أفادت مصادر محلية بمحافظة صعدة مساء أمس بأن ميليشيات الحوثي المسلحة ما تزال تواصل قصفها العنيف بمختلف أنواع الأسلحة على منطقة دماج، وأنها أغلقت كافة الطرق المؤدية إلى المنطقة. و قال مصدر في دماج ل "أخبار اليوم" إن مواطناً جزائرياً من طلاب مركز دار الحديث, قتل في عملية القصف والقنص التي يشنها الحوثيون على المنطقة, عقب دعوة رئيس الجمهورية, جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار ولقائه بأعضاء اللجنة المكلفة بمتابعة وحل القضايا القائمة بمنطقة دماج بين أبناء المنطقة وجماعة الحوثي. وأوضح المصدر أن حصيلة القتلى في العدوان الحوثي المستمر منذ مساء أمس الثلاثاء ارتفعت إلى 5 قتلى و16 جريحاً عقب هجوم شنه الحوثيون على منطقة "دماج" وفرض حصار مطبق على المنطقة من مختلف الجهات. وقالت مصادر محلية إن ثلاثة من طلاب مركز الحديث بدماج قتلوا برصاص الحوثي بمنطقة "الطلول" المجاورة لدماج, فيما تم جرح خمسه آخرين, إضافة إلى تفجير منزلين بمنطقة "الطلول". وأشار المصدر إلى أن من بين القتلى (بلال الورد وعلي الخولاني و شاكر الجزائري) ومن بين الجرحى أيضاً (إبراهيم الجابري دخلت فيه شظية من بطنه وخرجت من جنبه الأيمن، وباسم الجابري, إصابة بجروح في الرأس ورضوض، وبلال بن محمد الضالعي)، كما تم تدمير منزلين أحدهما على ساكنيه في منطقة "الطلول" بدماج جراء القصف بالمدافع الثقيلة وبقذائف ال" آر. بي. جي" وقذائف بي 10 والأسلحة الرشاشة وقذائف ال RPG. منوهاً إلى أن الحوثيين قطعوا جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة ومنعوا دخول المواد الغذائية إليها، وأن الوساطة القبلية المكونة من الشيخ/ شطاب الغولي والشيخ/ درهم الزعكري انسحبت من المنطقة بعد أن رفض الحوثيون الاستماع إليها ومواصلتهم خرق كافة الاتفاقات الموقعة. وأضافت المصادر إن مليشيات الحوثي المسلحة قامت بتفجير منزلين أثناء مهاجمتها لمنطقة "الطلول" أحدها فجر اليوم وهي تابعة للمواطنين عادل حسين جراد وعلي أحمد مغثي، إضافة إلى عدد من أبناء مناطق دماج مفقودين. وفي الغضون التقى رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي أمس الأربعاء اللجنة المكلفة بمتابعة قضية الخلافات الدائرة بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج والمكونة من الشيخ/ حسين بن عبدالله الأحمر والشيخ/ عبدالله بدرالدين والشيخ/ يحيى منصور أبو أصبع والشيخ/ علوي الباشا بن زبيع والشيخ/ علي القوباني. وتحدث الرئيس هادي خلال اللقاء وقال «هناك السلفيون والحوثيون ضمن كل القوى السياسية والمجتمعية باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من المكون العام»، حسب وكالة «سبأ» الحكومية. وأكد أن «الخلافات وكل القضايا العالقة مطروحة على طاولة الحوار الوطني الشامل وعلى الجميع الالتزام بذلك وعدم التمنطق بالسلاح وقطع الطريق وإقلاق السكينة العامة». وقال إن محافظة صعدة يكفيها ما عانته في السابق من حروب وتشريد وآلام، داعياً الجميع إلى فتح صفحة جديدة. وطالب الرئيس هادي –حسب «سبأ»- اللجنة المكلفة بحل قضية الخلافات في دماج التحرك وبسرعة من أجل تلافي أي تداعيات قد تنجم بصورة. وقال إن على اللجنة رفع المقترحات والتصورات من خلال لقاء الفرقاء وحثهم على تغليب العقل والمنطق حتى لا يحصل ما لا يحمد عقباه، معتبراً أن أي مخالفة أو تجاوز ستتحمل مسؤوليتها مرتكب ذلك التجاوز. وفي تصريح ل"أخبار اليوم" قال الناطق باسم السلفيين في دماج/ سرور الوادعي إن لجنة الوساطة لم تتواصل معهم حتى مساء أمس. وأوضح بيان للناطق الرسمي بدماج تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه – أوضح أن سكان منطقة دماج والقرى المجاورة لها أمس الأول الثلاثاء عند الساعة الرابعة والنصف مساءً, أن أصحاب هذه القرى فوجئوا بهجوم شرس من قبل جماعة الحوثي الإجرامية بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة على قرية "الطلول" بداية, ثم شمل الهجوم منطقة "دماج" وما زالت المعارك مستمرة بضراوة حتى الليلة الفائتة. وأشار البيان إلى أنه نتج عن هذا الهجوم استشهاد أربعة أفراد وجرح آخرين بعضهم حالته حرجة, وتفجير بعض المنازل. ووفقا للبيان, فقد قامت عصابة الحوثي الإجرامية بقطع جميع طرق دماج ومنع دخول المواد الغذائية والطبية, وجميع مستلزمات الحياة, وعزلها عن بقية مناطق المحافظة, ومنع إسعاف الجرحى إلى مستشفيات المحافظة, وقطع بث أبراج الهاتف النقال, حيث أن عناصر الحوثي تسيطر على مواقع هذه الأبراج, فارضة بذلك حصارا مطبقا وشاملا على منطقة دماج. وأهاب البيان بالدولة ممثلة برئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني, وعلماء المسلمين, ومشائخ قبائل اليمن, بردع الحوثي المستبيح لدماء المسلمين, وتحرير المحافظة من هذه العصابة المجرمة, ورفع الظلم والتسلط الغاشم, وإيقاف الانتهاكات المتتابعة لجميع مساعي الصلح السابقة.