إطلاق سراحه ولكن وبحسب قوله بأنهم قالوا له (إذا لم تستوعب سيكون في المستقبل القتل) وعندما سألناه ماذا تستوعب قال بأنه لا يعرف ماذا، ووجهنا له سؤال ما إذا كانت جماعة الحوثيين قد وجهت له أي تهمة قال بأنها لم توجه له أي تهمة . أما ضيف الله غالب البدري فقد تم استدعاؤه يوم الخميس عند الساعة الرابعة عصراً وهو في مزرعته وكان ذلك من قبل أربعة مسلحين من جماعة الحوثي، حيث قالوا له إنه طُلب من ("أبو خليل") قائد الأمنيات ويقول ضيف الله (بعدها تم أخذي على متن سيارة وعندما وصلنا إلى سجن سمسارة الغجار قاموا بتفتيشي وأخذوا مني الجنبية والبطاقة الشخصية والجوال والمصحف واحتجزوني في زنزانة انفرادية) ويضيف قائلاً(بعد ذلك دخل مسلحون وقاموا بربط عيني وتكبيل يداي وأخرجوني من الزنزانة إلى زنزانة أخرى وقاموا بتعذيبي بضربي بكابل الكهرباء وتهديدي بالقول غادر من هنا لا مكان لكم هنا) كما قال بأنهم ويقصد جماعة المسلحين التابعيين للحوثيين يقولون له أنتم يهود ملاعين وعندما قلنا له هل هناك أي سبب لاعتقالك قال بأنه لا يعرف ما هو السبب. ويروي فاضل محمد جابر طالب قرآن كريم في كلية صعدة مديرية ساقين قرية شغبان قصة اعتقاله ويقول ((تم أخذي من بيتنا بطلب من "أبو خليل" وأخذوني على متن سيارة إلى السجن وذلك عند الساعة الثالثة عصراً وسجنوني في سجن انفرادي بعدها تم تعذيبي بالضرب بكابل كهربائي إضافة إلى الركل)) ويضيف فاضل بأنهم قالوا له هذه آخر مرة أو ستكون نهايتك وعندما سألناه آخر مرة لماذا قال بأنه لا يعرف . أما أمين فرحان طالب سنة رابعة قرآن كريم من مديرية ساقين قرية اليوسف فقد تم اعتقاله في صباح الجمعة عند الساعة الواحدة والنصف ويقول فرحان ( تم استدعائي من مسجد العريش من قبل سبعة من جماعة الحوثيين وقالوا لي جاوب القائد إبراهيم شايق العامري الملقب "ب”أبو خليل”" وذهبت معهم ومشينا ما يقارب ال500 متر بعدها تم تكتيفي وتغطية عيوني وعصر رقبتي واخذي إلى مكان مقطوع خال من السكان) مضيفاً أنه وفي ذلك المكان الخالي تم ضربه بكابلات كهربائية وبأعقاب البنادق في البطن والرقبة كما ركلوه حتى فقد الوعي ويقول أمين إنه ظل فاقد الوعي ما يقرب النصف ساعة بعدها فاق ولم يجد أحداً من المسلحين في المكان فحاول السير إلى أن وصل إلى بيته وبعدها نقل إلى صنعاء لمستشفى العلوم والتكنولوجيا وعندما سألته لماذا تم اعتقالك فأجاب قائلاً أعتقد أنه بسبب صلاة التراويح.
ملاحظاتي طبعاً ومن خلال زيارتي للشباب أنا وزميلين شاهدت مدى بشاعة العنف المرتكب عليهم كونهم تعرضوا لضرب وآثار الضرب كانت ظاهرة وبوضوح على أجسادهم، خصوصاً منطقة الظهر كونها أكثر الأماكن عرضة للتعذيب كما لفت نظري التحفظ الواضح من قبل الشباب على أسباب الاعتقال من وجهة نظرهم ولا أعلم هل هو خوف من جماعة الحوثيين أم هو خوف من إثارة موضوع المذهبية أم هناك من أخبرهم بعدم الإفصاح عن سبب ما يعانيه أبناء المنطقة من انتهاكات من قبل الحوثيين. رسالة إن ما تعرض له الشباب الأربعة من قبل العناصر المسلحة التابعة لجماعة الحوثيين وبأوامر من مسؤول الأمنيات للجماعة إبراهيم العامري من حجز للحرية وتعذيب وتهديد بالقتل لهو أمر خطير لا يجب السكوت عنه كون هذا ما ظهر وما خفي كان أعظم ونحن هنا نطالب بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لنقل حقيقة ما يحدث هناك وكذلك نطالب بضرورة محاسبة كل من تسول له نفسه على انتهاك حقوق المواطنين في صعدة خصوصاً من قاموا بالاعتداء على الشباب الأربعة وممارسة التعذيب والتهديد عليهم لأنه لا قانون ولا شرع يقبل بكل ذلك .