شيع الآلاف من عناصر الحراك الجنوبي بردفان, صباح أمس الخميس, في موكب جنائزي مهيب جثمان الشاب/ رأفت صالح حيمد العطفي, الذي قتل الجمعة قبل الماضية برصاص قوات الجيش المتمركزين في مبنى المجمع الحكومي بمديرية الملاح محافظة لحج. وانطلق موكب التشييع, الذي تقدمه عدد كبير من قيادات الحراك الجنوبي ومشايخ وأعيان ووجهاء رباعيات ردفان, من مستشفى ابن خلدون بالحوطة عبر أرتال كبيرة من السيارات التي زُينت بأعلام دولة الجنوب وصور الشاب/ رأفت العطفي, في موكب ضخم انضم إليه المئات من أبناء مدينة الحوطة وقرى القريشي وزايدة والشقعة, وبعض المناطق المحاذية للخط العام, والذين كانوا في انتظار الموكب منذ ساعات الصباح الأولى. وتعالت أصوات المشاركين في موكب التشييع بالهتافات المنددة بجريمة قتل الشاب رأفت, وكذا جرائم القتل التي يتعرض لها أبناء الجنوب, مجددين العهد للشهيد ولسائر شهداء الحراك الجنوبي بالسير نحو استعادة الدولة الجنوبية وعدم القبول بأي مشاريع تنتقص من حقهم في استعادة دولتهم, ومنها رفضهم لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي ردد المشيعون وبصوتٍ واحد بهتافات وشعارات مناوئة له, ومنها (لا تفاوض لا حوار نحن أصحاب القرار), في إشارة إلى أن أبناء الجنوب المشاركين في مؤتمر الحوار لا يمثلون الشعب الجنوبي, وإنما يمثلون أنفسهم, واعتبار الشارع الجنوبي هو صاحب القرار. وواصل موكب التشييع طريقه متجاوزاً كافة الحواجز الأمنية والعسكرية المنتشرة على طول الخط العام, حتى وصل إلى مديرية الملاح, حيث قامت قوات الجيش المرابطة في النقطة العسكرية المستحدثة على الخط العام المحاذي لمبنى المجمع الحكومي, وهي القوات المتهمة بقتل الشاب رأفت العطفي- بمحاولة استفزاز المشاركين في موكب التشييع, من خلال إيقاف الموكب ومحاولة نزع أعلام دولة الجنوب من بعض المشيعين, الأمر الذي كاد يتسبب بوقوع صدامات بين الجانبين, غير أن ضخامة الموكب أجبرت قوات الجيش على الانسحاب من النقطة وإفساح المجال للموكب بالمرور. وفي ملعب منطقة الجدعاء أدى جموع المشيعين الصلاة على جثمان الشهيد الذي لُف بعلم دولة الجنوب سابقاً, ومن ثم سار الموكب صوب مقبرة الشهداء, حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.
