الحديث عن الأندية الاستثمارية في بلادنا مضحك إلى حد البكاء, مقارنة بأندية دول الجوار الاحترافية، لكن رغم ذلك لابد من الحديث عن أندية لديها استثمارات جيدة تعطيها أفضلية عن غيرها.. رغم علامات الاستفهام التي تلفها في مسألة منشآتها الاستثمارية من جوانب عديدة.. أولاً العوائد المالية والأندية الاستثمارية في بلادنا ليست قائمة على الوضوح والشفافية.. بعضها كُبلت بعقود طويلة المدى تصب بنسبة كبيرة في خانة المستثمر أو المستأجر ويحرم النادي وألعابه ولاعبيه من شهد الاستثمار الحقيقي وإن وصلهم خيراته فليس سوى النذر اليسير.. إلى جانب عقود أخرى أبرمت من الباطن والمستفيد أيضاً أشخاص غير الرياضيين الذين يتحملون عناء الدفاع عن ألوان ناديهم في مختلف الميادين في كل الألعاب.. هذه الصور القائمة للاستثمارات جعلت الأندية المعنية تعاني باستمرار عجزاً مالياً كان بالإمكان تفاديه، بل ورفد خزائن تلك الأندية بأضعاف مضاعفة لو كان القائمون على تلك الأندية المستثمرة يشتغلون بضمير حي ونوايا صادقة لمصلحة أنديتهم.. الوضع المحزن للأندية الاستثمارية جعلنا نبحر فيها لملامسة أوضاع كثيرة تحتاج لفتح ملفات تحقيق للوقوف على حقيقتها وإذا نظرنا للأندية الاستثمارية ستشمل كل من.. (22مايو أهلي صنعاء شعب صنعاء شعب إب الصقر وحدة عدن التلال) أندية تملك (محلات صالات معارض سيارات). وعلى الجانب الآخر تقف أندية استثمارية مع وقف التنفيذ.. مشاريعها متعثرة منذ سنوات أبرزها وحدة صنعاء.. وخلال السطور التالية نبدأ رحلة البحث في كواليس الأندية المستثمرة لرصد قواعدها الاستثمارية وحجم عوائدها ومدى استفادة النادي منها.. البداية مع نادي وحدة عدن, في الوقت نفسه سنعلق على وحدة صنعاء كنموذج هام للأندية التي تعثرت مشاريعها الاستثمارية بشكل مستمر.. بيارق الهاشمي: وحدة عدن نادٍ كبير يحتضن حالياً صالتين و محلات.. قبلها كان الوحدة نموذجاً يحتذى به في عدد من الألعاب.. ينافس يقارع يتصدر ويحرز البطولات فيها.. ومع مطلع الألفية الثالثة علت صراخ أبناء الوحدة وشكواهم الدائمة بأن المال أهم عوائقهم.. والاستثمارات ماذا عنها؟ أين تذهب عوائدها؟.. أتضحت الرؤية.. عوائد استثماراته تعد فتات لعقود احتكارية لمحلاته التي بدأت عام2003م وستنتهي 2028م "25 عاماً" بإيجار مليونين ومائة وخمسين ألف في العام بمعدل 5آلاف ريال شهرياً لكل محل من المحلات التي يصل عددها إلى 35 محلاً، ومثلها الصالتين؛ تم تأجيرها بعقود بدأت في 1/10/1998م.. وبعدها عدلت العقود إلى خمس سنوات في 2002م لمدة خمس سنوات جديدة بإيجار لا يتجاوز المائة ألف ريال قابل للزيادة كل عام ولكن ظل الإيجار على ما هو عليه حتى الآن مع انتهاء العمر الافتراضي للعقد مع مطلع عام 2014م. الزعيم.. تُعثر دائم!! وحدة صنعاء له نفس المكانة والحضور الطاغي.. المال كان أحد عوامل تدهوره في كل الألعاب التي تميز وتألق بها.. تسولت إداراته المتلاحقة كغيرها من إدارات الأندية من أجل إبقاء الجسد واقفاً ولو بدون حراك.. وكان يمكن لهذا النادي أن يقف على قدميه للمنافسة من جديد في كثير من الألعاب لو أنجز مشروعه الاستثماري العملاق في وقته المحدد قبل أكثر من عشر سنوات حسب الاتفاق بين وزارة الشباب والمقاول المنفذ عام2002م-.. مضت السنين والنادي يحتضر مالياً ويتدهور رياضياً والمشروع الذي سيخرجه من عنق الزجاجة قيد التعثر.. وحتى بعد وصول المشروع في العامين السابقين للحظات النهاية.. تعثر المشروع وتصدع نادي الوحدة مالياً وتدهور رياضياً.. اليوم ينتظر محبو النادي استكمال المشروع الذي لا يحتاج لأكثر من أشهر معدودة. وقفة نادي وحدة عدن يحتاج لدور حقيقي وجاد للجهات المعنية التي يجب أن تكشف حقيقة الاستثمارات الفعلية وحجمها وتضع حداً للاحتكارات والعقود التي لا تصب لصالح النادي. وكذلك يفترض إنجاز مشروع وحدة صنعاء وعدم الانجرار خلف العقود الاحتكارية والمبالغ الزهيدة التي سارت على ركبها أنديةٌ أخرى.