لقي رئيس الجمهورية أثناء وصوله إلى بريطانيا أمس استقبالاً حاراً حيث التقى في مقر الحكومة البريطانية (داوننج ستريت) برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني عن سعادته باستقبال الرئيس عبدربه منصور هادي.. وقال:" نحن ملتزمون بدعمكم بصورة كاملة من أجل نجاح التسوية السياسية في اليمن القائمة استناداً إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وإنجاح المرحلة الانتقالية بكل متطلباتها، وهذه بالنسبة لنا مسؤولية سياسية ونتطلع إلى النجاح الكامل حتى الوصول إلى نهاية المرحلة الانتقالية في اليمن". من جانبه قال الرئيس هادي، إنه قرر أن تكون لندن أول محطة له في جولته الأوروبية نظراً لنشاط الحكومة البريطانية في دعم العملية السياسية في اليمن والتحول الديمقراطي, مستعرضاً الموضوعات المتصلة بالعملية السياسية وكيفية تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، مؤكداً أنها قد تمت بنجاح. وأشار إلى أن اليمن يستعد لتنفيذ المرحلة الثانية من التسوية التي ستبدأ بالحوار الوطني الشامل من أجل ترسيخ التجربة الديمقراطية وبناء الدولة المدنية الحديثة. وبحث رئيس الجمهورية مع رئيس الوزراء البريطاني خلال اللقاء العلاقات العميقة والتاريخية بين البلدين والشعبين الصديقين، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية. إلى ذلك حضر الرئيس عبد ربه منصور هادي لقاء الطاولة المستديرة في مقر الحكومة البريطانية، والتي نظمها نائب مستشار الأمن القومي البريطاني اوليفر روبي وحضرها عدد من القادة العسكريين والأمنيين. وجرى خلال اللقاء الحديث حول مسألة الأمن في اليمن والنقاش حول طبيعة نشاطات الخلايا الإرهابية في المنطقة وخصوصاً في اليمن، وكذا طبيعة الأزمة السياسية في اليمن التي نشبت مطلع العام 2011، وما خلفته من آثار على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية. وأشاد الجميع بالجهود الكبيرة التي بذلها هادي في سبيل ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة على أرض الواقع ونجاح المرحلة الأولى منها. وأكد الرئيس العزم الكبير من أجل استكمال المشوار وخروج اليمن من دوامة الأزمة والظروف الصعبة. وجرت خلال اللقاء نقاشات مكثفة حول الكثير من القضايا التي تهم أمن واستقرار ووحدة اليمن وما يتصل بالعلاقات الثنائية بين اليمن والمملكة المتحدة البريطانية على المستويين الإقليمي والدولي. إلى ذلك التقى الرئيس هادي وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند وعدداً من القادة العسكريين البريطانيين، لمناقشة جملة من الموضوعات المتصلة بالعلاقات العسكرية بين البلدين ودراسة ما يمكن أن تقدمة وزارة الدفاع البريطانية في هذا الجانب وفي جوانب التدريب والتأهيل خصوصاً فيما يتعلق بخفر السواحل والقوات الجوية. كما عقد لقاء موسع في منزل وزير الخارجية البريطاني وليم هيج ضم وزير التنمية لشؤون الخارجية البريطاني، وعدداً من كبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والعسكريين والأمنيين، وتركز النقاش على شؤون اليمن والجهود المبذولة من اجل إخراجه من أزمته والكيفية المطلوبة لمساعدته من أجل خروجه إلى بر الأمان. وتناول النقاش الشراكة القائمة بين اليمن وبريطانيا في محاربة الإرهاب وآفاق تعزيزه. واستقبل الرئيس عصر أمس الوزير في وزارة الداخلية لشؤون الجريمة والأمن البريطاني جيمس بريك شاير وجرى خلال اللقاء مناقشة عدد من القضايا المتصلة بمكافحة الإرهاب والجريمة وموضوع التأهيل والتدريب في هذه الجوانب وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في المجال الأمني, خصوصاً تعزيز الشراكة في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات حول الإرهاب. وأكد الوزير البريطاني على الأهمية الكبرى لزيارة رئيس الجمهورية إلى لندن وما تمثله من أهمية لتعزيز جوانب التعاون المشترك بين البلدين. . معتبرا هذه الزيارة خطوة بناءة للغاية. وقال "سيتم التخصيص والبرمجة لتنمية التعاون بين بلدينا وبما يحقق الغايات المنشودة".