جرت اشتباكات مسلحة بين حراسة مبنى محافظة عدن وعناصر مسلحة أقدمت عصر أمس على رمي قنبلة صوتية على مبنى المحافظة بمديرية المعلا. ويأتي ذلك بعد نحو 14 ساعة من إصابة 7 جنود وإصابة آخرين في هجوم استهدف إدارة مبنى الأمن العام بسيارة مفخخة فجر أمس الثلاثاء. وفي السياق تمكنت الأجهزة الأمنية فجر أمس عقب العملية الانتحارية, التي استهدفت مبنى الأمن العام بمحافظة عدن.. تمكنت من ضبط شخصين كانا متواجدين بداخل سيارة متوقفة بجانب إدارة أمن المحافظة لحظة تنفيذ العملية الإرهابية. وروى مصدر أمني تفاصيل مثيرة في حادث الهجوم والذي استهدف مبنى إدارة أمن عدن فجر أمس الثلاثاء، وخلف (7) جرحى من أفراد الأمن. وكشف المصدر عن ضبط 2 مشتبه بهم أحدهم يدعى "س ع باوزير" والثاني "م س باصبرين" كانا على متن سيارة سوناتا بدون لوحة، بالقرب من مبنى إدارة الأمن، فيما تطارد قوات الأمن سيارة نوع كامري لون رمادي رقم22970تصدير عمان مشتبه صلتها بالعملية. وأوضح المصدر أنه في حوالي الساعة الثانية فجراً تم استهداف مبنى إدارة الأمن من قبل باص هايس مفخخ يقوده انتحاري تم تفجيره أمام البوابة الثانية لإدارة أمن عدن. وقال المصدر حضر الباص وتجاوز البوابة الأولى لوجود حواجز خرسانية وتوقف جوار البوابة الثانية المغلقة، وانفجرت أمامه، مشيراً إلى أنه حدث إطلاق نار مباشرة عقب الانفجار و اشتبكت قوات أمنية مع 4 مسلحين ظهروا فجأة من على سيارة كانت متواجدة بالقرب من الموقع. وأوضح المصدر بأن قوات الحراسة تمكنت من صد الهجوم، وجرح اثنين لاذا بالفرار، مشيراً إلى تلقي أعيرة نارية من حديقة عدن الكبرى القريبة من المبنى. وعن الأضرار قال المصدر إن عدد الجرحى (7) جنود بينهم (5) أمن عام، و(2) أمن مركزي، فيما (2) منهم حالتهم خطيرة، تم إسعافهم إلى مستشفى البريهي. وكشف المصدر عن حدوث انهيار جزئي لدورين في مبنى إدارة الأمن، الأرضي والأول ويحوي 8 مكاتب، ودمرت كامل الأبواب و النوافذ، و تدمير جزئي ل2 باصات، طقمين شاص عسكري، سيارة كورولا، لافتا إلى أنه تم العثور على أشلاء من الانتحاري متناثرة، ولوحة أجرة 5/10384. وأفاد المصدر أنه وعقب الحادثة تم تطويق المنطقة من قبل وحدات عسكرية تابعة للواء 39 والكتيبة الخاصة, وقوات الأمن الخاصة والنجدة، تم تمشيط المناطق المجاورة. وقالت مصادر أمنية في محافظة عدن ل"أخبار اليوم" إن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مبنى إدارة أمن عدن قد أسفر عن مقتل منفذ العملية الإرهابية وإصابة سبعة جنود بجروح, اثنان منهم في حالة خطرة تم إسعافهما إلى المستشفى للعلاج, مشيرة إلى أن الهجوم الانتحاري تسبب بانهيار الدور الثاني للمبنى ويضم مكاتب الرقابة والتفتيش والتخطيط والمالية وشئون الأفراد, حيث تحطمت النوافذ والأبواب وكذا أسقف غرفتين للعمليات المشتركة بالإضافة إلى أضرار في ثلاث سيارات كانت متوقفة داخل الإدارة (طقم عسكري وباص وسيارة) تابعة لأحد أفراد الأمن. وأضافت المصادر إنه عند الساعة (1.50) دقيقة من فجر الثلاثاء أقدم انتحاري يستقل باص هايس بتفجير نفسه أمام البوابة الثانية لإدارة أمن عدن, مشيرة إلى أنه عقب الانفجار مباشرة جرى إطلاق نار على حراسة البوابة من قبل