سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخبيرة الفرنسية جريزي: الحوار طبخة داخلية لم تنص عليه المبادرة و لم يسوق له خارجياً قالت إن الحوار سقط في قعر تصفية الحسابات الضيقة وإن هادي حائر وتمنت أن يخرج عن صمته..
قالت الدكتورة/ سيلين جريزي, الكاتبة والباحثة الجيوسياسية والمحللة السياسية الفرنسية, إن الحوار الوطني في اليمن سقط في تصفية الحسابات الضيقة, وأنتظر بفارغ الصبر النتائج النهائية, لكني مستغربة جداً من طريقة تصنيف وترتيب الأولويات وعدم اعتماد معايير وضوابط مدروسة في جوانب عدة, بدءاً من الاختيار العشوائي للمشاركين في الحوار واعتماد مبدأ المحاصصة في كل شيء، وكان آملي في التغيير كبيراً, وكنت أنتظر حواراً بتقنية "العصف الذهني" يليق بشعب مفكر كاليمن. وأشارت إلى أن الحوار اليمني لم يحظَ بتغطية إعلامية عالمية ولم يسوق له بتاتاً في الخارج وهنالك إحساس يتزايد لدى كثير من المراقبين خارج اليمن بأنه طبخة داخلية خاصة، عوضاً عن أن المبادرة الخليجية لم تنص على الحوار في أي بند من بنودها، بل هو نتاج للآلية وترتيبه وممارسته لم يتسما بالتنظيم والشفافية المنتظرين، وأحاول المتابعة قدر الإمكان للجلسات بكل ما لدي من وسائل- حد تعبيرها. واعتبرت أن الحوار الجاري يشبه الإناء الضغاط وأن الشعب اليمني بداخله وأن درجة الحرارة ترتفع, إلا أن صوت صافرة الضغاط وبداخله "الشعب" لا يقدر على الخروج. وكشفت أن لديها معلومات فيما يخص صياغة وإقرار التقارير للعديد من فرق العمل بمؤتمر الحوار الوطني, لافتة إلى ذلك بقولها:( هنالك من يشتغل ويعمل و"يعك" من أجل التقارير, إلا أنه يفاجأ أن تلك التقارير تأتي من الأمانة العامة بصورة مختلفة ومغايرة وبات إجباراً تمريرها). وأضافت:( كأننا في تمثيلية مدروسة عنوانها دمقرطة الرأي والحوار وهدفها "ترويض" المخالفين، وفي النهاية هي قرارات على شكل إيعازات ومقترحات, وأن القرارات الجاهزة التي تفرض على صورة مقترحات للنقاش جعلت أصحاب المشاريع الوطنية والآراء الصحيحة يجدون أنفسهم يغردون خارج السرب, لأن معظم المتحاورين تابعون لمراكز القوى المؤثرة, فلم يعد معهم خيار ثالث غير الإقصاء أو الإيعاز). وذكرت أنه في المؤتمر اختلط الحابل بالنابل, والشعب اليمني مستاء من عودة القوى التقليدية وتمثيلها في الحوار الوطني.. جاء ذلك في تصريح خاص لصحيفة "أخبار اليوم". وعبرت الخبيرة الجيوسياسية عن بالغ أسفها من المسار الذي أخذه الحوار, وكذا من بعض العناصر الممثلة في الحوار, كونهم لا يعرفون ماذا يريدون, متسائلة: فكيف سيقررون؟. وقالت إنهم أناس خلطوا بين الغاية والنتيجة والوسيلة والنهاية والهدف، وعندما يكون غالبية المتحاورين ليس لديهم مؤهلات حقيقية للحوار, فمن السهل تمرير أي قرارات. وأضافت أنه ومع كل ذلك فإن الحوار قد حقق نجاحات, منها التقريب بين قلوب وعقول متنافرة ومتباعدة ووصل وشائج مقطوعة, ونجح في استعراض بلاغة وفصاحة البعض وخرج منه فقهاء ومحللون, ونجح في توسيع الفجوة بين التنظير والتطبيق, كما نجح في تهدئة الشارع نسبياً وإرجاع بعض الرموز القبلية, ونجح أيضاً في تهميش بعض الصحفيين وتلميع البعض, ونجح في فضح تحالفات وتكوين أخرى, وفي خلق فرص عمل مؤقتة ومحدودة, كما نجح في تنشيط الحركة التجارية بصنعاء ومنها بيع القات على أبواب الفنادق، ونجح في جمع صحفيين متألقين ومتنافرين؛ ورغم هذه النجاحات إلا أنه في الوقت ذاته لم يرد بعد على أسئلة الشعب, من جياع وأرامل وشباب وثوار.. مردفة: لم يحل مشكلة البطالة ولا الكهرباء ولا المواصلات ولا الأسعار, ولا حتى قضايا المهمشين "الأخدام". وفي ختام حديثها تمنت الكاتبة والخبيرة الجيوسياسية الفرنسية سيلين جريزي للشعب اليمني" رمضان مبارك وسعيد", كما تمنت أن يستدرك المشاركون في الحوار أخطائهم في المرحلة القادمة والمتبقية والفرصة الأخيرة, لكي يكون الحوار ضخاً لدماء جديدة وجرعة مقوية وملموسة, وليست تخديراً موضعياً, لأن الجسد اليمني قد نخر من كثرة الإبر واللدغات, متمنية في الوقت ذاته أن لا يبقى الرئيس هادي حائراً, وأن يخرج عن صمته.