كنت أعلم تماما.. أنه مجرد بائع كلام.. وأن علاقته بالتدريب.. علاقة الشيخ "طفاح" بالغلبان والأهبل "شوتر" في مسلسل "همي همك" نفسها!.. وكنت أعي بحكم العقل والمنطق.. أنه مجرد "مهرج" ضل طريقه من "سيرك" الانبساط إلى ملعب للانبطاح!. وكنت أؤمن تماما.. أنه سليط اللسان.. يمتهن "الثرثرة" لسد خانات عجزه في ميادين لا تعترف إلا بلغة الحذق التدريبي!!.. عرفتموه طبعا.. أنه البلجيكي سيء الصيت والسمعة "توم سانتيفيت" الذي يدعي وصلا بفنون التدريب.. وهي لا تقر له بذلك!. أما لماذا هذا الحكم النهائي دون استئناف بعد (12) مباراة في عهده.. حول من خلالها المنتخب اليمني إلى "حقل" ملغوم بالخلافات والانشقاقات والمعاملات الجافة، فلأن المدرب الذي أضاع علينا النقطة اللقيطة والهدف اليتيم.. أكد لنا بالطول والعرض والارتفاع.. أنه بعيد تماما عن لغة الحذق التدريبي.. وأن بينه وبين الذكاء التدريبي ما كان بين موسى وفرعون!. و(توم) أنشغل عن عمله بتصدير نفسه للإعلاميين طمعا في عقد من ناد خليجي ولو برتبة "طباخ".. وتابعوا فضائحه على الهواء مباشرة.. من النادر جدا أن يذهب "توم" لغرفته لترتيب أفكاره التي لا تتعدى أرنبة أنفه "المعقوف".. كان دائم التواجد في "اللوبي" يتسول التصريحات من الصحافيين حتى أن الأمر اختلط عليه مرة بالحوار مع "الجرسون" الأنيق ظنا منه أنه صحافي خليجي.. وفي كل مؤتمر صحافي يوجه دعوة مفتوحة للإعلاميين: "أنا في "اللوبي" يا خراجاه يا رواجاه..المقابلات ببلاش على مدار الساعة.. تحبوا أعمل لكم عجين الفلاحة أنا مستعد!!!. ولأن "توم" اكتشف بقرونه الاستشعارية.. أن الإعلاميين ملوه باعتباره "مجنون" صور و"مدمن" مقابلات.. فقد اخترع أساليب ابتكارية لجذب الإعلاميين بصورة تجعلنا نستعيد ذكريات الخطط الفاشلة التي ينصبها القط "توم" للفأر "جيري"!!!.. مرة يكوش على الصحف الخليجية وبأعداد مهولة.. يضعها إلى جواره متعمدا.. وعندما يأتي أي صحافي يفاجئ بأن عمنا "توم" استولى على الصحف.. وهكذا تجد الصحافيين حواليه يحيطونه إحاطة السوار بالمعصم.. إلى أن مل من أسطوانته المشروخة.. فما كان منه سوى استعراض صفاقته وغباءه عندما عرض نفسه على صحافي قطري متوسلا: هل ممكن أجد عملا عندكم في لأندية.. لا تخف أنا رخيص الثمن والتجربة خير برهان!!!. ومرة ذهب إلى السوق منفردا.. وعاد يحمل عددا من "الديفيديهات" لفنانات وفنانين عرب ووضعها أمامه متعمدا لجذب انتباه الإعلاميين الذين سألوه بفضول: كابتن كل يوم لك تقليعه جديدة ما علاقتك بالفن العربي وأنت الذي لا يجيد العربية إلا في حدود: سلام عيكم.. جمعة مباركة.. رد عليهم: "أنا اعشق الفن العربي ومعجب بأليسا وتامر حسني وقائمة طويلة استعرضها المهرج "كيري"!!. هذا هو "توم" الذي قذفه لنا صحن "النت" وفرض علينا سيرة ذاتية لا تتناسب وحجم ما قدمه لمنتخبنا.. وهذا هو "توم" الذي يراوغ في الأجوبة مستخدما قاموسه البذيء والمسيء وإفلاسه الذي يكشف عجزه وفكره المشتت خليجيا!!. بعد خسارتنا لعبا ونتيجة من المنتخب السعودي المترنح والبعيد تماما عن "الفورمة" قلت للمدرب في المؤتمر الصحافي وقد كان يخشى مواجهتي دائما: "يا صديقي "توم" لقد أسأت لكرة القدم ولدورات كأس الخليج.. من العيب والمعيب أن نشاهد جماليات الكرة في الألفية الثالثة في حين أعدتنا بأسلوبك العقيم إلى زمن التخلف عندما كانت الكرة مجرد قطعة جلد يتقاذفها الجنود المنتصرون في ساحات المعاك.. لم نر في عهدك ملامح لخطة لعب كل الذي شاهدناه.. كر وفر وأقبال وأدبار إلى آخر معلقة أمرئ القيس.. يا كابتن والله أنك طيرت البرج من نفوخي.. العالم الكروي مدرستان: لاتينية وانجلوساكسونية.. وأنت لم تلعب لا بهذه ولا بتلك..