ثارت من يوم سقوط الطاغية بن علي وذهبت إلى السفارة التونسية بصحبة حشود ثائرة ليباركوا لهم انتصارهم الساحق, ولتعلن من هناك عن أنها ستهب نفسها لتصوير الحشود الثائرة وخاصة النسائية.. تألقت وارتقت بأخلاقها وطيبتها وحسن صحبتها للثائرات اللاتي ما تحدثت عن مصورة إلا وأشرن بأيديهن نحوها حتى وصلت بسموها إلى أرقى الأماكن في قلوب الثائرات.. بدأت التصوير بكاميرا تلفونها المتواضع وازداد حبها للتصوير يوماً بعد يوم حتى تمكنت من الحصول على كاميرا متواضعة لتغطي بها الفعاليات التي تظهر عليها صبغات ونكهة الثورة الشبابية وما زلت 80% من سعر هذه الكاميرا ديناً في ذمتها حد قولها.. تحلم بأن تكون إحدى مصورات القناة العالمية ووكالة انتر ناشونال جيو جرافيك, بل وستطمح لأن تقوم بإنشاء فرع لها في اليمن : الثائرة والمصورة المتألقة إصلاح شاكر العبسي في لقاء خاطف وسريع استخرجنا من خلاله الإجابة على بعض الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرات من الثائرات وحتى الثائرين فإلى الحوار : - من هي المصورة إصلاح العبسي ؟ * إصلاح شاكر العبسي من مواليد 1991م خريجة إعلام بكالوريوس علاقات عامة 2012-2013. -كيف بدأت إصلاح رحلتها مع التصوير (بالتفصيل) ؟ *بداية كانت دورات بسيطة مع بعض المصورين كسمير النمري وكمال المحفدي , وكانت مع بداية دخولي كلية الإعلام، بدأت بتطبيق التصوير مع انطلاق الثورة بحكم إنني درست التصوير قبل الثورة بأشهر قليلة، بالنسبة لتوثيقي للتصوير في الثورة بدأ في 15 يناير عند ذاهبنا إلى السفارة التونسية لنبارك لهم انتصار ثورتهم وهروب بن علي.. وبعدها خطوة خطوة.. - هل كنت حينذاك تصورين بكاميرا ؟ *لا طبعاً بدأت بالتصوير بجوالي n73 واستمريت بالتصوير به إلى يوم مسيرة الحياة يوم شرائي للكاميرا, كنت أحياناً أتسلف من صديقاتي كاميرات صغيره تشتغل على بطاريات ( بدون شحن ) لا أعلم ماذا يسمونها.. -هل من جهة تعاونت معكِ في شراء الكاميرا ؟ *لا طبعاً 80 % من سعرها مازال دين عليّ إلى اليوم، ساعدوني في شراءها بعض الأهل والصديقات .. -كونك خريجة لِمَ لم تلتحقين بأي وظيفة ؟ *حالياً موظفة تحت التدريب في إحدى المؤسسات .. -يُقال بأن إصلاح من محبي التصوير بشغف, إذا عُرض عليك عمل مغري ولا يهتم بالتصوير هل ستوافقين؟ *نعم لدى شغف كبير في التصوير والكاميرات، لكني مقتنعة أن التصوير ليس كل شيء وليست مهنتي الرئيسة والأساسية مستقبلاً، كانت مهمة أساسية ورئيسة أيام الثورة وكذلك أيام الاحتجاجات الطلابية في جامعة صنعاء.. نعم سأستمر بالتصوير لكنها ليست مهنتي المستقبلية بالدرجة الأولى .. -يعني ذلك أن بإمكانكِ أن تقبلين أي عملاً آخر؟ *لا مانع لدي أن كان في مجالي الإعلامي . -وإن كان غير ذلك ؟ *ربما أعمل لكن بغير قناعة وربما بغير إخلاص في العمل.. - هل أثرت مشاركة إصلاح في تصوير فعاليات الثورة على دراستها في الجامعة سياسياً؟ *ليس كمشاركة في الثورة وإنما كاسم (إصلاح)، فمثلاً أحد الدكاترة وضع لي علامة صفر بسبب الاسم، وقال بأنني لم أحضر ولم أختبر ولا غيره رغم أن كل طلاب المستوى أكدوا له ذلك, لكنه أصر على موقفه وعندما طلبنا منه كشف درجات الطلاب رفض ذلك، لكن بمساعدة الزملاء والزميلات تم إرجاع درجتي ولو أنها كانت ناقصة!! - أين الإشكال في الاسم ؟ *لا أعلم .. فقط لأنه إصلاح .. -يعني أن المشكلة سياسية ؟ *يبدو ذلك.. -إذاً لنعد إلى التصوير : ما أكثر صورة جعلت إصلاح يرادوها إحساس بأنها تألقت بها.. طبعاً وسنرفقها مع المقابلة إن شاء الله؟ *هي صور كثيرة أذكر واحدة التي نشرت في عشرات وربما مئات الصفحات والمواقع الإلكترونية عربية وأجنبية وهي الشاب الذي خلع حذائه للفتاة بعد أن تقطع حذائها من الأمطار ومشى حافياً.. - وما هي أكثر صورة جعلتكِ تدمعين أو بالأصح توقفين التقاط لدقائق من شدة تأثيرها ؟ *موقف لا أريد ذكره!! -لماذا ؟ *لظروف, لا أريد ذكره أبداً.. - لماذا لا تضع إصلاح شعار خاص على الصور التي تقوم بالتقاطها كما يفعل البعض ؟ *سُئلت هذا السؤال مرات ومرات وبالذات بعد انتشار الصور وقد باع البعض صوري على أنها من تصويرهم، عندي شعار خاص وتم تصميمه منذ عام تقريباً لكن الظروف لم تكن تسمح لي بذلك بسبب أنني لا أمتلك لا بتوب ولا برنامج فوتوشوب ولا خط نت في البيت, لكن الآن سيصير خير إن شاء الله - تحلم إصلاح بأن تكون مصورة في قناة انترناشونال جيو جرافيك ما صحة هذا ؟ *نعم هذا طموحي منذ افتتاح قناة ناشيونال جيو جرفيك أبو ظبي, علمت حينها أن ناشيونال جيو جرفيك وكالة عالمية,, وأطمح لأن أكون أحد المصورين فيها أو أن افتتح ناشيونال جيو جرفيك فرع اليمن بإذن الله .. -لماذا هذه القناة بالتحديد ؟ *لأنني تابعت برنامج لمصوري الوكالة ع القناة وعلمت بأن بعض المصورين استمر لثلاثين عاماً يريد أن يلتقط صورة لأحد الحيوانات, والبعض ظل 15 عاماً لأجل أن يلتقط صورة واحده فقط وهم مصورين شجعان وكاميرات فوق الاحترافية.. -ما سر ارتداء إصلاح لشعار الجيش السوري الحر وشعار الأقصى في معظم الفعاليات التي تشارك في تصويرها ؟ *مناصرة القضايا الإسلامية واجبة شرعاً قبل أن تكون أخوياً, وإننا رغم مشاكلنا وظروف شعبنا مع ذلك لا ننسى أُخوتنا وعروبنتا المشتركة, ولإيماني أن انتصار الثورة السورية منعطف مهم جداً في مسيرة الأمه العربية والإسلامية -لماذا لا تغطي إصلاح الفعاليات الرجالية كتغطيتها الفعاليات النسائية؟ *كثيراً ما يسألونني هذا السؤال,, لكني دائماً ما أقول مادام وأن هناك عشرات المصورين الرجال فما ضرورة وجود المصورة إصلاح العبسي؟ فأنا فتاة ومكاني بين النساء, وأحياناً أصور الجانب الرجالي من فوق جسر أو إذا مروا من جانبنا .. -أنت هنا حصرت السؤال في المسيرات فقط لكنني أقصد هنا بشكل عام حتى الفعاليات المغلقة لا يكون تواجد لإصلاح فيها ؟ *إذا كانت كلها رجالية طبعا لا أصورها وإذا فيها أخوات ممكن أخذ صور جماعية فأنا لا أحب التقاط الصور الشخصية للرجال بحكم أنني أأرشف جميع صوري ولا أحب أن تكون بينها صورة لغير النساء.. -لكن البعض حتى من النساء يقولون بأن هذا تشدد وأن إصلاح متشددة ولا تؤمن بالانفتاح المعقول ؟ *مادام وإن عدم تصويري للرجال يعتبر تشدداً فأنا متشددة وأفتخر ! -ما هي مشكلتك مع عدم تصويرهم؟ *هي ليست مشكلة بقدر ماهي ليست ضرورة! -لكنك إلى درجة أنكِ تفخرين بعدم تصويرهم وهذا يوحي بوجود شيء ؟ *لا .. ليس هناك شيء لكن درء المفاسد أولى من جلب المصالح !! -وهل تصوير الرجال مفسدة؟ *لا ليست مفسدة, لكنها ربما ستجلب المفسدة ذات يوم!! يبدو بأننا سندخل في الجانب الديني والحلال والحرام ! -لا ليس كذلك, لكنك تحدثت عن أنها مفسدة, وهذا كلام كبير وقد ينتقدك حتى النساء أنفسهن ؟ *أنت لم تفهم قصدي أنا أقصد بما أنه هناك رجال يصورون الرجال فما شأني بهم وهناك حدود في التصوير لا يجب أن أتعداها وهناك بعض المضايقات من البعض فمثلاً : أثناء التصوير البعض يشتم والبعض يصدر حركات غير لائقة وهكذا !! - يقال بأنكِ منزعجة بسبب أن بعض الظروف لا تساعدكِ على التقاط الصور البعيدة والتي تحتاج إلى طول قامة المصور ويقال أنكِ عبرت عن ذلكِ بالقول: من لا يستطيع التصوير بسبب قصره فعليه أن يذهب إلى بيته بهدوء .. ما تعليقك ؟ *(تضحك) .. كتبت هذا الكلام إحدى المرات في حائطي على الفيس بوك فقد كنا في مسيرة حاااااااشدة لم أرى لها مثيل من قبل, فيومها لم أستطع التقاط صور للحشود النسائية وكانت فقط من باب المزح فقط لا أكثر!! وبطبيعتي أحب كتابة الكلام النقدي الساخر فالمصور ليس بطوله أو نوعية كامرته, وإنما المصور مبادئ وقيم وأخلاق فالكثير التقط أروع الصور بكاميرا جواله .. - هل لكِ طموح قادم ؟ *فقط أريد أن نضع بصمتنا كنساء في كافة المجالات .. -هذا الطموح العام فما هو طموحك الخاص ؟ *أن أطور من نفسي وإذا سنحت لي الفرصة بالذهاب إلى قطر لأدرس في قناة الجزيرة.. - هل هناك أي اهتمام من الجانب الرسمي أوالثوري لكونكم صورتم للثورة ؟ *لا يوجد أي اهتمام إلى الآن فإذا كان غالبية المصورين يصورون بغير كاميراتهم إلى الآن فما بالك بقضية أن يلاقوا دعم !! -كلمة أخيرة ولمن توجهيها ؟ *الكلمة الأخيرة أقول : على صاحبة القيم والمبادئ أن تضع بصمتها في كافة المجالات التي تخدم قضايا أمتها، لكن عليها أن تدرك أن هناك خطوط لا يجوز أو يحبذ أن تتعداها.. وكذلك بحشمتنا، بأخلاقنا، بتديننا، برقينا، بمواهبنا التي وهبنا الله إياها، بعزيمتنا، بثقتنا بأنفسنا، بحبنا للخير وحسن ظننا بالغير فلهذا: سنغير، سنصحح، سنجدد، بالإنشاد الهادف، وبالتصوير الراقي سنتحدى، وسنضع بصمتنا.. وكلمتي الأخيرة : إلى كل الشباب الثوار: ثورتنا لم تُسرق من أحد فهي فقط كانت بحاجة إلى من يوجهها إلى الطريق الصحيح, ورسالتي إلى البعض أنه من الصعب أن تقنع العبد بأنه صار حراً.. . الآن طلبت مني بأن أقوم بعرض هذه العبارات التي أتت بها بشكل مجسم بجانب المقابلة: على صاحبة القيم والمبادئ أن تضع بصمتها في كافة المجالات التي تخدم قضايا أمتها، لكن عليها أن تدرك أن هناك خطوط لا يجوز أو يحبذ أن تتعداها.. والعبارة الثانية: بحشمتنا، بأخلاقنا، بتديننا، برقينا، بمواهبنا التي وهبنا الله إياها، بعزيمتنا، بثقتنا بأنفسنا، بحبنا للخير وحسن ظننا بالغير .فلهذا: سنغير، سنصحح، سنجدد، بالإنشاد الهادف، وبالتصوير الراقي سنتحدى، وسنضع بصمتنا.