لقي عشرون يمنياً مصرعهم في حادثين مروريين هما الأبشع، وقعا في محافظة حجة شمال اليمن أمس السبت، وأديا إلى اشتعال النيران وتفحم جثث بعض الضحايا في مشهد مأساوي صدم سكان تلك المنطقتين. ووفقاً للمصدر أون لاين الذي نقل الخبر, فإن تسعة أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب أربعة آخرين جميعهم في حالة خطرة بمنطقة بني المشطا بمديرية عبس عند اصطدام سيارة هايلوكس تقل بائعي قات بناقلة مياه. في الحادث الآخر، لقي 11 شخصاً مصرعهم، تفحمت 5 من جثث القتلى، فيما تشوهت بقية الجثث، ونجا شخص آخر بأعجوبة في منطقة شعب الدوش الواقعة في منطقة بني «حسن عبس» على الحدود مع مديرية «خيران»، نتيجة اشتعال النيران في سيارتين اشتعلتا. ويعد هذا الحادث هو الأبشع على الإطلاق منذ سنوات على هذا الطريق الدولي الحيوي الممتد من حرض إلى الحديدة. من جانبه، تحدث أحد رجال المرور في عبس بأنهم لم يستطيعوا أن يطفئوا الحريق الذي شب في السيارة، حيث اضطروا للبحث عن ناقلة مياه (وايت) من أحد مواطني المنطقة الذي جاء بعد تفحم الجثث وتلف السارة تماما. من جانبه تحدث «محمد الدوة» مدير المرور في «عبس بأنهم يسعون للتعرف على الجثث المتفحمة، كون السيارة احترقت بمن فيها تماما وحتى اللوحات المعدنية للصالون انتهت بسبب الحريق». وناشد الدوة وزير الداخلية والجهات العليا أن تولي مرور منطقة عبس أهمية خاصة ودعمه بأدوات السلامة والمطافئ، وسيارات النجدة، وهي ما يفتقر لها فرع المرور بعبس حيث يمتلك ونشا واحدا هو كل ما يملكه الفرع». وأضاف «لقد احترق جميع من كانوا في السيارة عدا شخص واحد نجا بأعجوبة حيث قذف به لخارج السيارة وتم إسعافه إلى احد المستشفيات القريبة من منطقة الحادث». ولعل نجاة هذا الشخص كان سبباً في التعرف على الجثث المتفحمة، حيث أفاد، بعدما أفاق من غيبوبته، أن الأشخاص الذين في السيارة هم: والده، وأخوته، وشخص آخر من السعودية يدعى يحيى حسين احمد فقي، جاء في زيارة لهم قبل الحادث بيوم، وكانوا في طريقهم إلى حرض لتوديعه. وكان المصاب يسأل عن والده وأخوته، ولم يكن يعلم أنهم فارقوا الحياة مع ضيفهم. وعندما زرنا مكان الحادث شاهدنا جثثاً ممزقة وسيارة أتلفت تماما وقد هلك كل من فيها بما فيهم امرأة مع ولدها الضابط في الأمن وأربعة من أقربائهم كانوا برفقتهم بحسب البطاقات التي تم العثور عليها ضمن المقتنيات التي تم تحريزها من قبل المرور. وأضاف: هذه الحادثة وغيرها من الحوادث التي تقع وبشكل مستمر على امتداد هذا الخط الذي يطلقون عليه المواطنون «خط الموت» يحتم على الجهات العليا والمختصة منها أن توليه أهمية خاصة، سواء في ما يتعلق بتوسعته أو صيانته أو إنارته، وكذا دعم المرور بما يخفف من فداحة هذه الحوادث من سيارات إطفاء، وإسعاف وغيرها. بعد الانتهاء من توثيقي لهاتين الحادثتين، اتجهت صوب حرض للقاء احد زملائي هناك وما أن دخلت المدينة حتى رأيت في منتصف الطريق أناسا متجمعين، استدعاني الفضول لأعرف سبب تجمعهم، وعند وصولي شاهدت شاباً أفريقياً ملقياً على الأرض ودمه ينزف من رأسه بغزارة، أصيب بحادث مروري فارق على إثره الحياة. وما يؤلم في هذه الحادثة أن من صدمه فر ولم يقم بإسعافه، مما آثار سخط المواطنين. مضيت إلى صديقي وأنا في قمة الدهشة من يوم دام وحصاد للموت غير منته في خمسة ساعات مؤلمة طافحة بشبح الموت ولون الدم.. عاشها هذا الخط الدولي الحيوي الذي يفتقر إلى الكثير من البنى التحتية والاهتمام من قبل الجهات المختصة.
