عاجل: إعلان أمريكي بإسقاط وتحطم ثلاث طائرات أمريكية من طراز " MQ-9 " قبالة سواحل اليمن    فاجعة: انفجار حقل للغاز بقصف لطائرة مسيرة وسقوط قتلى يمنيين    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر    بعد هجوم حوثي بصاروخ باليستي وطيران مسير.. إعلان عسكري أمريكية عن عملية مدمرة    توني كروس: انشيلوتي دائما ما يكذب علينا    دي زيربي يجهل مستقبل انسو فاتي في برايتون    أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صافر حيث تقف أقدام حافية على أبار النفط
نشر في أخبار اليوم يوم 23 - 03 - 2014

في أول مرة ارتكزت قدمي على رمل صحراء صافر، وقفت ليس مني حاضراً سوى جسد منهك، أمام الروح والعقل فهرعا يتسابقان ويمشطان أرجاء الصحراء، بحثاً عن بقايا أشتات من الزمن الغابر..
تفاصيل المكان .. لا أدري هل اصطادتني أم صدتها.. صافر وخز حكاية لا تموت.. وصحراء ليس مستبعداً أن تكون الملكة بلقيس قد مرت يوماً عليها بقدمين تزينهما خلاخيل الذهب واللازورد، واليوم تواسي وحشتها المنسلة من الصراع على منابع الثروة، تواسيها أقدام حافية تقف على آبار من النفط والغاز.
حين يكون لذرات الرمل الصحراوية لغة، تُلقح وجهك بأحاسيس و ورزنامة أسرار وترسم تضاريس خارطة رحلة هدهد سليمان عليه السلام، بعد أن تودع هداهد الريح التي حملتها إليك ..
حين يكون ذلك ولا سواه، تكون(صافر)بصحرائها التي تحتفظ بسر.. هل مرت الملكة بلقيس من هنا، وما الذي أبصره الملك سليمان في مقلتيها من كينونة الأرض والإنسان والثروة .
كانت عقارب الساعة تلهث لتقف على عتبت التاسعة صباحاً من يوم الخميس السابع والعشرين من نوفمبر الماضي، حيث هبطت المروحية وسط المكان المخصص كمحطة هبوط لها، لتُثير موجة غبار .. فتحت عيني على بسمة شفافة أنسلت من شفتي أنثى- المضيفة – بشرتها بلون ذرات الرمل الذهبية في صحراء صافر.
ودعت أقدامنا سلم المروحية، لترتكز على أرضية تم تطويعها لتغدو صلبة، تؤدي مهمة خاصة، كانت عدسات الكاميرات تتسابق لالتقاط صور تذكارية و أخرى صحفية، ولم يشدنِ ذلك التصرف المندرج ضمن تكوين ذاكرة صور شخصية، وقفت وليس مني حاضر سوى الجسد، أمام البصر والروح فهرعا يمشطون أرجاء الصحراء بحثاً عن بقايا أشتات من الزمن الغابر وتفاصيل المكان الذي قد تكون الملكة بلقيس مرت منه بقدمين تزينهم خلاخل الذهب واللازورد، واليوم تواسي وحشته المنسلة من الصراع على منابع الثروة، أقدام حافية تقف على آبار من النفط والغاز.
إهدار كبير
في الربع الأول من العام الماضي، كشفت رسالة موجهة من شركة صافر إلى وزارة النفط، أن مشروع تسيل الغاز الطبيعي في(بلحاف- شبوة) يستأثر بكثير من خيرات صافر، ولا يقف الأمر هنا وإنما يتعداه إلى التسبب في تعريضه ملايين من براميل الغاز والنفط المنتجة من حقل صافر إلى الإهلاك.
تلك الرسالة, أكدت أنها حتى مطلع العام الماضي، تسبب مشروع تسييل الغاز الطبيعي في (بلحاف)، بإهلاك كميات من النفط الغاز المرسلة إليه من حقل صافر، تُقدر قيمتها ب (999) مليون دولار ناهيك استمرار الوضع ومعاظمة الخسائر.
بِشرة الذاكرة
في مهمة الطريق إلى صافر، كان قوام الطاقم (16)فرداً، أربعة منهم يعملون لدى شركة صافر التي تتخذ من أرقى الأحياء في أمانة العاصمة مقراُ لها لإدارة ثروة الغاز والنفط في صحراء (صافر- مأرب) ومهام أخرى، وبقية العدد إحدى عشر صحفياً ومحامي، كان يقف ضابط أمن تحت أشعة الشمس بقامته المتوسطة وبشرته الداكنة، خلف سياج من الشبك الفاصل بين مكان هبوط المروحية، ومحطة الانتظار والمغادرة المجهزة بإمكانات متواضعة للغياية، فتح الباب الواقع ضمن الشبك، ودخلنا واحداً واحداً وهو يردد أهلاً وسهلاً بكم!.
