من الصعب أن تجد بلد تتنكر لنجومها مثل بلدنا.. فالنجوم في كل بلدان الأرض يحظون بالرعاية والاهتمام من المهد إلى اللحد.. بدء بالتدريب والرعاية الصحية والتعليم مروراً بالتأمين الصحي والمعيشي وصولاً إلى إيجاد سبل العيش الكريم بعد الاعتزال بعكس ما يحدث في بلدنا. ونحن نبحث عن الحالات الرياضية استوقفتنا قصة أنيس الشدادي لاعب شعب إب والاتحاد ونجم سبأ وتعاون بعدان ومنتخب المدارس الذي اختفى عن الملاعب من قبل خمسة مواسم تقريبا سألنا عنه فوجدناه في منزل شعبي.. وأنيس قعيد الفراش داخل هذا ألمنزل يصارع المرض وحده بعد أن تركته إدارات الأندية التي لعب لها ودافع عن ألوانها طيلة المواسم الماضية. أنيس أصيب في إحدى المباريات وبعد ذلك أصيب بالحمى وازدادت الحمى عليه الحمى ودخل في مرحلة حرجة من المرض، فلم يشفع له العلاج في اليمن، فاضطرت أمة إلى أن تبيع بعض ما تملك، وبمساعدة عدد من فاعلي الخير، ثم سافر إلى الأردن من أجل العلاج، وظل هناك حوالي سبعين يوماً، ثم عاد إلى اليمن يحمل مرضه وآلامه ومصاباً بالشلل النصفي (نسأل الله له العافية). أنيس الذي يعاني ويلات الشلل النصفي الذي أصابه يعيش في محافظة إب على الكفاف لا يسأل الناس الحافاً ولا يتمنى إلا أن يساعده الله في تجاوز محنته.. زيارة خاصة قمنا بها إلى منزله برفقة النجم عدنان عضلات والزميل ماجد ياسين من أجل الاطمئنان على حالته، ومن ثم لكتابة هذه المادة وإيصال معاناته إلى كل الناس من أجل مساعدته في تجاوز محنته. كان لزاماً علينا أن نعرض حالته إلى كل أصحاب القلوب الرحيمة والضمائر الحية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة النجم أنيس.. في بيت شعبي مكون من عدد من الغرف وبصحبته ابنته وأمة يسكن أنيس متمسكاً بالأمل وبحبل الله وبدون أي أنيس.. لوحده يكابد المرض والفقر والألم والوحدة. يتحدث عن أيامه في الملاعب بالقول: "لا أستطيع أن أتذكر كل شيء في حياتي، لكنني لا أنسى أصدقائي وزملائي في الملاعب، وأنا أتذكر من المنتخب المدرب سامي نعاش واللاعبين الذين كانوا معي في الجزائر لكنني في المقابل أفقد الذاكرة، وكل ما تذكر من اللاعبين الرحلة وبعض المباريات اللاتي شاركت فيها سواء الودية أم الإعدادية أم الرسمية". ويضيف "لاعبو الاتحاد هم أقرب اللاعبين إلى قلبي ومنهم اللاعب عدنان عضلات الذي يزورني باستمرار، وأنا الآن لا أفكر في الكرة، ولكنني أحمد الله على الحال الذي وصلت إليه، وأتمنى من وزارة الشباب واتحاد الكرة وإدارات الأندية بأن لا تتركني وحيداً أصارع المرض، وأن أعود إلى الحياة الطبيعية، فمن حقي أن أعيش كما يعيش الآخرون". وأنيس يتمتم بكلمات وكنت أعاني من صعوبات في فهم كلامه، ولكن أجمل الكلمات التي نطقها بلسانه الثقيل أن الله معه ولن يخاف أو يستسلم.. أنيس الذي كان مثالاً للأنموذجية كلاعب يحتذى به داخل الملاعب كمدافع لا يشق له غبار.. ووحده المرض من جعل زملاءه يتناسونه يقول عنه زملاؤه بأنه كان من أكثر اللاعبين جدية والتزاماً وسبقاً إلى الملاعب ولكن المرض الذي ألم به كان سبباً في فقده. أما أهله وجيرانه فالحديث معهم له شجون خاص، حيث يقول جيرانه في المدة التي كانوا يقولون لنا إن أنيس مريض كنا نفتقده فنذهب باستمرار لزيارته ونتلمس أحواله، ونتعرف على حالته الصحية لكننا لم نتوقع أن يصل به الحال إلى هذه الطريق، ونسأل الله عز وجل أن يمن عليه بالصحة والعافية، وأن يمد رجال المال والإعمال يد العون والمساعدة من أجل إنقاذ حياته. وختاماً أنيس الشدادي واحد من الحالات التي سحقها المرض بعد أن أفنى شبابه في خدمة الرياضة.. فهل تنظر إليه وزارة الشباب واتحاد الكرة وإدارتا الشعب والاتحاد بعين الرحمة وتساعده في تجاوز محنته أم أن مأساته كتب لها الاستمرار؟!!.. كلنا أمل في أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء بمساعدة أنيس في إكمال علاجه.