شيع زخم غفير من أبناء الجنوب صباح أمس الخميس, وفي موكب جنائزي كبير, جثمان الشهيد/ محمد صالح صلحي الذي قتل في ساحة العروض يوم الثاني عشر من أكتوبر الماضي خلال فعالية الاحتفاء بالذكرى ال(50) لثورة الرابع عشر من أكتوبر, والتي نظمتها قوى الحراك الجنوبي في محافظة عدن- شيعوه إلى مقبرة الشهداء بردفان بمحافظة لحج. وانطلق موكب التشييع من مستشفى الجمهورية بعدن بعد أن أدى جموع المشيعين الصلاة على جثمانه الطاهر في ساحة العروض بخور مكسر, ومن ثم توجه الموكب, الذي ضم أرتالاً كبيرة من السيارات وحافلات النقل الكبير التي اعتلاها شبان من أبناء عدنولحج وأبين وهم يحملون صور الشهيد وأعلام دولة الجنوب- توجه صوب منطقة ردفان, حيث كان في استقبالهم الآلاف من أبناء ردفان ويافع والضالع وكرش والمسيمير الذين استقبلوا الموكب في منطقة "حبيل شمس" بمديرية الملاح, ومن ثم سار الموكب صوب مقبرة الشهداء بردفان وسط هتافات تعالت بها أصوات المشيعين, تجدد العهد للشهيد "صلحي" وكافة شهداء الحراك الجنوبي بالسير في الطريق الذي ساروا فيه صوب التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية- حسب قولهم. كما ردد المشيعون هتافات تطالب بوحدة الصف الجنوبي ورفض مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أو أي مشاريع قالوا بأنها قد تنتقص من حقهم في استعادة دولتهم. وشارك في مراسيم التشييع عدد كبير من قيادات الحراك الجنوبي ومشايخ وأعيان وشخصيات سياسية وإعلامية وجموع غفيرة من أبناء الجنوب, وجرى مواراة جثمان الشهيد "صلحي" بعد أن لُف بعلم دولة الجنوب في مقبرة الشهداء, غربي مدينة الحبيلين. وكان ردفان سعيد صالح, القيادي في الحراك الجنوبي, قد أكد بأن أسرة الشهيد/ محمد صالح محمد صلحي، الذي استشهد في أحداث المنصة بمدينة خور مكسر خلال فعالية ثورة أكتوبر المجيد الشهر الماضي, قررت تشييعه إلى مقبرة الشهداء بردفان محافظة لحج. وأشار إلى أن قرار التشييع قد جاء عقب قيام قوى الحراك بتشكيل لحنة تحقيق محايدة من مختلف مكونات الحراك وإشراك فيها الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية بمحافظة عدن لكشف ملابسات حادثة المنصة, والتي تسببت في استشهاد صلحي وإصابة شمسان عيبان سعيد صالح وفيصل فتح البيشي, حفيد المناضل الشهيد/ سعيد صالح. وقال بأن جميع الأطراف قد وافقوا على تلك اللجنة والتي سبق وأن تدخلت لحل الكثير من القضايا بين مكونات الحراك سابقاً.. لافتاً إلى أن اللجنة ستعلن نتائج التحقيق خلال الشهر الجاري, بحيث تضع الحلول والمخارج للجميع. وأكد ردفان أن تشكيل تلك اللجنة جاء حرصاً على مبدأ التصالح والتسامح, والذي كان لوالده الشهيد المناضل/ سعيد صالح سالم, بصمات واضحة في التصالح والتسامح منذ أحداث يناير 1986م, حيث قام بإخراج كافة السجناء من السجون التي اعتقلوا فيها خلال الأحداث, دون التمييز بين فلان أو علان من الناس, والجميع في الجنوب يعرفون ذلك. واختتم ردفان تصريحه بالقول:" إنه ماضٍ في السير على خطى والده الشهيد/ سعيد صالح لترسيخ مبدأ التصالح والتسامح ضد الذين يحاولون شق الصف الجنوبي".