ما رأيك؟. على ما يبدو أن "توم" صعق بهكذا طرح من بلد يراه متخلفا على المستوى الكروي على الأقل.. فكان أن استحال وجهه إلى قطعة جمر حتى إنه لاحظ الإعجاب في عيون لفيف الحاضرين.. حاول أن يبرر أن يجد مخرجا للخروج من الورطة دون جدوى.. وبعد جهد جهيد وبعد أن أدرك أنه تحول إلى العوبة.. قال بصفاقة ووقاحة: "قدم سيرتك الذاتية للاتحاد اليمني لتتولى تدريب المنتخب بدلا عني"!. قلت له أيضا: "لا يوجد مدرب حاذق في العالم عنده جوهرة مثل علاء الصاصي ويركنه لأنه انتقد خطة لعبك التي تنتصر للعمياء التي تعهدت بخضاب المجنونة.. واضح أن الصاصي الجاهز فنيا وبدنيا ومهاريا جوهرة بيد فحام؟.. كان جوابه مضحك يدل على سطحيته وحبه للأضواء ومخالفة الواقع: "علاء لاعب عادٍ.. لا يسمع الكلام.. ولا يشرب الحليب من يد عبدالوهاب الزرقة.. ولا يحب سماع أغاني "أليسا" قبل النوم.. وهو باختصار ما يلزمنيش ولا يناسب خطتي التي تتماشى مع أغنيتكم "حجر وسيري سائرة ولا تكوني حائرة"!!. بالله عيكم.. رجل يخسر شوط المدربين مع الرديف في غرب آسيا.. ومع الأساسيين في كأس الخليج.. هل يمكن أن تكون له علاقة بالتدريب؟!!.. رجل يحارب أفضل لاعب يمني على الإطلاق ويفتح أذنيه لكلام الواشي الكذاب.. هل يمكن أن يكون عاقلا وطبيعيا؟!!.. رجل ينام في "اللوبي" ويسهر في "اللوبي" ويتخلى عن "برستيج" المدرب للبحث عن عقد عمل على حسابنا.. هل يمكن أن يكون مخلصا ومفيدا لمنتخبنا الذي أعاد عقاربه للخلف في ظرف ثلاثة أشهر؟! ورغم كل الفواجع التي صدرها إلى بيوت اليمنيين.. ما زال يؤكد بأن مهمته لم تنته وأن ثمة مفاجآت قادمة فانتظروني في ميادين التهريج!!. "توم" أهمل عمله.. وفقد تركيزه.. وقل حماسه.. وهي شروط أساسية يدركها المدرب الحاذق والخائب معا.. بالإضافة إلى أنه يتحفنا بمفارقات بعضها مغلي بالزيت وبعضها نصف خمدة!!. وبصراحة "توم" تعلم "الدحبشة" في وقت قياسي.. بدليل أنه يخوض حربا استنزافية مع مساعده الكابتن "سامي نعاش".. ويحارب كل من له علاقة به.. وقد دفع سالم عوض وعلاء الصاصي ثمن قربهما لسامي.. ونجح "توم" في نشر "عسسة" لمراقبة علاء تحديدا.. فهو ممنوع من التصريح..ممنوع من الضحك و"الغشمرة".. وممنوع من الاختلاط بزملائه الذين يدينون للمجنون "توم".. كل هذه "الشلليات " تحدث أمام عيون أهل الشأن. يا "توم" كرة القدم فسحة للأمل.. وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.. وكرة القدم يا "توم" أداة للسعادة وليست معولا للتعاسة.. وبما أنك دخلت تاريخ دورات كأس الخليج من النافذة حيث رائحة "الثوم" تزكم الأنوف.. وحلقت لنا في المنامة على "الزيرو".. لا هدف ولا نقطة.. فاسمح لي أن أودعك بحقيقة أكدها الليل والنهار مفادها: توم أنت مدرب فااااشل مع سبق الإصرار والترصد!!.