أربعة أشخاص مسلحين نزلوا من على متن سيارة أخرى كانت متواجدة لحظة الانفجار فيما قام آخرون من جانب حديقة عدن الكبرى بإطلاق النار على إدارة البحث, مؤكداً إصابة اثنين من العناصر المسلحة في الاشتباكات. وأفادت المصادر أن فريق الأدلة الجنائية الذي نزل إلى موقع الحادث كشف عن أن المادة المستخدمة في عملية التفجير عبارة عن (تي إن تي ) تقدر كميتها بنحو (800 إلى 1000) كيلو جرام مزودة بمادة (ارثي اكس) التي يصنع منها حبال التفجير السريع وأوضح الفريق بأنه تم حشو المواد المتفجرة داخل مواسير حديدية في أسفل "بودي" الباص. وتنشر "أخبار اليوم" أسماء الجرحى وهم؛ خمسة أمن عام:(محمد ثابت قائد، علي بليبل، ممدوح ناصر، محمد طه، علي ناجي) واثنين أمن مركزي هما:(ماجد محمد حسن الماجدي، عدنان محمد العنسي). وفي سياق متصل أكدت اللجنة الأمنية بمحافظة أن أجهزة الأمن سترد بقوة على كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن وأن تلك الأفعال العبثية لن تكون إلا دافعاً لمزيد من الجهد أو الاصطفاف الوطني. وقالت في بيان عنها إن الأدلة تشير إلى وجود تخطيط لاستهداف الإدارة بالمتفجرات لتسهيل اقتحامها من مسلحين ترجلوا من على إحدى السيارات وأطلقوا النار عقب الانفجار إلا أن تصدي جنود الأمن لهم واستبسالهم في المواجهة أفشل خطة الاقتحام وتم ضبط اثنين من المشتبه بهم عقب الحادث والعثور على لوحة أجرة تحمل رقم 10384/5 بالإضافة إلى أشلاء الانتحاري. ولم تكن هذه فقط هي مجريات الأحداث - وفقاً لبيان اللجنة - بل إن هناك مسلحين آخرين حاولوا بعد الحادث مباشرة صرف الأنظار عما كان يحدث في إدارة الأمن لتنجح الخطة مستهدفين مبنى المحافظة بإطلاق النار وأخرى في المنصورة وكذلك في أطراف مديرية دار سعد. ويأتي هذا الحادث في سياق المخطط الذي يهدف لإسقاط مدينة عدن في أيدي المجموعات المسلحة التابعة للحراك المسلح التابع للبيض أو المجموعات المسلحة التابعة لأنصار الشريعة, حيث تتعرض مدينة عدن لتسابق محموم من قبل تلك المجموعات المسلحة لإسقاطها والسيطرة عليها, والتي تجد تلك المجموعات المسلحة تعاوناً من قبل قيادات في السلطة المحلية ومسؤولين أمنيين.. حيث تتحدث تقارير صحفيه نقلاً عن مسؤول محلي كبير في المحافظة يلمح إلى وجود تهاون متعمد من قبل مدير الأمن مع أعمال الشغب التي يحدثها الحراك الجنوبي من قطع للطرقات وإحراق محلات واستخدام للسلاح, خاصة بعد تورط نجله في تزعم تلك الأحداث المخلة بالأمن. وتشير معلومات خاصه ل"أخبار اليوم" أن أحد مقربي الرئيس هادي في عدن, يعمل على تغيير مدير الأمن في أسرع وقت.. وأوضحت المعلومات أن إقالة مدير الأمن تصطدم حالياً في البديل والذي مازال محل خلاف بين وكيل جهاز الأمن السياسي في عدن ووزير الداخلية.. هذا وكان الحادث قد تسبب في انهيار للمبنى الأمامي للإدارة وتدمير عدد من الحافلات والسيارات, إلى جانب إصابة جنود. من جانبها كشفت شخصيات سياسية ومصادر محلية ل"أخبار اليوم" بأن الهجوم الذي استهدف إدارة أمن عدن وسّع من هوة الخلاف بين مختلف الأجهزة الأمنية من جهة وبين أجهزة الأمن والسلطة المحلية بعدن، من جهة أخرى, وهو الأمر الذي ينعكس سلباً علي الوضع الأمني للمدينة