ما يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمراً منذ أمس الأول الأربعاء، وقد ارتفع عدد الشهداء في الغارات الإسرائيلية إلى 15 شهيداً، وأصيب أكثر من مائة مواطن. وحسب الأنباء الواردة من غزة فقد أصيب مواطنان في قصف استهدف منطقة الكرامة شمال غرب القطاع، والتي تتعرض منذ ظهر أمس الخميس لقصف عنيف، حيث قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية أراضٍ خالية قبالة سواحل منطقة السودانية, كما شنت طائرات الاحتلال غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة، استهدفت إحداها 3 مواطنين إصابة أحدهم بالغة الخطورة. إلى ذلك أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين إثر سقوط صواريخ أطلقت من قطاع غزة على منطقة اشكول، ووصفت إصابتهم مابين متوسطة وطفيفة، ونقلوا إلى مستشفى سوروكا ببئر السبع. وفي غضون الساعة التاسعة من الليلة الفائتة من مساء الخميس أعلنت كتائب الشهيد/ عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس- أن مجموعتها المجاهدة استهدفت طائرة حربية بصاروخ أرض جو، أثناء غارتها على شرق قطاع غزة, كما أعلنت الكتائب ذاتها أنها أسقطت طائرة استطلاع إسرائيلية.. وقالت الكتائب في بيان صحفي: تقديراتنا أن الصاروخ أصاب الهدف ولم تحدد ما إذا كانت هي الطائرة الحربية نفسها أو طائرة أخرى. وكانت سرايا القدس- الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أعلنت عن بدء عملية "السماء الزرقاء".. معتبرة قصف "تل أبيب" هو البداية. وعلى ذات الصعيد قال موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان داخل مقر القيادة العامة للجيش "هكرياه" خلال قصف مدينة تل أبيب واضطر للهرب برفقة مساعديه إلى أحد الملاجئ المحصنة داخل المقر. ونقل الموقع عمن أسماهم بأفراد حاشية نتنياهو قولهم إن قصف وسط إسرائيل أخذ بالحسبان حين قرر المستوى السياسي الشروع بعملية "عامود السماء" وان نتنياهو أصدر تعليماته للجهات الأمنية بمواصلة العملية والاستعداد لتوسيع نطاقها. وكان بنيامين نتنياهو قد هدد أمس بتوسيع العملية العسكرية ضد حركة حماس وقطاع غزة. وعلى صعيد متصل بالعدوان الإسرائيلي على غزة أكدت الأنباء استشهاد الطفل/ وليد محمود العبادلة, يبلغ عامين من العمر، متأثراً بجروحه إثر قصف في خان يونس، إضافة إلى استشهاد مروان أبو القمصان (50 عاماً). وفيما تحدثت مصادر إعلامية عن سماع دوي صفارات الإنذار في كريات جات.. أفادت بأن 76 إسرائيلياً أصيبوا نتيجة إطلاق الصواريخ من غزة، اثنان منهما حالتهما خطيرة، كما قتل 4 إسرائيليين إثر سقوط صواريخ على كريات ملاخي. وأشارت المصادر إلى إصابة ابنة الصحفي سامي العجرمي، والتي تبلغ من العمر 10 أعوام, ببتر في الذراع نتيجة الغارة الإسرائيلية على منطقة التوام شمال القطاع مساء أمس, كما استهدفت قوات الاحتلال سيارة إسعاف في منطقة التوام. وتسبب سقوط صاروخين بعسقلان بأضرار في الدفئيات الزراعية, فيما تحدثت مصادر ميدانية عن سقوط عدة صواريخ في اشكول وبوابة النقب "شعار هنيغف".. وقالت إن 4 صواريخ سقطت في بئر السبع. وفي المقابل أعلنت حركة حماس، في مؤتمر صحفي الخميس، أن إسرائيل قد بدأت بالفعل الحرب على غزة وهي لا تملك قرار إنهائها. وطالبت بوقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، كما طالبت الدول العربية والإسلامية بأن تحذو حذو مصر، التي اتخذت قراراً بسحب سفيرها من إسرائيل عقب مقتل القيادي أحمد الجعبري في غارة إسرائيلية الأربعاء. وأكدت حماس أن إسرائيل تحاول استغلال الحرب على غزة لأهداف سياسية، مؤكدة أن المعركة مع إسرائيل مفتوحة ومتدرجة ومتصاعدة. وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس:"لن نتعرض لمزيد من الخديعة من الاحتلال الإسرائيلي، لأننا نعتبر الحديث عن هذه التهدئة في هذا التوقيت محاولة لتوفير مزيد من الغطاء لاستمرار التصعيد على غزة".. وجاء هذا التصريح بعدما أكدت إسرائيل أنها ستقوم "بأي عمل ضروري للدفاع عن نفسها". من جهته أكد خالد مشعل - رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"- أن العربدة الصهيونية انتهت أيامها مع هبوب الربيع العربي وأن أيام الصهاينة الملاعين صارت في فلسطين معدودة. وقال مشعل في كلمة أمام المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية في الخرطوم إن هذا العدو ضعيف لا يقهر غزة.. وأضاف:"نحن الذين سنردعهم, إسرائيل كيان غاصب لا يردع أصحاب الأرض الحقيقيين". ولفت خالد مشعل - خلال كلمته في المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية أمس الخميس- إلى أن إسرائيل لا تستطيع أن تقهر قطاع غزة، حيث تشن عملية عسكرية منذ أمس الأربعاء. ورأى مشعل أن إسرائيل بشنها العملية العسكرية في غزة "تختبر مصر والعرب والمسلمين هل هي قادرة على فرض نفس المعادلات السابقة