لم يضع لاعبي اهلي جده الفرصة التاريخية التي جاءتهم لكتابة سطرا جديدا في تاريخهم الطويل مع كرة القدم السعودية والخليجية كفريق يسمى قلعة البطولات من سكة قارية ، فاظهورا كل مالديهم حين واجهوا الجار الاتحاد في دربي مثير بحلة آسيوية ، وتناسوا خسارة الذهاب بهدف ، وعوضوا ذلك بحضور متميز خلال شوطي اللقاء واستطاعوا ان يحققوا غايتهم وما ارادوه ، عبر هدفين نظيفين سجلا خلال الشوطين ، كانا كافيان لبلوغ النهائي الحلم بالنسبة لهم ، والذي سيتواجدون فيه للمرة الاولى ويواجهون فيه الفريق الكوري اولسان في لقاء ستحتضنه العاصمة الكورية . فقد حقق الرايق وقلعة البطولات الفوز بجدارة وإستحقاق وحسم امر بطاقة التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا في اللقاء الذي أقيم مساء امس على ملعب الأمير عبدالله الفيصل. تقدم معتز الموسى في الدقيقة 43 ونجح فيكتور سيموس في خطف الهدف القاتل في الدقيقة 84 ،وكانت مباراة الذهاب قد إنتهت بفوز الإتحاد بهدف نظيف. وضعية الأهلي قبل المباراة ومكان إقامتها فرضا الكثير من الضغوط النفسية على الراقي صاحب الأرض في ظل سعيه أولاً لمعادلة نتيجة الذهاب ومن ثم البحث عن الفوز ،وثانياً حرصه الشديد على عدم دخول مرماه أية اهداف ،لأن أي هدف يدخل مرماه سيكون بمثابة صدمة للفريق في ظل إحتسابه بهدفين. الضغوط النفسية لم تكن بنفس القدر على العميد في ظل تقدمه بهدف ،وإن كان هذا الأمر بمثابة سلاح ذو حدين لو زادت ثقة اللاعبين عن الحد المطلوب. البداية جاءت متكافئة بين الفريقين في ظل سعي أهلاوي لهدف التعادل على أمل تحقيق مبتغاه في وقت مبكر،وقوبل هذا السعي بتوازن بين الدفاع والهجوم في صفوف الإتحاد. بعد اوقات عصيبة مرت بها اوقات الشوط الاول وبافضلية للاهلي وغايب لشكل الاتحاد المعتاد ..شكلت تحركات المشاكس معتز الموسى ومساندته القوية لهجوم الأهلي خطورة كبيرة على دفاع الإتحاد،وفي الدقيقة 43 ومن ضربة ركنية إرتقى الموسى للكرة وحولها داخل شباك الإتحاد مهدياً الأهلي تقدماً مستحقاً قبل نهاية الشوط الأول. بدأ الشوط الثاني بإيقاع سريع وسط محاولات هجومية متواصلة من الأهلي لإضافة الهدف الثاني ،في وقت لم يكن فيه الهجوم الإتحادي على نفس القدر. ضغط الأهلي بضراوة وحاصر الإتحاد في مناطقه الدفاعية بفضل تحركات موراليس والموسى وفيكتور وبصاص الذين شكلوا مثلث هجومي سبب الكثير من الإزعاج للعميد ووصلوا في أكثر من هجمة خطيرة لمرمى زايد لكنهم إفتقدوا للدقة في إنهاءها بالشكل المطلوب،ذلك في وقت إختفى فيه عماد الحوسني. تراجع الإتحاد للخلف بشكل غير مبرر ،ولم يقم الثلاثي نور والشربيني والمولد بدورهم اللازم في نقل الهجمة ،الأمر الذي دفع هزازي للتراجع للخلف للمساهمة في بناء الهجمات. واصل الأهلي هجومه ،وشهدت الدقيقة 74 لقطة مثيرة للجدل إثر سقوط لتيسير الجاسم داخل منطقة الجزاء،وأظهرت الإعادة التليفزيونية وجود إعاقة من الحارس مبروك زايد على قائد الأهلي. إضطر ياروليم إلى إستبدال الموسى للإصابة وإشراك وليد باخشوين في الدقيقة 83،وقبل أن تمر دقيقة واحدة مرر بصاص كرة للمنطلق في العمق فيكتور سيموس الذي هيأ الكرة لنفسه وسددها أرضية زاحفة شقت طريقها لشباك الإتحاد معلنة عن الهدف الثاني والغالي للراقي. حاول الإتحاد العودة وتقدم للهجوم بكل صفوفه لكن كل الهجمات تحطمت أمام قوة الدفاع الاهلاوي المنظم،وعاد ياروليم وأجرى تغييره الثاني بإشراك محسن العيسى بدلاً من موراليس. مرت الدقائق الأخيرة من اللقاء مثيرة للغاية وسط محاولات هجومية مكثفة من الإتحاد لكن الوقت كافياً لم يكن كافياً للتعديل وأعلن بعدها حكم اللقاء صافرة النهاية. ويواجه الاهلي فريق اولسان الكوري الجنوبي الذي كرر فوزه على منافسه بونيودكور الاوزبكي 2-صفر في اياب الدور قبل النهائي امس ايضا .. لينتصر 5-1 في مجموع المباراتين. وكان اولسان فاز ذهابا خارج ارضه 3-1 في اوزبكستان يوم الاربعاء الماضي. سجل المهاجم كيم شين ووك ولاعب الوسط الزئبقي لي هيون هو هدفي المباراة في الشوط الثاني ليضمنا وجود ممثل لكوريا الجنوبية في نهائي ارفع مسابقة للاندية في آسيا للعام الرابع على التوالي.