وصعد الجميع إلى حافلة كانت في انتظارنا، كان بجوار السائق سلاح آلي كلاشنكوف قديم، سائق الحافلة رجل خمسيني لم يتحدث إلى أحد، تكشف ملامح وتجعيدات وجنتيه عن بؤس وحسرة، ومعاظم من وجعه الروحي الذي برز على وجهه أكثر وهو يقرأ من خلال المرآة التي أمامه، تفاصيل إنسان آخر متعلم وأنيق، فيما هو لم يتمكن من تعلم حتى الحرف الأول من حروف الهجاء.
بصمة ذات ملكية خاصة
شركة صافر التي آلت إليها مهمة التحكم بإدارة منابع ثروة الغاز والنفط والتكرير والتصدير، في صحراء صافر التي تقدر مساحتها، هذه الشركة أصبحت يمنية مائة بالمائة منذُ عام 2006م، جراء انتهاء عقد شركة توتال، التي ظلت طيلة فترة 20عاماً، تحكم قبضتها عليها، كبصمة ذات ملكية خاصة بها، محققة منها عائدات وأرباح بمليارات الدولارات.
شركة توتال ذات الأصول الفرنسية، التي يعدها اليمنيون ناهب لثروتهم ويشيرون إليه بكراهية، سلمت لشركة صافر كآفة المواقع في حقل صافر، لتصبح صحراء صافر بصمة ذات طابع فرنسي وإدارة يمنية، ويقول مدير العمليات في شركة صافر، أن شركة توتال سلمت قبل ثمان سنوات كآفة الموقع والمنشآت لشركة صافر.
والشركة توتال ذات الأصول الفرنسية، حد تأكيد مدير عمليات صافر، مارست استغلال سيئ لثروة الغازية والنفطية في باطن الأرض في حقل صافر وبددت كثيراً منها وما تركته من بنية تحتية، بنيةً متهالكة وعتيقة وكلفت صيانتها الكثير.
رونق شربته الصحراء
الرجل الخمسيني ذو البشرة الداكنة التي شرب لهيب الصحراء رونقها، أوقف الحافلة شبه المتهالكة والمهترئة من الداخل، صعد ضابط أمن النقطة، وطابق بين كشف الأسماء لديه المرسل مسبقاً إليه، وبين الهويات التي يحملونها مع التحقق من الملامح.
مدخل المنطقة ال(CPU)، أوقف السائق الباص وحمل سلاح الكلاشينكوف، واتجه نحنو غرفة جوار المدخل وعاد بدونه، وفي تلك الأثناء صعد ضابط أمن وطلب الهويات الشخصية والمهنية من فريق الرحلة، وأبدلهم بها بطائق خاصة بالزائرين، وأكد لهم أنه يتوجب عليهم الحرص والحفاظ عليها، ولن يتم إعادة بطائقهم إلا بتسليم بطائق الزيارة.
وسط مساحة ال(CPU)،كانت تتناثر خردة لمعدات متهالكة، وكتل إسمنتية، تُستخدم كحوامل لتمديدات أنابيب شبكات استقبال وترحيل الغاز والنفط الخام وغير ذلك، إضافة إلى ورشة صيانة في هنجر معدني، وكذلك منشآت هناجر معدنية حالتها لا بأس بها ومكاتب متناثرة، ولا تكاد تلحظ أحد ينتقل في الخارج ضمن هذه المنشأة إلا في النادر.
وجبة الإفطار
الدليل من شركة صافر الذي جرى إرساله من مكتبها في أمانة العاصمة، كان يتحدث للصحفيين ويشرح لهم بعض من مكونات ال(CPU) التي تقع بالقرب من خط عبور الحافلة، ومنها وحدة الغاز المنزلي، ومحطة شحن القواطر بذلك الغاز، وموقف لسيارات الموظفين.
وعند أخر نقطة في ال(CPU)، توقفت الحافلة صعد ضابط أمن، لتدخل الحافلة وحدة ال(KPU)، وكان مبعوث صافر من أمانة العاصمة يمارس نفس الوظيفة، مؤكداً أنه يتوجب أن يصل فريق الرحلة إلى مكتب الاستضافة في وحدة ال(KPU) وأمام هنجر كبير حالته جيدة، يحوي ضمنه عدد من الغرف.
قبل ثمان سنوات شركة توتال كانت المسؤولة عن إدارة المكان، وحالياً شركة صافر، وفي غرفة بإحدى زوايا الهنجر، كانت في انتظار فريق الرحلة وجبة إفطار وعدة بواكت(نترباك) عصائر، وتناول كل فرد رغيف برجر محشو ببيض مسلوق وبعضها مغطى بطبقة من الجبن.
