اعتبر البرفسور/ سيف العسلي وزير المالية الأسبق أن الحديث عن عودة الخط الأزرق وبراميل التشطير بين الشمال والجنوب شيئاً مستحيلاً, كون الانفصال ليس له أسس اقتصادية ولا اجتماعية ولا سياسية, كما اعتبر تبني الانفصال من قبل بعض قوى الحراك الجنوبي مكابرة ونزق لم يتحقق على أرض الواقع, داعياً بقية القوى والقواعد أن لا يستجيبوا ولا ينقادوا لذلك كما دعا الحكومة والأطراف المتحاورة ألا يتنازلوا من أجل هذا القول "الانفصال" لأنه لا أساس له من الصحة.. جاء ذلك في تصريح ل"أخبار اليوم" رداً على سؤال للصحيفة عن تفسيره لمواقف مكون الحراك داخل الحوار الوطني الذي يعلق مشاركته تارة ويعود بعد أيام إلى الحوار تارة أخرى بالتنسيق مع الحوثيين؟. وفيما يخص حركة الحوثي المسلحة ومواقفها داخل الحوار قال الدكتور العسلي: كذلك أقول إن الحوثيين لن يحكموا اليمن كله ولا جزءاً منه لأنهم فشلوا حتى في حكم صعدة، لذا أقول أيضاً على الجميع ألا يلقوا أي انتباه لهذه التهديدات والمواقف لأنه لا أصل لها على أرض الواقع.. فاليمن سيبقى موحداً لأن الله خلقه كذلك والظروف تدل على ذلك، مضيفاً وحدة اليمن ليست مرتبطة برأي الحراك ولا برأي الحوثيين ولا بالرئيس هادي ولا بالرئيس السابق وهذه حقيقة لا يمكن أن يزايدوا عليها فهي ستتحقق بهم أو بدونهم ولا يمكن لأي شخص أن يحصل على شيء أو أن يكتسب ميزة لأنه حقق شيئاً محققاً وهذا أمر مفروغ منه. وأكد العسلي في تصريحه على الجميع أن يتفاوضوا كيف أن يكون اليمن عادلاً مستقراً وفاعلاً ومفيداً لجميع أبنائه؟ كون هذه النقطة هي النقطة الأساسية التي يجب أن يتفاوضوا عليها، معتبراً تفاوض المتحاورين على الأقاليم والتلويح من قوى بالانفصال شطحات وأحلاماً, الواقع لا يؤيدها ولا تقدم أو تؤخر شيئاً. مضيفاً: المفروض أن يتم كتابة دستور يمني يحفظ للمحافظات الحالية حقوقها ويعطيها نسبة من الموارد المالية تتصرف بها ويتيح لها أن تنتخب قياداتها وأن يكون هذا الدستور هو الضامن على ذلك، مؤكداً أنه في حال عدم نجاح هذا الأمر فيمكن أن نذهب بعد ذلك للنظر إلى الفدرالية انطلاقاً من محافظات موحدة ومستقرة ومتماسكة ومنتعشة, أما أن نهرب إلى الفدرالية فإنه ستكون هناك حكومة مركزية شديدة وحكومة إقليم شديدة لا تعطي المحافظة حقوقها وهذا لن يحل مشاكل اليمن. وعن رأيه حول من يطرح بأنه يجب على المتحاورين أن يقبلوا اليوم بالفدرالية من إقليمين كحل لمشاكل اليمن اليوم بدلاً ألا يجدوا خيارا سوى الانفصال في الغد القريب؟ قال العسلي من يطرح هذا الطرح واهم ولو كان الانفصال ممكناً لما توحدوا معنا في عام1990م ولو كان الانفصال ممكناً لحققوه في 94م، ولو كان الانفصال ممكناً لذهبوا إليه وما جاءوا إلى الحوار فهذا كله هراء وتخويف وابتزاز على اليمنيين ألا يخافوا من ذلك, كون هذه المشاريع ستسقط لأن الجنوبيين أنفسهم مختلفون وسيتقاتلون وهذه المخاوف لا أساس لها من الصحة. وأضاف العسلي في ختام تصريحه اليمن الموحد باقٍ لأنه كذلك والفرق هناك, إما أن يكون اليمن الموحد ظالما لبعضه البعض وإما عادلا لبعضه البعض وهذا هو الأصح الذي يجب أن يتحاور عليه أما مسألة الوحدة فشيء مفروغ منه لأن التاريخ والوقائع أثبتت ذلك.