تعاني قرية أعماق التابعة لمديرية الصلو غياب الكهرباء منذ آدم عليه السلام, على الرغم من مرور الكهرباء على قريتهم إلى قرى مجاورة أخرى وإلى مدينة التربة بمحافظة تعز، إضافة إلى عدم وجود مركز صحي بالقرية، ومدارس يتعلم فيها أبناؤهم, مما نتج عنه تكبد الأهالي كثيراً من المعاناة لدى تعرض أحدهم إلى الإصابة بمرض أو عارض صحي، إذ يستلزم قطع مسافة من أجل الوصول إلى أقرب مركز صحي أو قطع المسافة نفسها ذهاباً وإياباً من أجل تلقي العلم في مدرسة بقرية مجاورة لهم، كما زاد من معاناتهم أن الطريق خال من السفلتة أيضاً. يروي محمد الصلوي, أحد أهالي القرية, كغيره من المواطنين احتمالهم طوال الزمن عدم توفير خدمة الكهرباء، حيث يقول : «قمنا بتوفير مولدات كهربائية على حسابنا الخاص، بعد أن أعيتنا المطالبات المتكررة على مدى عقود من الزمن على أمل أن تلوح بارقة أمل في توفير الخدمة الكهربائية لقريتنا، التي ينعم بها جميع القرى المجاورة لنا ومرور الكهرباء من قريتنا إلى قرى مجاورة». ويشير إلى أن المولدات الكهربائية كبدتهم خسائر كبيرة من تعطل وتلف الكثير منها، إضافة إلى توفير الوقود لها، مؤكداً أن العديد من القرى التي تقع بالقرب من قريتهم تم إيصال الكهرباء إليها، فيما قريتهم التي يقطنها أكثر من أربعمائة مواطن لم يصلها التيار الكهربائي حتى الآن. وقال الصلوي : «أملنا بالله ثم في حكومتنا الرشيدة والمسؤولين خيراً، لتلمس احتياجاتنا والوقوف على وضع قريتنا». ويستكمل: «يكفي ما عانيناه على مدى سنوات مضت من نقص في كثير من الخدمات، وأدعو أحد المسؤولين لزيارتنا ليرى بنفسه على الطبيعة ما نعانيه». فيما أكد عمار أحمد عدم وجود مركز صحي في القرية، مما يتطلب منهم عناء السفر والتعرض لمخاطر الطريق أثناء مراجعتهم لأحد المراكز الصحية في القرى الواقعة. ويقول: «يوجد في القرية نحو 400 نسمة, بينهم الكثير من المسنين والأرامل ومن ذوي الاحتياجات الخاصة وبعضهم في حاجة ماسة لتلقي العلاج دون تكبد عناء الانتقال، كما أنهم يتعرضون لأمراض لا يتمكنون خلالها من قيادة مركباتهم أو عدم وجود عائل لهم يساعدهم ويقوم بإيصالهم لتلقي العلاج في أحد المراكز الصحية في القرى المجاورة». ويبّن عمار أنه إضافة إلى نقص الكهرباء والرعاية الصحية تفتقد القرية للطريق، وسفلتتها وغيرها. وأوضح أنه ولد وتربى في هذه القرية وهو الآن يدرس في المرحلة الجامعية, متحدثاً عن معاناة أبناء القرية في تلقي التعليم، فيقول: «عانينا كثيراً لعدم وجود مدارس في قريتنا، مما كان يستلزم أن ندرس في إحدى القرى المجاورة لنا، وكنا نعاني في الذهاب والإياب للمدرسة». وطالب وزارة التربية والتعليم بافتتاح مدرستين ابتدائيتين أحدهما للبنين والأخرى للبنات، مؤكداً أن ذلك سيسهم في الحد من معاناة طلاب وطالبات القرية الذين يترددون يومياً إلى مدارس المدن والقرى المجاورة.