مسموح فقط الحديث عن الأمن والسلامة
ومن غرفة الإفطار إلى غرفة مجاورة تشبه قاعة دراسية صغيرة، وتم وضع أمام كل كرسي خوذة بيضاء ونظارة، وورقة تتحدث عن وسائل السلامة، تحدث مختصين عن وسائل السلامة، وكان الجميع في انتظار أمور مهمة كالكشف عن وقائع وحقائق وتفاصيل.. إلخ.
وحين سأل أحد الصحفيين عن المخزون النفطي والغازي تدخل مدير العمليات الذي بعثته الشركة قبل يوم من مكتبها في أمانة العاصمة، وقال: نحن سنحدثكم عن الأمور الفنية وكيف يتعامل العمال مع حدوث حريق، وعند العودة إلى أمانة العاصمة سيرد المدير على استفساراتكم.
في قلب حدة.. نصائح للإعلام
وقبل صلاة المغرب في مبنى فخم وفي صالة كان في إحدى زواياها تشكيلة كيك وعصائر، في قلب حدة كان مدير شركة صافر جالس وعلى يسارة شخصية من كبار مدراء الشركة، تحدث المدير عن خراب كبير تسببت به شركة توتال، لمكامن النفط والغاز في حقل صافر، وغير ذلك.
كان يتحدث وينتقد وسائل الإعلام وكرر عدة مرات أن شحيح بسيط من التناول الإعلامي حول شركة صافر، كان فيه مستوى لابأس به من التناول المبني على فهم ووعي، أما البقية فكان غير موفق وليس مبني على معرفة، بل يكشف عن أمية كبيرة حول فهم الصناعة الاستخراجية وآليات إدارتها، وكان لا يلبث أن يبدي استياءه من استفسار بعض الصحفيين، والتلميح بأنهم لا يفهمون.
ذلك المدير وتعقيباً أو بالأصح رداً على استفسار أحد الصحفيين، قال أنصحكم قبل التفكير في خوض وتناول موضوع النفط والغاز، باكتساب معرفة كافية حوله، ونحن في شركة صافر سنساعدكم على تكوين خلفية تخولكم للتعاطي مع الموضوع بالتدرج وصولاً إلى الإلمام به، وليس عيباً أو خطأً أن يستفيد الصحفي من خلال ما سنقدمه له.
عاصفة صداع
عاصفة صداع قوية هبت حين قال ذلك المدير لا أخفيكم أني سأتحدث بشفافية معكم، وأقترب منه دليل الرحلة، شخصه ذو كرش متهدل، وهمس في إذنه، ورد عليه المدير ليس الأن، ليواصل: أقول لكم بصراحة شركة صافر تمر بضائقة مالية خانقة ولولا حكمة وتكاتف موظفيها لتوقف نشاطها، تخيلوا أنها أحياناً تعجز عن تسليم رواتب الموظفين.
وللإنصاف شعور موظفي الشركة بثقل المسؤولية، جعلهم يقدرون الوضع، لكن هناك من يعمل على عرقلة تقدمنا، هل تصدقون أننا تمكنا من شراء أرضية لإقامة مبنى مقر للشركة، بسبعة ملايين دولار، وقام بعض الواشين برفع تقارير إلى الرئيس، تقول التقارير أن إدارة صافر تلعب بالمال، مع أن الحقيقة هو أن الذين رفعوا التقارير كانوا عرضوا علينا أرضية بعشرين مليار ريال ونحن رفضنا واشترينا أرضية بسبعة ملايين دولار فقط، وهذا الكلام لمدير صافر.
السيارات المصفحة
وأكد المدير أنهم يتبعون خطة للحد من إهدار المال، ومن الخطوات التي يتبعونها ضمن الخطة، والهدف منها تأمين الخبراء الأجانب، الذين يشترطون وجود سيارات مصفحة للحضور، بسبب تدهور الوضع الأمني، وتكرار حالات خطف الأجانب.
من أجل أن تكون حياة الخبراء الذين يجري استدعائهم في أمان، فقد عمدت الشركة إلى التعاقد لشراء ثلاث سيارات مصفحة بقيمة ثلاثمائة ألف دولار، لكنه لم يُسمح لهم حتى ذلك اليوم بدخول سوى سيارة واحدة، وهنا تغيرت ملامح المدير، ليؤكد وجود حملة ممنهجة تستهدف شركة صافر وتعيق تحقيقها لأي إنجاز.
