لاقت حادثة اغتيال عضو مجلس النواب اليمني، وعضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور عبدالكريم جدبان، مساء يوم الجمعة في صنعاء استنكاراً واسعاً من كثير من القوى السياسية والاجتماعية في اليمن. وبحسب وسائل إعلام مقربة من الحوثيين، اغتيل جدبان عندما أطلق مسلحان، يستقلان دراجة نارية، الرصاص عليه بعد خروجه من مسجد الشوكاني القريب من مقر قيادة القوات المسلحة في صنعاء.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الرئيس عبدربه منصور هادي أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في حادثة اغتيال عبدالكريم جدبان.
وبعد نحو ساعة من انتشار خبر الاغتيال، نعت رئاسة مؤتمر الحوار وأمانته العامة عضو المؤتمر الدكتور عبدالكريم جدبان. وعبر بيان صادر عن مؤتمر الحوار وأمانته العامة عن «الألم الكبير بهذا المصاب الجلل متقدماً بالعزاء الصادق إلى أسرة الشهيد وأهله وذويه، وإلى ابناء شعبنا اليمني كافة، سائلا المولى ان يتقبل الشهيد تقبلا حسنا وان يسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين».
واكد البيان –الذي نشره الموقع الرسمي لمؤتمر الحوار- ان «استهداف الدكتور جدبان هو استهداف لمشروع الدولة المدنية الحديثة، التي أسهم من خلال موقعه وصوته القوي كعضو في مجلس النواب، ومؤتمر الحوار في الدفاع عنها والانتصار لها».
واعتبرت رئاسة وأمانة مؤتمر الحوار ان «الرصاصات الآثمة التي استقرت في جسد الشهيد انما هي رسالة سلبية تصب في اتجاه خلط الأوراق وضرب المؤتمر، والحيلولة دون وصوله الى ختام أعماله، وادخال البلاد في حالة من العنف والفوضى» مؤكدة أن هذه الرسالة «قد اخطأت هدفها وان غايتها في ذلك لن يتحقق، وسيمضي المؤتمر بثبات وثقة نحو هدفه ولن يزيد أعضاء مؤتمر الحوار إلا اصرارا على النجاح والانتصار للقضايا التي جاء المؤتمر لمعالجتها».
وعدد بيان النعي في ختامه مناقب وصفات الفقيد جدبان «كمناضل وكصوت حي في البرلمان، وصاحب مشاركات متميزة في مختلف الفعاليات والمناشط ذات الاهتمامات المختلفة».
من جهته، استنكر مجلس النواب بشدة اغتيال النائب البرلماني عبدالكريم جدبان مساء اليوم بجوار مسجد الشوكاني في صنعاء بعد خروجه من صلاة العشاء من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية اطلقوا النار عليه واردوه قتيلاً.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أكد بيان صحفي أن المجلس «إذ يدين هذه العملية الإرهابية الجبانة يدعو الجهات العسكرية والأمنية في الحكومة إلى تحمل مسئوليتها القانونية في متابعة الجناة والكشف عن مخططي وممولي هذه الجريمة وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزأهم الرادع وإعلان ذلك للرأي العام».
وقال «لقد أكد مجلس النواب مراراً وتكراراً الاختلالات والانفلات الأمني السائد في عدد من المحافظات وطالب الحكومة بتحمل مسؤوليتها القانونية إزاء تلك الاختلالات وحسمها وإعلاء صوت النظام والقانون في ربوع محافظات الجمهورية، ويجدد اليوم هذا التأكيد على مسامع الجميع».
وأضاف «إن مجلس النواب وهو يعتبر هذا العمل الإجرامي الإرهابي الجبان يستهدف كل الأصوات البرلمانية العالية التي تحرص على مصلحة الوطن العليا وتنتقد بشدة كل ما هو مخالف للقانون والنظام العام، يرى أن هذا العمل يعزز من دائرة الانفلات الأمني والاختلالات التي تستهدف المصلحة العليا للوطن وأمنه واستقراره والذي سبق لمجلس النواب أن أشار إليه وحذر منه».
من جهته، نعى بيان صادر عن المجلس السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين) عضو مؤتمر الحوار عن الجماعة عبدالكريم جدبان، وقال إن «الأيادي الآثمة التي تخدم المشروع الأمريكي اغتالته».
ووصف البيان –الذي حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه- حادثة الاغتيال ب«العمل الإجرامي والغادر» وقال إنه «يُعد امتدادا لأحداث الاغتيال والقتل التي لا تستهدف أنصار الله فقط وانما تستهدف كل الشرفاء والاحرار في هذا الوطن».
وأضاف المجلس السياسي للحوثيين «إننا إذ ندين ونشجب هذه الجريمة النكراء فإننا نحمل السلطة الأمنية مسؤولية الكشف عن الجناة وتقديمهم للقضاء، ونطالب جميع القوى السياسية والوطنية بان تتحمل مسؤوليتها في إدانة حوادث القتل والاغتيالات ويتحمل الجميع مسؤولياتهم الوطنية في الخروج بالبلد من هذه الدوامة والعنف التي تعصف باليمن».
وعبرت اللجنة الأمنية العليا عن ادانتها الشديدة لما وصفته "العمل الاجرامي الغادر الذي تعرض له مساء اليوم عضو مجلس النواب عضو مؤتمر الحوار الوطني عبد الكريم جذبان والذي أدى إلى استشهاده".
من جهته، أدان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر اغتيال جدبان. ونقلت وكالة (سبأ) عن المبعوث الأممي قوله "إن اللجوء الى العنف امر مرفوض تماما وانه يجب ملاحقة المسؤولين عن هذا العمل الاجرامي وتقديمهم الى العدالة".