"كنا متفائلين بمحمد علي أحمد وتوقعنا مواقف إيجابية منه، لكننا تفاجأنا بانسحابه، ولم يكلمنا أو يشاورنا، ولم ندرِ ماذا يريد من انسحابه، لذلك لم ننسحب معه نحن الجنوبيون", بهذه العبارات عبر العميد عبد الله الناخبي عن استغرابه من مواقف محمد علي أحمد في مؤتمر الحوار الوطني. وكشف الناخبي عن مضايقات قال إنها تمارس ضد أبناء الجنوب المشاركين في مؤتمر الحوار الذين لم ينسحبوا مع محمد علي أحمد كخصم المستحقات مع تواجدهم في القاعات"، حدّ قوله. وقال الناخبي في لقاء له مساء أمس بمنتدى الدكتور غالب القرشي بعنوان "مرحلة اختتام الحوار.. تفاؤل وتخوفات" "قلنا لهم لن ننسحب مع أحد مهما صنعتم وواجبنا يمليه علينا الوطن ولسنا تبعاً لعبد ربه منصور ولا لمحمد علي أحمد", مؤكدا أن ما يجري من أحداث وتطورات على الأرض تعتبر رسالة واضحة لجميع الأطراف في الداخل والخارج، وقال "عليهم الوقوف إلى جانب الشعب، لأن الشعب هو ضحية ما يجري في الدوائر السياسية، وعليهم الرفق بالشعب حتى يستطيع أن يضع ثقته فيهم". وقال الناخبي" إن مؤتمر الحوار يتأثر بما يجري خارجه, فنحن بين ثورة، وثورة مضادة، وبين من يريد التغيير، ومن لا يريد التغيير، وهناك تأثير وتأثر بكل ما يجري". وأضاف" قلنا لسفراء الدول التي تسمي نفسها الراعية للمبادرة الخليجية، أن موازين القوى اختلف ويمن الآن غير يمن الخمسينات والستينات، وأن عليكم احترام سيادة اليمن والتعامل معها بعيداً عن عقلية الوصاية والإملاءات". وطالب الناخبي شباب الثورة ألا يوقفوا نشاطهم الثوري "فنحن بحاجة إليهم لتعزيز مخرجات الحوار، وبحاجة إليهم لتنفيذ هذه المخرجات". إقصاء الشباب وعرس الحوار من جانبه أكد الدكتور أحمد عطية عضو مؤتمر الحوار الوطني في مداخلته على وجود إقصاء لمكون الشباب بالذات "ولا ندري إن كان مقصوداً أم لا". وأضاف عطية "أن جميع معضلات اليمن دخلت إلى مؤتمر الحوار، ولا نريد أن نبدأه كالعرس وننهيه كالطلاق، وعلى القوى أن تدرك أنّ ما سيُحل بالحوار لن يسمح أحد بحله بالحرب فلا تتعبوا أنفسكم في نصب المتارس". وشكك عطية في تنفيذ مخرجات الحوار إذا لم يكن هناك نيّة لدى اليمنين وبالذات المكونات الأساسية لذلك، مؤكداً على أن قضية القضايا وعصب الحوار هي القضية الجنوبية "فنحن في فريق بناء الدولة مثلاً لا نستطيع أن نبت في كثير من القضايا المطروحة دون الرجوع إلى فريق القضية الجنوبية". واستغرب عطية من حصر مناقشة القضية الجنوبية في لجنة 16، "في الوقت الذي كنا نتمنى أن يشارك 565 عضو في مناقشة هذه القضية التي تهم كل يمني". تقسيم البلد القيادي في الثورة الشبابية الاستاذ خالد الآنسي، قال في مداخلته " ان مشروعية الحوار لا تأتي من الأطراف التي مثلتهم، ولكن المؤتمرات الوطنية تمثل بآلياتها المعروفة وهي الانتخاب، وقد يمثلني العميد عبد الله الناخبي أكثر من أي شمالي موجود في مؤتمر الحوار". وأضاف الآنسي" لقد أعطي أعضاء مؤتمر الحوار فرصة تاريخية لإحداث التغيير، ومع ذلك فإنهم لا يملكون الحق في إلغاء الآخر". وأكد الآنسي أن الجموع التي خرجت يوم الجمعة الماضية تؤكد على الحل السياسي، لكن إذا كان هذا الحل سيسبب مشكلة للتغيير أو مشكلة للجغرافيا فلا نريد هذا الحل. واستغرب الآنسي من الخطاب الذي يقدم الثورة على أنها قامت لتقسيم البلد والتراجع عن خيار الوحدة مع أن الثورة لم تقم إلا للانتصار للمظلومين وفي مقدمتهم الجنوبيين، وأضاف "سأخرج في ثورة على أي مخرجات تؤدي إلى تقسيم البلاد أو إعادة الفساد". واعتبر الآنسي غياب الدولة هي قضية القضايا وسبب كل المشاكل والمعضلات، "وليس الجنوب، أو صعدة". سقف الوحدة النائب البرلماني وعضو مؤتمر الحوار الوطني الشيخ محمد الحميري أكد "أن الحوار لم ينطلق إلا تحت سقف الوحدة وعلى هذا الاساس قبلنا بعضويته، ولا يمكن أن نخون هذا المبدأ", مؤكداً على أن الحوار لا يكون إلا بين مختلفين ولا يسلم الناس إلا إلى خير. من جانبه أكد الأستاذ عبد الله محسن الأكوع، أن أبناء الشعب اليمني التقوا على قاسم مشترك وهو محاربة الظلم والفساد وهذا سيؤدي إلى عمل مشترك لبناء اليمن الجديد. وطالب الجميع الابتعاد عن المطالب المناطقية، والتفكير بمستوى الوطن الكبير، فاليمن عبر التاريخ لم يعرف بغير اليمن، فلا ننجر خلف عواطف صادقة أو دعوات سيئة. الثورة مستمرة الدكتور غالب القرشي رئيس المنتدى تحدث عن دور دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً المملكة العربية السعودية في الوقوف إلى جانب اليمن، وقال "إن لم يكن من وقوفهم إلا المبادرة الخليجية التي أجمع الكثير على أنها كانت منقذة، ولا نريد التفتيش في النوايا أو ماذا يراد منها، فاليمنيون يتعاملون معها بعقلانية ووعي". وأكد الدكتور القرشي أن الثورة مستمرة في تحقيق أهدافها، وكبار السن متحمسين قبل الشباب. وانتقدت عدد من المداخلات والتعقيبات وثيقة ال 16 المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني وما تضمنته من تقسيم يمكن أن يكرر ما حدث في 94م، وطالبت بإنجاز الدستور كوثيقة ضامنة لتثبيت أركان الدولة.