وحد تأكيد المدير ذاك، شركة توتال لديها عدد من السيارات المصفحة وكذلك الشركات النفطية الأخرى، وفوق هذا أحياناً تضطر توتال إلى استئجار السيارة المصفحة لمدة شهر بمبلغ يتراوح مابين20إلى 50 ألف دولار، مع أن السيارات المصفحة الموجودة حالياً لغرض التأجير، وحسب تجربة أجرتها شركة صافر ثبت أنه يمكن استهدافها واختراقها، فيما الثلاث السيارات المصفحة التي تعاقدت صافر لامتلاكها بمواصفات أفضل بكثير ولا يمكن اختراقها.
إلا أن هناك مشكلة تتمثل في وقوف من لا يهمهم أن تتطور شركة صافر، يقفون عائقاً أمام ذلك التقدم لأن مصالحهم ستنتهي، ورغم الوشايات التي ينقلونها إلى الرئيس، فإن إدارة صافر تواجهها وتكشفها وتواصل سيرها والقيام بدورها خدمة للوطن والمواطن، وفقاً للدستور والقوانين، حسب ذلك المدير.
الضرائب
تقرير للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة صادر عام2010م، أكد أن شركة صافر تدفع سنوياً كضرائب أربعة ملايين دولار قاطع مقطوع، وأكد هذا كتاب إحصاء البيانات النفطية الصادر في عام2011م، وهو أخر إصدار، ووفقاً للخبير الاقتصادي وأستاذ المحاسبة المالية الدكتور/ محمد علي جبران ، وهذا يعيدنا إلى ما قبل ثلاثة آلاف سنه، إذ لا يوجد في كافة قوانين وأنظمة ولوائح وتشريعات الضرائب في العالم أجمع شيء اسمه قاطع مقطوع، والشيء الأخر ومن واقع البيانات المالية السنوية لشركة صافر وبموجب قانون الضرائب اليمني النافذ، الذي يقضي أن تكون الضرائب على الشركات النفطية العاملة في اليمن 35 بالمائة، فإنه سيتوجب على شركة صافر أن تدفع سنوياً ما يقارب 184 مليون دولار.
معاناة من سياسة المالية
شركة صافر تعاني من سياسة وزارة المالية، التي تهمش طلباتها وعدم تسليم ما ترفع به كاملاً وهذا من أبرز عوامل عدم قدرة إدارة صافر على تحديث وتوسعة وإنشاء وحدات ومنشآت جديدة، وإذا غيرت وزارة المالية من سياستها، واستجابت لخطابات الشركة، فإنها ستحقق نهضة ونقلة كبيرة لوحدات عمل الشركة في حقل صافر، وفق تأكيد مدير الشركة ومدير العمليات الميدانية، الأول في مقر الشركة بأمانة العاصمة والثاني في صحراء صافر كرد على استفسار ماهي المنشآت الجديدة التي استحدثتها صافر بعد تسلمها من توتال وأخر لماذا تبدوا بعض مكونات منظومة العمل مهملة وليست بخير.
انتهى الفيلم
وفي قاعة المحاضرة داخل وحدة ال(KPU) في حقل صافر، قال أحد مسؤولي الأمن والسلامة، بأنهم سيتحفون الصحفيين بإتاحة الفرصة لهم بمشاهدة فيلم قصير عن شركة صافر من إعداد وتقديم وتصوير الشركة، الفيلم الذي أستمر مدة ثمان دقائق يتحدث عن وسائل السلامة والأمن. أنتهى الفيلم وطلب مسؤول أمن وسلامة كان يقف بجوار المسؤول الأخر، من الصحفيين بعد تقديم الاعتذار، إعادة خوذات ونظرات السلامة، ليستفيدوا منها مرة أخرى، وذلك بعد عوة الصحفيين من "أسعد الكامل" وحدة المراقبة والمتابعة.
وبعد مغادرة القاعة كانت الحافلة التي أوصلتهم في الانتظار لنقلهم في جولة لرؤية بعض وحدات العمل والتمديدات والمكثفات لأخذ صور تذكارية وصحفية وبعد العودة من هذه الجولة التي لم تستغرق سوى عشرين دقيقة، كانت سيارات فارهة في انتظارهم، قال الضابط المنظم لخط السير إلى "أسعد الكامل" بأنه لا يسمح سوى لكل أربعة أن يستقلون سيارة واحد جوار السائق وثلاثة وسط، وشدد على ضرورة ربط الحزامات، وانطلقت السيارات تشف خط سيرها وسط رمال الصحراء.
السيارات التي أقلت الصحفيين وأخرى مرافقة، جميعها تعمل بنظام البصمة وأقصى سرعة مسموح بها(مائة) وإذا خرج السائق بها عن إطار خارطة السير المحددة يتم إيقافها من مركز التحكم ولا يستطيع السائق تشغيلها، ويتوجه فريق من الأمن لأخذها واتخاذ اللازم.
