اغتيل الليلة الفائتة النائب البرلماني وعضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثي/ عبدالكريم جدبان, برصاص مسلحين على متن دراجة نارية أثناء خروجه من أداء صلاة العشاء من جامع "الشوكاني" بالعاصمة صنعاء. وقال شهود عيان إن جدبان تعرض لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين مجهولين كانا على متن دراجة نارية أثناء خروجه من مسجد الشوكاني القريب من منزله بعد صلاة العشاء اليوم الجمعة. ولاقت حادثة اغتيال عضو مجلس النواب اليمني، وعضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور/ عبدالكريم جدبان، استنكاراً واسعاً من كثير من القوى السياسية والاجتماعية في اليمن. وأصدرت رئاسة الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني مساء أمس بياناً حول حادثة اغتيال عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور/ عبد الكريم جدبان . وعبّرت رئاسة الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني عن إدانتهما واستنكارهما الشديدين لجريمة الاغتيال النكراء التي استهدفت عضو مجلس النواب وعضو مؤتمر الحوار الوطني/ عبدالكريم جدبان، والتي تتجاوز في مغزاها وغاياتها شخص الفقيد، للمساس باستقرار الوطن وجر أبنائه إلى الصراعات فضلاً عن أهدافه الخبيثة الرامية لإرباك مسار المرحلة الانتقالية الجارية. وقالت إن عملية الاغتيال النكراء التي مست النائب جدبان هي اعتداء سافر أراد من خلاله مرتكبو هذا العمل الجبان وكل من يقف ورائهم التأثير بشكل سلبي على العملية الانتقالية الجارية والتشويش على النجاحات المحققة في هذا المسار، والسعي لإحباط مؤتمر الحوار الوطني الذي شارف على نهايته ويوشك على وضع معالم مستقبل اليمن الجديد القائم على العدالة والحرية والمواطنة المتساوية. ودعت رئاسة الجمهورية وحكومة الوفاق, كافة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين ورجال الإعلام والمواطنين إلى الوقوف صفّا واحدا ضد العنف، والتمسك بالحوار كسبيل وحيد لحل جميع المشاكل والقضايا، مع التزام اليقظة والحذر في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به اليمن بما يساهم في توفير الأمن و يفوّت الفرصة على الذين يستهدفون استقرار وأمن وسلامة الوطن. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الرئيس/ عبدربه منصور هادي أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في حادثة اغتيال عبدالكريم جدبان. وبعد نحو ساعة من انتشار خبر الاغتيال، نعت رئاسة مؤتمر الحوار وأمانته العامة عضو المؤتمر الدكتور/ عبدالكريم جدبان, وعبّر بيان صادر عن مؤتمر الحوار وأمانته العامة عن «الألم الكبير بهذا المصاب الجلل متقدماً بالعزاء الصادق إلى أسرة الشهيد وأهله وذويه، وإلى أبناء شعبنا اليمني كافة، سائلا المولى أن يتقبل الشهيد تقبلاً حسناً وأن يسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين». وأكد البيان -الذي نشره الموقع الرسمي لمؤتمر الحوار- أن «استهداف الدكتور جدبان هو استهداف لمشروع الدولة المدنية الحديثة، التي أسهم من خلال موقعه وصوته القوي كعضو في مجلس النواب، ومؤتمر الحوار في الدفاع عنها والانتصار لها». واعتبرت رئاسة وأمانة مؤتمر الحوار أن «الرصاصات الآثمة التي استقرت في جسد الشهيد إنما هي رسالة سلبية تصب في اتجاه خلط الأوراق وضرب المؤتمر، والحيلولة دون وصوله إلى ختام أعماله، وإدخال البلاد في حالة من العنف والفوضى» مؤكدة أن هذه الرسالة «قد أخطأت هدفها وأن غايتها في ذلك لن يتحقق، وسيمضي المؤتمر بثبات وثقة نحو هدفه ولن يزيد أعضاء مؤتمر الحوار إلا إصراراً على النجاح والانتصار للقضايا التي جاء المؤتمر لمعالجتها». وعدد بيان النعي في ختامه مناقب وصفات الفقيد جدبان «كمناضل وكصوت حي في البرلمان، وصاحب مشاركات متميزة في مختلف الفعاليات والمناشط ذات الاهتمامات المختلفة». من جهته، استنكر مجلس النواب بشدة اغتيال النائب البرلماني/ عبدالكريم جدبان مساء امس بجوار مسجد الشوكاني في صنعاء بعد خروجه من صلاة العشاء من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار عليه وأردوه قتيلاً. ودعا المجلس في بيان صحفي الجهات العسكرية والأمنية في الحكومة إلى تحمل مسئوليتها القانونية في متابعة الجناة والكشف عن مخططي وممولي هذه الجريمة وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم الرادع وإعلان ذلك للرأي العام». وقال «لقد أكد مجلس النواب مراراً وتكراراً الاختلالات والانفلات الأمني السائد في عدد من المحافظات وطالب الحكومة بتحمل مسؤوليتها القانونية