تتصاعد وتيرة الأحداث الأمنية والاتهامات بين الأطراف السياسية بمحافظة حجة منذ مطلع فبراير الجاري في اتجاه "اللا أمن" وصناعة جبهة جديدة للاقتتال والحرب الأهلية بعد أن فشلت هذه المحاولات من قبل جماعات وجهات طالما عُرفت بتمسكها بمنهجية العنف وفرض أفكارها بالقوة. حيث شهد مركز المحافظة خلال أقل من أسبوعين عدداً من الأحداث ذهب ضحيتها ما يقرب من عشرة قتلى وضعفهم من الجرحى وحجز آخرين لدى مشائخ وزعامات لميليشيات تمارس مهامها اللا سلمية بكل أريحية وسط مرأى ومسمع من أجهزة الأمن التي آخر إنجازاتها، التنسيق مساء الليلة الماضية لجماعات مسلحة قادمة من أطراف المحافظة والسماح لها بالدخول إلى مركز المحافظة حاملة معها الأسلحة المختلفة في رسالة مفادها (هذه ساحة المدينة عليكم بمواجهة أطراف أخرى بالشكل الذي تريدون). وبحسب شهود عيان فقد وصلت البارحة إلى مدينة حجة العشرات من ميليشيات الحوثي المسلحة قادمة من وشحة وبكيل المير ومستبأ التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أواخر 2010م، مؤكدين بأنه تم السماح لهم بدخول إحدى مدارس المدينة والتي تقع على مدخلها الشمالي "الحماطي" والتمركز فيها بعد أن تم السماح لهم بالدخول إلى المدينة مدججين بالأسلحة المختلفة والذين ظلوا يجوبون أرجاء المدينة طيلة الليل بأطقمهم المجهولة "غير المجمركة". يأتي ذلك بعد أن كانت أعداد من تلك الميليشيات قد دخلت في مواجهات مع نقطة عسكرية في منطقة الأمان – تابعة لما كان يسمى بالفرقة سابقاً- منتصف ليلة الخميس إثر منعهم من المرور ومعهم الأسلحة، مما أدى إلى مقتل أحد الجنود وآخر من المسلحين فيما تم القبض على آخرين منهم لايزالون حتى لحظة كتابة التقرير محتجزين لدى جنود النقطة. الدخول بتواطؤ مصدر أمني مطلع أوضح بأن خلافات ومشادات كلامية حصلت البارحة بين عمليات شرطة المحافظة وقيادة لواء حجة "الجيش" على دخول الميليشيات من عدمه، حيث كان الإصرار من قبل عمليات الشرطة على ضرورة السماح لهم بالدخول بأسلحتهم فيما الأخير وقف أمامهم مؤكدا بأن هذه مهمة عسكرية يجب أن يقوموا بواجبهم العسكري والأمني، وبحسب المصدر فإن طقماً كان يحمل رشاشاَ لم تتمكن تلك الميليشيات من الوصول به إلى مركز المحافظة نتيجة منعها من نقط الأمان العسكرية. إلى ذلك تعرض مقر الإصلاح بالمحافظة فجر الخميس الفائت لثالث اعتداء من قبل مجهولين خلال أقل من عشرة أيام، حيث تم إلقاء ثلاث قنابل على مقره ومنزل أمين عام الحزب محمد هطيف، ألحقت أضراراً مادية في المنزل والمقر، ولم تسجل أي ضحايا بشرية، والتي اعتبرها الإصلاح بانها تأتي ضمن مسلسل إشعال الفتنة بالمحافظة بين أطرافها السياسية وإدخاله في مواجهة مع أطراف أخرى – قال الإصلاح بأنه يعرف من يقوم بها - . خلافات ومواجهات بالمقابل توالت المظاهرات التي يدعو لها قيادات محسوبة على المؤتمر والحوثيين – الذين جمعتهم لافتة تمرد – والتي كان آخر خروج لها صباح الخميس والتي اتهمت الإصلاح بقتل اثنين من أبناء المدينة، إثر الخلاف الذي نشب بينهم وآخرين محسوبين على ساحة الثورة منذ عشرة أيام، كما اتهم المتظاهرون الأمن بالتساهل محملين إياه مسئولية التهاون في القبض على القتلة ومحاولة تمييع القضية – حسب تعبيرهم - . وتأتي هذه المطالب في الوقت الذي تحتجر قيادة مؤتمرية لحوالي خمسة من طلاب الجامعة بعد اعتداء نفذه شباب "الظهرين" على سكنهم الواقع في حارة ضحايا الخلاف السابق مع شباب الثورة، على الرغم من أن المحتجزين لا دخل لهم في القضية أو ضلوع، والذين لاتزال قضيتهم حتى اللحظة بين لجان الوساطات التي – يؤكد بعض أعضائها- بأنهم كلما توصلوا لحلول ترضي الجميع والأطراف ذات العلاقة يأتي التدخل من قيادات حزبية عليا لترفض تلك الحلول، ما يجعل المشهد يؤكد مضي تلك القيادات إلى استثمار القضية بغرض تفجير الوضع بالمحافظة وإدخالها في دوامة. صمت رسمي وتصعيد المليشيات المخيف في الأمر أن هذه الأوضاع والقضايا تتم في الوقت الذي لم تحرك الأجهزة الامنية أي ساكن سوى التواصل مع لجان الوساطة منتظرة ما ستسفر عنه من حلول، كما ان المدينة تشهد مزيداً من الانتشار للميليشيات المسلحة وسط غياب شبه كامل للوحدات الأمنية سواء وسط الشوارع الرئيسية أو الدوريات الليلية.. وحال المواطن في محافظة حجة بين الخوف والرجاء، خوفه من الاتجاه السيئ للأمن والاستقرار، ورجاءه في إنقاذه من هكذا أوضاع من قبل السلطة المركزية، وإنقاذ الشرطة من وضعها السيئ التي لايزال معظم منتسبيها مشدودين إلى ماضي "الرئيس السابق" ونظامه المُثار ضده، والتي وصل الأمر فيها إلى امتناع بعض ضباطها تنفيذ أي توجيهات من قيادة الشرطة.