رحلة عبر الرمل
انطلقت السيارات وفي عدة نقاط أمنية يتم التأكد من ربط حزام الأمانات ومخرج ال ( cpu)توقفت السيارات ونزل السائقين وعادوا بأسلحتهم الألية "كلا شينكوفات" لتبدأ رحلة عبر الرمل تشبه السفاري, وفجأة التفت السائق إلى الخلف وأرجع بصره ليشاهد خط سيره, ثم قال بحسره العلم عز وشرف.
لم نود أن نشعره أننا استوعبنا أحاسيسه, وذهبنا به بعيداً في الحديث, ولكنه عاد وقال ليت وأنا كنت خلصت الدراسة... عمره يتراوح ما بين عشرين إلى اثنين وعشرين سنة, ترك المدرسة وهو في الصف التاسع , ليعمل سائق لدى شركة صافر , وينحدر ذلك السائق من قبيلة وائلة .
شرعب في ضيافة مأرب
الزميل/ فارس الحميري , كان يتحدث مع المحامي فيصل المجيدي ولا أعتقد أن الزميل فارس يجهل أن المجيدي يتبع إدارياً شرعب, وكان كمن يداعب فيصل المجيدي, قائلاً له: يا فيصل
هل تعرف الزميل عبدالعزيز المجيدي, أنت يا فيصل من الحجرية أو جبل حبشي, ويحبس الضحك في أعماقه, وبكل أمانة كنت في قرارة نفسي أبحث عن تدبير لوضع حد يمنع تدفق شلالات الوجع, فصرخت من جوار السائق ..لا يا أخ فارس الأمجود تتبع شرعب السلام , وكررت العبارة, واعترف أن المحامي/ فيصل المجيدي كأنه يشاركني السر, وعدل من جلسته بعد أن قلت للسائق أنا أيضاً من شرعب, وقد جئنا بأنفسنا إليكم لتأخذوا بثأركم إن كان لكم ثأر عندنا.. فيصل المجيدي بعد تعديل جلسته سألني أنت من شرعب السلام أو الرونة, قلت من السلام وغصنا في تفاصيل .
ومن خلال المرآة كنت ألحظ الزميل فارس الحميري وهو مغرق في تفاصيل سؤال مكنونه , هل أنتما مجانين بجد؟ وتخلص من ذلك بتوجيه سؤال للسائق أنتم عندكم ثأر مع شرعب, وأجاب السائق لا .. ليس نحن , بل قبيلة مراد, وصاحبي من قبيلة مراد, لكن أنتم ضيوف عندنا وعيب كبير بحقنا أن نفكر بمثل تلك الأمور.
بعد أن عرفنا باسمه, ما زحته قائلاً: يا دارس تصدق أني أشتي أجد أي شخص ما زال في قلبه شيء من أبنا شرعب لأقول له, هذا أنا شرعبي, وأروح معه وأجلس وأعيش بقية العمر في مأرب وشرفي لن أقول أنه جرى اختطافي , ضحك دارس , ورد أهلاً وسهلاً.. خلاص اجلس عندنا وسنجيب لك أرض ونصلح لك بيت وتصبح واحد مننا ونزوجك وتعيش أحسن عيشة.
حوالي مائة سيارة
كانت إطارات السيارات الفارهة ذات المواصفات الصحراوية تباغت ذرات الرمل الصحراوي، وتبعثرها كسرب طيور باغته طائر جارح، لتطير فزعة في أرجاء مختلفة ثم تجتمع في الجو، وهكذا كانت ذرات الرمل تتناثر ثم تجتمع على ارتفاع أمتار مشكلة موجة غبار تشوش من رؤية ما في الأمام.
ما بين 80 إلى 90 سيارة لاند كروزر(مونيكا_ كما يحلو لليمنيين تسميتها) كلها حديثة تعمل بنظام البصمة ويجري التحكم بها ومراقبتها عبر الأقمار الاصطناعية، هذا العدد من السيارات تعود ملكيتها لشركة صافر، ويجري استخدامها في إطار الحقل لنقل مسؤولي الشركة القادمين من صنعاء، والزوار للحقل وكبار المسؤولين داخل الحقل.
مطلع العام الجاري أضافت إدارة الشركة إلى طاقم تلك السيارات، عدد خمسة عشر سيارة موديل 2014، ليرتفع العدد إلى ما فوق المائة سيارة لاند كروزر، يتولى قيادتها شباب ما بين العشرين إلى الثلاثين سنة وآخرون سنهم فوق الثلاثين سنة، منهم من لم يتعلم أو يدخل المدرسة وغيرهم كان عليه أن يترك المدرسة في سنوات مبكرة وأفضلهم حال هجر المدرسة قبل أن يصل إلى الثانوية، كون أسرار الحياة المأربية لا تقر بمن يختار البقاء وسط الصحراء، إلا إذا كان رجل خشن لا يعرف السكون.
