قال الدكتور/فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء إن مراكز القوى المتمثلة بالمشترك وحلفائه والمؤتمر وشركاءه حكمت على الحوار الوطني بالفشل مسبقاً. واتهم الصلاحي في تصريح ل"أخبار اليوم" المشترك والمؤتمر بالعمل على وأد الثورة الشبابية الشعبية السلمية والانحراف بمسارها نحو المبادرة الخليجية التي تحدثت عن أزمة، مضيفاً بأن هذه القوى السياسية ما زالت تمارس الالتفاف على كل الرموز المستقلة والوطنية والكفوءة والمثقفة وبالتالي فهم سيتحاورون مع بعضهم البعض. وأشار الصلاحي إلى أن المؤتمر والمشترك لديهم أنصار في كل المناطق الجنوبية وسيتم اختيار أنصارهم ليمثلوا هذه المناطق، مؤكداً أنه ما لم يتم الاتفاق على حل للقضية الجنوبية، فإن الحوار برمته سيفشل كون حلها سيشكل مفتاحاً لحل بقية القضايا. وتوقع الصلاحي انفجار الوضع الأمني فيتم تأجيل مؤتمر الحوار لعدة أشهر، معللاً ذلك بأن كل مراكز والأطراف غير مستقرة لقبول الآخر في الحوار. واستغرب الصلاحي من تأكيدات أحزاب المشترك التي ظلت ترددها حتى وقت قريب بأنها لم تشارك في الحوار طالما ظل الرئيس السابق "صالح" يمارس عمله السياسي، مشيراً إلى أن المشترك طرف في المبادرة الخليجية وعليه وحلفائه الموقعين عليها الالتزام بنصوصها، التي لم تطلب غياب أياً من رموز الصراع، كما أن المشترك هو الذي وافق على منح صالح الحصانة. ويرى أستاذ علم الاجتماع السياسي أن تكتل المشترك يعاني من ازدواجية في التعامل مع القضايا السياسية، مستشهداً بأن المشترك حين كان يتحدث عن ثورة كان يتجه نحو المبادرة في ذات الوقت. وأضاف الصلاحي: أنا أتصور أن المشترك يعاني من أزمة في التعامل مع استحققات الحوار، لأن الملفات ساخنة جداً وهو أي المشترك لم يصل بعد إلى وجهة نظر متفق عليها بين الأحزاب المشكلة لهذا التكتل، حيث لا يوجد لديها رؤية موحدة تجاه القضية الجنوبية ولا تجاه طبيعة النظام القادم ولا تجاه القبيلة ولا هيكلة الجيش حسب تعبيره. واعتبر الصلاحي مطالبة المشترك بخروج صالح من العملية السياسية كانت مجرد أعذار وهمية كون "صالح" رئيس حزب حليف لهم في السلطة، مشيراً إلى أن منح المشترك لحزب صالح 50% من المقاعد في الحكومة تعد انتهازية من قبل المشترك حسب تعبيره. وقال الصلاحي إن الأكاديميين المستقلين لا يعرفون من الذين يقومون باختيار الأسماء التي ستشارك في الحوار، إذ أن هناك غرفاً مغلقة لأجهزة معينة من المعارضة والسلطة ليتم الاختيار وفقاً لعلاقات "الشُلل" وعلاقات خاصة بهم فيما يريدون من الآخرين أن يكونوا من الأتباع والأزلام حد قوله مستدركاً بأنه لم يتم طرح موضوع الحوار كقضية وطنية يمكن اختيار المؤهلين ومن يمتلكون قدرات علمية ومعرفية وثقافية إلا أن هذا أمر غير موجود حد قول الصلاحي. وأضاف إنه لا يوجد أية دعوة لأي أكاديمي للمشاركة في الحوار عدا أن من سيشاركون من الأكاديميين هم قيادات في الأحزاب الموقعة على المبادرة ولا يمثلون الأكاديميين المستقلين والفاعلين. ونوه الصلاحي إلى أن الأكاديميين الذين يمتلكون قدرات معرفية ومؤثرين في المشهد السياسي لم يتم دعوتهم للمشاركة في الحوار، حيث لازال المشترك حد قوله يتعامل هو الآخر بعقلية النظام السابق.