استشهد جندي من أفراد اللواء (135) مدرع المرابط بمديرية الملاح ردفان بمحافظة لحج وأصيب جنديان آخران فجر أمس الثلاثاء خلال كمين مسلح نصبه مسلحون مجهولون على الخط العام استهدف سيارة نقل الماء "البوزة" التابعة للواء، والتي تقوم أيضاً بتعبئة الماء لخزانات المواطنين الموزعة على الطريق. وقالت مصادر محلية ل"أخبار اليوم" بأن مسلحين مجهولين نصبوا فجر أمس كميناً مسلحاً لسيارة خاصة بنقل الماء على الخط العام في منطقة (الجبل الأبيض) الواقعة بين مقر اللواء ومقر إحدى الكتائب العسكرية التابعة له والمرابطة في الضاحية الشرقية لعاصمة مديرية الملاح, كانت في طريقها إلى عاصمة المديرية. ووفقاً لمصدر أمني فقد أدى الهجوم إلى استشهاد جندي هو (سائق الشاحنة) فيما أصيب جنديان آخران إصابة أحدهما خطيرة، فيما لاذ المسلحون بالفرار إلى جهة غير معلومة. وشهدت عاصمة مديرية الملاح على إثر العملية انتشاراً عسكرياً غير مسبوق فرضت خلاله قوات الجيش حظر التجوال وقامت بإجبار التجار وأصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم كما قامت باقتحام مدرسة "الصمود" للتعليم الأساسي والثانوي وأجبرت الطلاب على مغادرة المدرسة. وقال شهود عيان ل"أخبار اليوم" بأن عدداً من الأطقم والمصفحات قد خرجت مساء أمس الثلاثاء من مقر قيادة اللواء الكائن في منطقة الراحة واتجهت صوب عاصمة مديرية الملاح، فيما قامت قوات أخرى باستحداث نقطة تفتيش على الخط العام في المنطقة, التي تم فيها نصب الكمين المسلح للجنديين. إلى ذلك تداعى المئات من أبناء ردفان عصر أمس إلى منصة الشهداء في الحبيلين لعقد لقاء موسع كُرس للوقوف أمام تداعيات جريمة مقتل الطفل "صديق صالح قاسم" والاستماع إلى آخر المستجدات من قبل اللجنة المشكلة بعد انتهاء المهلة التي تم الاتفاق عليها لتسليم المتهم من جنود النقطة العسكرية المرابطة في الضاحية الجنوبية الغربية لمديرية الملاح. وصدر عن اللقاء الذي حضره عدد كبير من المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وقيادات الحراك والمجالس المحلية ومدير أمن ردفان العقيد/ عثمان حيدرة معوضة صدر بيان تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه- عبّر عن الإدانة الشديدة لحادثة مقتل الطفل/ صديق صالح قاسم من قبل أحد الجنود عن طريق الخطأ, كما عبّر المجتمعون عن استنكارهم من قيام الجنود في الملاح من قتل وسلب ونهب واعتداءات دائمة ومستمرة بحق أبناء ردفان والمارين وأهالي الملاح الجارية إلى لحظة كتابة هذا البيان. كما أكد التمسك بالقرارات السابقة الصادرة عن اللقاءات ومخرجاتها المتمثلة بتسليم القتلة والمسئولين عنهم ورفع النقاط والتواجد العسكري في مناطق ردفان نهائياً, وكذا تحميل السلطة المحلية في المحافظة والمنطقة وجميع الجهات المختصة والمعنية المسئولية الكاملة ما يترتب من ردود أفعال جراء سكوتهم وعدم مبالاتهم مما ترتكبه هذه القوات, وأن دماء أبناء ردفان ليست رخيصة ولن تذهب هدراً ولا يمكن السكوت عنها باعتبار تواجد هذا الجيش مصدر خطر وقلق على الكل. وأكد اللقاء على المجالس المحلية بالتصعيد من احتجاجاتها والاعتصام أمام مقر السلطة المحلية للمحافظة لتنفيذ قرارات المجالس المحلية التي تضمنها بيانهم الأخير. ودعا البيان القيادات العسكرية والمدنية من أبناء ردفان كافة إلى تحديد مواقفهم العلنية مما سموه جرائم القتل التي ترتكب يومياً بحقهم ودعوتهم إلى الحضور إلى منصة شهداء بردفان مطلع الشهر القادم. كما دعا البيان كافة أبناء ردفان خاصة والجنوب عامة إلى التضامن وتنسيق الجهود العملية في جميع المجالات والتضامن مع أسرة الشهيد والشهداء كافة وجميع الضحايا وقدّم الشكر لأسر الشهداء. إلى ذلك لم يستبعد مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الرابعة أن يكون الكمين الذي استهدف فجر أمس جنوداً من اللواء "135"، يأتي كرد على حادثة مقتل الطفل "صديق" بالخطأ، مستنكراً اللجوء إلى هذا السلوك العدواني رغم معرفة وجهاء المنطقة بأن قيادة المنطقة قد أكدت أن الجندي الذي تسبب في حادثة مقتل الطفل "صديق" بالخطأ قد أودع السجن وسيحال للقضاء.. مؤكداً أن الكمين الذي استهدف الجنود وتسبب في استشهاد جندي وإصابة اثنين أحدهما إصابته بليغة يقطع الطريق أمام اللجوء للقضاء في حادثة الطفل صديق. واعتبر المصدر العسكري –الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام- اعتبر اللقاء الذي تم في منصة الشهداء يوم أمس بعد الكمين المسلح، والذي خصص لمناقشة تداعيات مقتل الطفل صديق يعزز من الكمين الذي استهدف "بوزة الماء" التابعة للواء "135" فجر الثلاثاء، رداً على مقتل الطفل صديق، مطالباً أعيان ووجها المنطقة الذين احتشدوا في منصة الشهداء إلى التعاون مع السلطات في ضبط الجناة.