رصد الوجوه
مدخل وحدة التحكم "أسعد الكامل" إجراءات التفتيش صارمة ولا أحد من المرابطين في النقطة الأمنية ينظر في وجهك مباشرةً، بل نظرة يتوغل في ثنايا ملابسك وما تحمل في يدك وأرجاء السيارة.. توقف دارس وحمل سلاحه ليودعه لدى مختص بذلك يؤدي وظيفة وفق إجراءات مُقرة من مكتب الشركة في أمانة العاصمة.
أفراد الأمن التابعين لشركة أمن خاصة، لم يكتفوا بإتباع إجراءات الأمن عبر التفتيش والتدقيق بواسطة أجهزة خاصة، وبطريقة أمنية عمدوا إلى إنزال كل أفراد فريق الزيارة والمرافقين لهم الذين يعرفون أسرار هذه المهمة.
وبعد الانتهاء من التدقيق الكبير وتمكن كاميرات المراقبة من رصد وتوثيق صورة كل فرد بالفريق، تم السماح بالعودة إلى السيارات وطلب بطائق الهويات والاحتفاظ بها إلى حين العودة، وانطلقت السيارات لتصل إلى باحة أمام منشآه متوسطة الحجم من نوع المباني الجاهزة، ومن السيارات إلى الصالة الرئيسية في المنشأة، وبدأ من قد تم إبلاغهم للقيام بالمهمة، في الترحيب ثم تقديم معلومات عن الأمن والسلامة، ورصد الحركة واستقبال وتدفق الكميات من النفط والغاز عبر وحدة التحكم التي تمارس وظيفتها تلك من خلال ستة أجهزة خاصة بذلك وجهاز سابع لم يدخل الخدمة بعد.
لا أسعد و لا كامل
ما يقارب العشر دقائق، لم يكن خلالها بالإمكان الحصول على جديد، وأعلن أحد مرافقي ودليل الرحلة، أن الوقت يمر وموعد صلاة الظهر والغداء قريب للغاية، وإلى السيارات للعودة، إلى ال (KPU)، وتمكن صحفيين ممن كان مازال بهم حيوية، من التقاط صور جماعية لزملائهم و أخرى لجوانب من منظومة وحدة التحكم.
غادرت السيارات وعدسات الكاميرات من خلف زجاج نوافذ السيارات تعمل جاهدة على التقاط صور من داخل "أسعد الكامل"، وفي النقطة الأمنية التي أخدت الهويات، طلب عدد من العاملين في النقطة إنزال زجاج النوافذ، قائلين: يا صحفيين هل انتهيتم من مهمتكم، ونقل الحقيقة بأمانة وحيادية، وأجاب أحد الصحفيين نعم، وجاء الرد منهم لا لم تنتهوا بعد، أم أنه لا يعنيكم أمر المساكين، وأنتم لم تأتوا إلا لتلمعوا المسؤولين الكبار، ونحن الذين نعيش تحت الشمس وسط حر الصحراء، ونواجه الموت، لا يعنيكم أمرنا.. بطائقكم مع ضابط أمن ال (CPU)، مع السلامة.
ممنوع الاقتراب من أوجاع البسطاء
جفت الكلمات على لساني، وهمست في أذن أحد أفراد الأمن كان يقف قريباً من النافذة، يا أخي إنهم يريدون منا أن نكون(...) ، لكن والله لن أكون كذلك، بسرعة قُل لي من ماذا تشتكي، طلب رقم هاتفي، وفي بضع كلمات همس بها في أذني، آمنت يقيناً أن الإجراءات التي تمت والتشديدات الأمنية وعدم إتاحة الفرصة لاتخاذ ما تريد أنت وليس تنفيذ ما يريدون هم، آمنت يقيناً أن كل ذلك، الهدف منه منعك من الوصول إلى مكامن أوجاع البسطاء، الذين يقفون بأقدام حافية على أبار من النفط والغاز، وتقديم حياتهم قرابين لتأمين تدفق الثروة على كبار المسؤولين في أمانة العاصمة، حيث يجلسون مكاتب فارهة مجهزة بكل سبل الرفاهية.
ذكر موظف في شركة صافر، مشترطاً حتى عدم مجرد الإشارة إليه، أن رواتب بعض موظفي صافر تزيد عن عشرة ألاف دولار شهرياً، فيما رواتب أفراد الأمن تتراوح ما بين ثلاثمائة إلى خمسمائة دولار، رغم أنهم الأكثر تعرضاً للخطر والاستهداف، ويقضي الفرد منهم في اليوم فترة قد تصل إلى خمسة عشر ساعة، وهو مرابط في مكانه، وبقية الوقت يقضيه متأهب ويقض تحسباً لمنع حدوث أي مكروه أو خطر، غير أبه بحياته ومصيره.