أم أن قيادات اليوم لديها رؤية الأمة تثبت في كل محطاتها أنها تنهج نهجاً جديداً برؤية جديدة؟". وأوضح أن الصهاينة يهدفون من وراء ضرب غزة تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية, مؤكداً أن الصهاينة نسوا أن البنية الحقيقية للمقاومة هي رجال ونساء غزة, وإرادة وقوة الشعب الفلسطيني.. كما أوضح بأن العدوان الإسرائيلي الغادر حاول خداع المقاومة وأخذ صفوة قادتها في غزة, فاغتالوا رجلاً من رجال الأمة وهو الشهيد أحمد الجعبري الذي عاد منذ أيام من الحج بعد أن سمح لأول مرة أن يذهب في رحلة حج وعاد منذ أيام من السعودية إلي مصر ثم منها إلي غزة, وكأنه يقوم برحلة الإسراء والمعراج. وأشار إلي أن الشهيد أحمد الجعبري- أحد قادة "حماس" الذي قتلته إسرائيل أمس- كان له أيادٍ بيضاء في بناء جيش القسام وكل من التقى به يعلم أنه بطل عاش بطلاً ومات بطلاً, لم تضعفه السنوات الطويلة في سجون العدو. وشدد على أن إسرائيل ليست كياناً مشروعاً, بل كياناً غاصباً وجسماً خبيثاً والغاصب لا يردع أصحاب الأرض الأصليين. من جهتها أكدت قوات الاحتلال مساء أمس أن المرحلة الأولى من عملية عامود الغيمة قد انتهت ومن الممكن أن تبدأ المرحلة الثانية إن اقتضى الأمر. وأصدرت وزارة المواصلات في حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" قراراً يقضي بوقف ثلاثة عشر خطّاً للحافلات لمنع "الإسرائيليين" من الهرب من مدنهم التي تتعرض لقصف مكثف من قبل المقاومة الفلسطينية منذ عصر أمس. إلى ذلك قال الرئيس المصري/ محمد مرسي في كلمة ألقاها إلى الأمة ونقلها التلفزيون المصري الخميس: إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة "غير مقبولة" وسوف تقود إلى تقويض الاستقرار في المنطقة. وبحسب وكالة رويترز قال مرسي:"إننا نتواصل مع قطاع غزة بأكمله ومع الفلسطينيين ونقف معهم حتى نمنع هذا العدوان عليهم, فنحن لا نقبل بأي حال من الأحوال استمرار هذا العدوان والتهديد المستمر لقطاع غزة". ومضى يقول: "على إسرائيل إدراك أننا لا نقبل العدوان الذي يؤثر سلباً على الأمن والاستقرار في المنطقة". وكان مرسي قال في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه ناقش "سبل الوصول إلى تهدئة وإنهاء العدوان". وعلى صعيد الموقف المصري، أعلن طاهر النونو- الناطق الرسمي باسم حكومة حماس- لوكالة فرانس برس أمس الخميس أن رئيس الوزراء المصري/ هشام قنديل سيزور قطاع غزة اليوم الجمعة, حيث سيلتقي رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية. وقال النونو:"إن القيادة المصرية أبلغتنا بنية رئيس وزراء مصر السيد/ هشام قنديل بزيارة غزة الجمعة برفقة عدد من الوزراء".. موضحاً أن" قنديل سيلتقي مع رئيس الحكومة (المقالة) إسماعيل هنية في غزة". وأضاف:" نؤكد ترحيبنا بهذه الزيارة ونثمن الموقف الشجاع للقيادة المصرية من التطورات في غزة".. مشيراً إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى "تأكيد الدعم المصري قيادة وحكومة وشعباً لشعبنا الفلسطيني في ظل الحرب الإسرائيلية التي يتعرض إليها قطاع غزة". وفي سياق متصل أنهى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً طارئاً مغلقاً مساء أمس لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة من دون التوصل إلى أي قرار. وقال السفير الهندي/ هارديب سينغ بوري- رئيس المجلس لهذا الشهر- للصحفيين بعد الاجتماع المغلق الذي استمر 90 دقيقة: إن أعضاء المجلس لم يتفقوا إلا على إصدار بيان ينص على أنه عقد اجتماع طارئ وتفاصيل إجرائية أخرى. وأعرب بوري عن الأمل في أن يساعد مجرد انعقاد المجلس في تهدئة التوترات في الشرق الأوسط والحيلولة دون تصاعد الصراع. وقال: "الرسالة التي يجب أن تفهم من هذا الاجتماع هو أن العنف يجب أن يتوقف".. مضيفاً: إن المجلس مستعد للاجتماع ثانية بشأن غزة إذا اقتضت الضرورة. وكانت السلطة الفلسطينية طلبت من المجلس إصدار بيان يطالب إسرائيل بوقف هجومها, لكنه لم يتم الاتفاق على مثل هذا البيان. وعلى صعيد الموقف المصري، أعلن طاهر النونو- الناطق الرسمي باسم حكومة حماس- لوكالة فرانس برس أمس الخميس أن رئيس الوزراء المصري/ هشام قنديل سيزور قطاع غزة اليوم الجمعة, حيث سيلتقي رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية. وقال النونو:"إن القيادة المصرية أبلغتنا بنية رئيس وزراء مصر السيد/ هشام قنديل بزيارة غزة الجمعة برفقة عدد من الوزراء".. موضحاً أن" قنديل سيلتقي مع رئيس الحكومة (المقالة) إسماعيل هنية في غزة". وأضاف:" نؤكد ترحيبنا بهذه الزيارة ونثمن الموقف الشجاع للقيادة المصرية من التطورات في غزة".. مشيراً إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى "تأكيد الدعم المصري قيادة وحكومة وشعباً لشعبنا الفلسطيني في ظل الحرب الإسرائيلية التي يتعرض إليها قطاع غزة".