قال القيادي في الحراك الجنوبي عضو مؤتمر الحوار الوطني عبدالله الناخبي إنهم تفاجأوا عندما قاطع القيادي بالحراك محمد علي أحمد جلسات مؤتمر الحوار الوطني أثناء استئناف أعماله بعد أيام عيد الفطر المبارك، مشيراً إلى أن ممثلين عن الحراك رفضوا الانسحاب. جاء ذلك خلال حديث الناخبي خلال ندوة نظمها منتدى الدكتور غالب القرشي في صنعاء مساء اليوم الأحد، واستضافت أيضاً الدكتور أحمد عطية عضو مؤتمر الحوار الوطني، والمحامي خالد الانسي القيادي في الثورة الشبابية.
وقال الناخبي «كنا متفائلين بمحمد علي أحمد وتوقعنا مواقف إيجابيه منه، لكننا تفاجأنا بانسحابه، ولم يكلمنا او يشاورنا، ولم ندر ماذا يريد من انسحابه، لذلك لم ننسحب معه نحن الجنوبيون».
وكشف عن «مضايقات لأبناء الجنوب المشاركين في مؤتمر الحوار الذين لم ينسحبوا مع محمد علي أحمد كخصم المستحقات مع تواجدهم في القاعات»، حدّ قوله، وأضاف «قلنا لهم لن ننسحب مع أحد مهما صنعتم وواجبنا يمليه علينا الوطن ولسنا تبعاً لعبدربه منصور ولا لمحمد علي أحمد».
وقال الناخبي إن ما يجري من أحداث وتطورات على الأرض تعتبر رسالة واضحة لجميع الأطراف في الداخل والخارج، وقال إن «عليهم الوقوف إلى جانب الشعب، لأن الشعب هو ضحية ما يجري في الدوائر السياسية، وعليهم الرفق بالشعب حتى يستطيع أن يضع ثقته فيهم».
وأشار إلى ان مؤتمر الحوار يتأثر بما يجري خارجه «فنحن بين ثورة، وثورة مضادة، وبين من يريد التغيير، ومن لا يريد التغيير، وهناك تأثير وتأثر بكل ما يجري».
وقال الناخبي: «لقد قلنا لسفراء الدول التي تسمي نفسها الراعية للمبادرة الخليجية، أن موازين القوى اختلف ويمن الآن غير يمن الخميسينات والستينات، وأن عليكم احترام سيادة اليمن والتعامل معها بعيداً عن عقلية الوصاية والإملاءات».
وطالب شباب بعدم إيقاف نشاطهم «فنحن بحاجة إليهم لتعزيز مخرجات الحوار، وبحاجة إليهم لتنفيذ هذه المخرجات».
من جانبه قال الدكتور أحمد عطية عضو مؤتمر الحوار الوطني في مداخلته إن مكون الشباب في مؤتمر الحوار الوطني يتعرض للإقصاء «ولا ندري إن كان مقصوداً أم لا».
وأضاف ان «جميع معضلات اليمن دخلت إلى مؤتمر الحوار، ولا نريد أن نبدأه كالعرس وننهيه كالطلاق، وعلى القوى أن تدرك أنّ ما سيُحل بالحوار لن يسمح أحد بحله بالحرب فلا تتعبوا أنفسكم في نصب المتارس».
وشكك عطية في تنفيذ مخرجات الحوار إذا لم يكن هناك نيّة لدى اليمنيين وبالذات المكونات الأساسية لذلك، مؤكداً على أن قضية القضايا وعصب الحوار هي القضية الجنوبية «فنحن في فريق بناء الدولة مثلاً لا نستطيع أن نبت في كثير من القضايا المطروحة دون الرجوع إلى فريق القضية الجنوبية».
واستغرب عطية من حصر مناقشة القضية الجنوبية في لجنة 16، «في الوقت الذي كنا نتمنى أن يشارك 565 عضو في مناقشة هذه القضية التي تهم كل يمني».
المحامي خالد الآنسي قال في مداخلته «لا أريد أن ألعب دور المتشائم لكن الواقعية تقول ان مشروعية الحوار لا تأتي من الأطراف التي مثلتهم، ولكن المؤتمرات الوطنية تمثل بآلياتها المعروفة وهي الانتخاب، وقد يمثلني العميد عبدالله الناخبي أكثر من أي شمالي موجود في مؤتمر الحوار».
واضاف الآنسي: «لقد أعطي أعضاء مؤتمر الحوار فرصة تاريخية لإحداث التغيير، ومع ذلك فإنهم لا يملكون الحق في إلغاء الآخر».
وأكد أن الجموع التي خرجت يوم الجمعة الماضية تؤكد على الحل السياسي، لكن إذا كان هذا الحل سيسبب مشكلة للتغيير أو مشكلة للجغرافيا فلا نريد هذا الحل.
واستغرب الآنسي من الخطاب الذي يقدم الثورة على أنها قامت لتقسيم البلد والتراجع عن خيار الوحدة مع أن الثورة لم تقم إلا للانتصار للمظلومين وفي مقدمتهم الجنوبيين، وأضاف «سأخرج في ثورة على أي مخرجات تؤدي إلى تقسيم البلاد أو إعادة الفساد». معتبراً غياب الدولة هي قضية القضايا وسبب كل المشاكل والمعضلات، «وليس الجنوب، أو صعدة».
الشيخ محمد الحميري عضو مؤتمر الحوار الوطني أشار في مداخلته إلى أن الحوار لم ينطلق إلا تحت سقف الوحدة «وعلى هذا الاساس قبلنا بعضويته، ولا يمكن أن نخون هذا المبدأ». مؤكداً على أن الحوار لا يكون إلا بين مختلفين ولا يسلم الناس إلا إلى خير.
من جانبه قال الوزير الأسبق عبدالله محسن الأكوع إن على أن أبناء الشعب اليمني الالتقاء على قاسم مشترك وهو محاربة الظلم والفساد وهذا سيؤدي إلى عمل مشترك لبناء اليمن الجديد.
وطالب الجميع الابتعاد عن المطالب المناطقية، والتفكير بمستوى الوطن الكبير، فاليمن عبر التاريخ لم يعرف بغير اليمن، فلا ننجر خلف عواطف صادقة أو دعوات سيئة.
البرلماني الدكتور غالب القرشي – رئيس المنتدى تطرق في مداخلته إلى دور دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصاً المملكة العربية السعودية في الوقوف إلى جانب اليمن، وإن لم يكن من وقوفهم إلا المبادرة الخليجية التي أجمع الكثير على أنها كانت منقذة، ولا نريد التفتيش في النوايا أو ماذا يراد منها، فاليمنيون يتعاملون معها بعقلانية ووعي. وأكد على أن الثورة مستمرة في تحقيق أهدافها، وكبار السن متحمسين قبل الشباب.
عدد من المداخلات والتعقيبات عبر عن التفاؤل والتخوف، وانتقد بعضها المسودة الأولية لوثيقة لجنة ال16 وما تضمنته من تقسيم يمكن أن يكرر ما حدث في 94م، وطالبت بإنجاز الدستور كوثيقة ضامنة لتثبيت أركان الدولة.