صافر تعرف مفجري أنبوب النقل
أمام جمع الصحفيين في الدور الثالث وعلى طاولة أنيقة في مقر الشركة بأمانة العاصمة، قال مدير شركة صافر: أن القوات الأمنية الحكومية المنتشرة، حيث تتواجد المنشآت النفطية ويمر أنبوب نقل النفط والغاز، لا تمنع مفجر الأنبوب من تفجيره، وتقول إنه ليس لديها أوامر للتدخل، ويجري تفجير الأنبوب وهي ترى، وعلى الجانب الأخر الحكومة تقوم بمكافآت المخربين بتوظيف ذويهم ومنحهم مال وسيارات وغير ذلك.
وأكد المدير ذاك أن مفجري الأنبوب قبل أن يقوموا بالتفجير يتصلون بمسؤولي الشركة في العاصمة ويخبروهم أنهم بعد ساعة أو ساعتين أو ثلاث سيفجرون الأنبوب ويحددون المكان، أو تصل رسائل عبر الفاكس باسم ورقم هاتف الشخص الذي سيقوم بالتفجير وتحديد مكان ووقت التفجير، والشركة بدورها تبلغ الجهات الأمنية لكن الجهات الأمنية وقادة المعسكرات، لا يستجيبون أو يأتي الرد بأنه لا توجد إمكانيات.
وحسب ما ذكر مدير شركة صافر، وهو يتحدث لإحدى عشر صحفي ومحامي أمام عدد من موظفي الشركة، حوالي الساعة السادسة مساءً من يوم الخميس 27نوفمبر من عامنا الجاري، لدى إدارة شركة صافر كشف بكل مفجري أنبوب نقل النفط وكذلك الغاز ذلكما الأنبوبان الذين بلغت خسائر تفجيرهما حتى أواخر العام الماضي4،7 مليار دولار وفق تأكيد وزير النفط العام الماضي في مؤتمر صحفي لعدد من الصحفيين في أمانة العاصمة.
فشل إدارة الغاز
وكشف تقرير برلماني حديث صدر في يناير من عامنا الجاري عن جملة من الاختلالات والمشاكل تتسبب في حدوث إخفاق موردي النفط والغاز، بتحقيق الأهداف التي يحققاها في غالبية دول، وذكر التقرير أن من أبرز أسباب الفشل في تحقيق ما يتوجب من أهداف على النفط ضعف القدرات الاستكشافية لبعض الشركات النفطية المشاركة في الإنتاج كونها محكومة برأسمال وتكنولوجيا محدودة مما يحد من قدرتها على تطوير وتنمية الإنتاج في القطاعات العاملة.
وحيال الغاز قال التقرير بعكس ما كان متوقعاً أن تشكل عوائد الغاز الطبيعي المسال أحد الموارد الرئيسية للموازنة العامة للدولة، إلا أن اتفاقيات البيع الموقعة مع عدد من الشركات العالمية كانت مجحفة وبشكل أكبر بحق الدولة من هذا المورد السيادي الهام، سواءً من حيث تحديد أسعار البيع مقارنة بالأسعار السائدة في الدولة المجاورة، أو من حيث حصة الدولة التي حُددت كنسبة متواضعة من صافي الأرباح المحققة.
وعلى الطرف الآخر حسب التقرير من أبرز العوامل الأخرى التي حرمت البلاد من الاستفادة من مورد الغاز السيادي، الإعفاءات الجمركية الضريبية الممنوحة لمشغلي مشروع تطوير الغاز الطبيعي المسال.
وحصة الحكومة الربحية والإتاوات المحصلة من كمية الغاز الطبيعي المسال المصدر للخارج، لم تسجل سوى (153.4) مليون دولار، ما يعادل (34.1) مليار ريال يمني خلال العام 2012، وتراجعت العام الماضي بنسبة تتراوح بين 16 إلى 25 بالمائة عن العام قبل الماضي.
وأفاد تقرير بيان الرقابة السنوي أن متوسط أسعار البيع متواضعة للغاية مقارنة بالسائد في الدول المجاورة، حيث لا تساوي غير 36 بالمائة من أسعار البيع السائد، في بعض دول الجوار وأقل من 20 بالمائة من أسعار بيع الغاز القطري.