إزاء تلك الاختلالات وحسمها وإعلاء صوت النظام والقانون في ربوع محافظات الجمهورية، ويجدد اليوم هذا التأكيد على مسامع الجميع». وأضاف «إن مجلس النواب وهو يعتبر هذا العمل الإجرامي الإرهابي الجبان يستهدف كل الأصوات البرلمانية العالية التي تحرص على مصلحة الوطن العليا وتنتقد بشدة كل ما هو مخالف للقانون والنظام العام يرى أن هذا العمل يعزز من دائرة الانفلات الأمني والاختلالات التي تستهدف المصلحة العليا للوطن وأمنه واستقراره والذي سبق لمجلس النواب أن أشار إليه وحذر منه». من جهته، نعى بيان صادر عن المجلس السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين) عضو مؤتمر الحوار عن الجماعة/ عبدالكريم جدبان، وقال إن «الأيادي الآثمة التي تخدم المشروع الأمريكي اغتالته». ووصف البيان حادثة الاغتيال ب«العمل الإجرامي والغادر» وقال إنه «يُعد امتدادا لأحداث الاغتيال والقتل التي تستهدف كل الشرفاء والأحرار في هذا الوطن». وأضاف المجلس السياسي للحوثيين «إننا إذ ندين ونشجب هذه الجريمة النكراء فإننا نحمل السلطة الأمنية مسؤولية الكشف عن الجناة وتقديمهم للقضاء، ونطالب جميع القوى السياسية والوطنية بأن تتحمل مسؤوليتها في إدانة حوادث القتل والاغتيالات ويتحمل الجميع مسؤولياتهم الوطنية في الخروج بالبلد من هذه الدوامة والعنف التي تعصف باليمن». كما عبّرت اللجنة الأمنية العليا عن أدانتها الشديدة لما وصفته "العمل الإجرامي الغادر الذي تعرض عضو مجلس النواب/ عبد الكريم جذبان. من جهته، أدان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن/ جمال بنعمر اغتيال جدبان. ونقلت وكالة (سبأ) عن المبعوث الأممي قوله "إن اللجوء إلى العنف أمر مرفوض تماما وانه يجب ملاحقة المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي وتقديمهم إلى العدالة". إلى ذلك دعا أحزاب المشترك, حكومة الوفاق وأجهزتها المعنية إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى لوقف تداعيات الأحداث المأساوية والمتتالية في البلد المتمثلة بالاعتداءات على وسائل الإعلام والصحفيين والناشطين السياسيين والحقوقيين وزرع العبوات الناسفة داخل أحياء العاصمة وارتكاب جرائم الاغتيال عبر الدراجات النارية وبمختلف الوسائل. وأدان المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك جريمة الاغتيال الجبانة التي تعرض لها عضو مجلس النواب ومؤتمر الحوار الوطني/ عبدالكريم جدبان الذي اغتيل برصاص مسلحين على متن دراجة نارية أثناء خروجه من أداء صلاة العشاء من جامع الشوكاني بصنعاء مساء امس. وقال المجلس في بيان صادر عنه إن هذه الجريمة الشنعاء تأتي ضمن جرائم متسلسلة تستهدف كل مقومات الأمن والاستقرار بالبلد وأشار إلى أنها إحدى نتائج الشحن الطائفي والمذهبي والإعلامي ونتيجة للانفلات الأمني الحاصل في البلد، كما أنها رسائل موجهة وواضحة لإجهاض مؤتمر الحوار الوطني والتسوية السياسية برمتها. وطالب المجلس الأعلى للمشترك, مجلس النواب ومؤتمر الحوار الوطني وكل القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في الوقوف بحزم وصرامة أمام ما يفتعل بالوطن من محاولات حثيثة ومتسارعة للزج به في أتون الفوضى والاقتتال. وفي ذات السياق أدان حزب اتحاد الرشاد السلفي اليوم الجمعة حادثة اغتيال النائب البرلماني د/ عبدالكريم جدبان ممثل الحوثيين بمؤتمر الحوار الوطني وعضو مجلس النواب اليمني وطالب الحكومة بسرعة الكشف عن مرتكبي الحادثة وتقديمهم للقضاء الشرعي. وأكد الرشاد في بيان صادر له عقب الحادثة بأن هذه الجريمة تأتي في سياق إثارة الفتنة الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار وخلق وضع اللا دولة أو ما يسمى بالفوضى الخلاقة والذي تسعى له أطراف داخلية وخارجية تريد الإضرار باليمن أرضاً وإنساناً وحاضراً ومستقبلا. واعتبر الأمين العام لحزب الرشاد السلفي د . عبد الوهاب الحميقاني أن حادثة اغتيال القيادي الحوثي جدبان جريمة مدانة، مطالباً الحكومة بالكشف عن مرتكبيها ومعاقبتهم، داعياً عقلاء اليمن بأن يدينوا هذه الحادثة، لأنها تأتي في سياق التأجيج الطائفي الذي تعيشه المنطقة عامة واليمن خاصة. واتهم الحميقاني في الوقت نفسه أطرافا داخلية وخارجية بالوقوف وراء مثل هذه الحوادث, مشيراً إلى أن الهدف منها إثارة الفتنة الطائفية والوصول باليمن إلى وضع اللا دولة. من جهته قال النائب/ محمد الحزمي في تصريح ل"أخبار اليوم" إن اغتيال الزميل/ عبدالكريم جدبان هو شرر متطاير من حرب طائفية يُخطط لها بمكر وقد حذرنا منها وواجب على العقلاء تلافي ذلك قبل ألا تُخمد نارها".