نفط الكلفة
وسجلت متوسط أسعار البيع للغاز اليمني فقط (4.09) دولار لكل مليون وحدة حرارية، وفي دول الجوار متوسط أسعار البيع 12 دولار لكل مليون وحدة حرارية، كما أفاد التقرير موضحاً أن من المشاكل الأخرى التي تجعل من النفط اليمني غير ذي جدوى، استمرار ظاهرة ارتفاع نفط الكلفة والنفط الخام المستخدم في العمليات الإنتاجية المستقطع من قبل الشركات النفطية المشاركة في الإنتاج وبلغ خلال العامين الماضيين ما نسبته 25 بالمائة في بعض القطاعات، وفي أخرى أكثر من 40 بالمائة من إجمالي الإنتاج في تلك القطاعات الإنتاجية التي لا زالت تديرها شركات أجنبية، فيما سجل المتوسط (28.06) دولار ككلفة للبرميل المنتج من تلك القطاعات.
جنية الشجرة التي فتكت بأربعة عمال
انتهت رحلة البحث عن سر دون الوقوف حتى على مشارفه، جراء العودة من "دار أسعد الكامل" كانت وجبة الغداء في الانتظار، وفي نفس الهنجر الذي تناولنا فيه الإفطار، مع فارف أن الغداء في أول الهنجر لن تحتاج للوصول إليها سوى مدخلين.
وجبة غداء دسمة، كل أربعة أفراد قُدم لهم ذبيحة تزن أكثر من عشرة كيلوجرام، مع أرز ممتاز و"حرضة" سلتة، ومقبلات فيما الفواكه والحوليات وضعت على مقربة من الطاولات المخصصة للغداء، ولم يكترث للحلويات والفواكه إلا نفر قليل.
غادر الجميع مقاعد وطاولات الغداء بحثاً عن مكان للاستراحة ولم يكن سوى الجامع المجاور المحطة المتاحة، وأبصرت شجرة ظليلة وأرفة أغرتني بالاستحمام بظلها وما تمنحه من هبات نسيم عليه، هرعت نحوها لأرتمي بين أحضان ظلها، وما أن بدأت أسلم روحي لفراغ وحدتها، إلا ولمحني الدليل المرسل مع الفريق من مكتب الشركة في أمانة العاصمة، وأفاد أنه قد تم التجهيز للاستراحة.
لم أصغِ لحديثه.. كرر طلبه، وحين تأكد أنه لا جدوى، عمد إلى أسلوب ينم عن استمرار اعتقاد يعشعش في نفوس مثل هؤلاء البشر، مفاد الاعتقاد أن المواطن اليمني مازال يرتهن ويؤمن بكل ما يتحدث به أُناس مثل دليل المرحلة، الذي أصدر لي بصوت مرتفع تحذيراً من وجود "جنية" تسكن الشجرة، وقد أعتدت على أربعة من عمال الشركة، على فترات متفرقة أرادوا أن يستريحوا تحت ظل الشجرة، فكانت "الجنية"، تتركهم يغفون ثم تنزل لتأخذهم إلى الأعلى وترميهم إلى الأرض، ويتعرضون إلى كسور في أياديهم وأرجلهم وواحد منهم انكسر عموده الفقري.
وجه الملكة بلقيس في ثمرة ما نجو
ضحكت من إفلاسه في امتلاك أي حيلة أخرى، للالتزام بمعايير الاحتياطات الأمنية، ولجؤه إلى ممارسة الاستخفاف بعقول الآخرين، وحينها سمعت بضعة صحفيي، وتسابقوا على التقاط صور لشجرة "الجنية" والقول هذا هو الموضوع، فيما الأمر وباختصار، لم يستطع أن يقول بأن الاحتياطات الأمنية تمنع جلوس الزوار خارج مقرات العمل أو غيرها.
على بضعة أمتار من جامع وحدة ال"cp4" ونحن في الطريق إليه لمحت عدد من شجرات فاكهة "المانجو" المحملة بالثمار، وانتشلت الكاميرا، وهرعت نحوها مردداً، هذا أهم ما سأعود به، واكتفيت بالتقاط عدد من الصور لشجرات "المانجو" المكسوة بثمار تبدوا أكثر من الورق، وقررت بأن تكون آخر صور تلتقطها عدسة الكاميرا، صورة لثمرة "مانجو" عن قرب، ولم أتذكر بعدها أني أحمل كاميرا.
في التقاطي صور لشجرات "مانجو" حرصت على أن يكون إلى جوار إحدى الأشجار رجل ذو بشرةً سمراء يبدو عليه من الإرهاق والهم ما يكفي لان يغادر الرمل الصحراء، احتجاجاً على فشل الثروة في مواساة وجع أُناس يقفون بأقدام حافية على آبار النفط والغاز.
مسجون في وحدته
فشلت في الوصول إلى ذلك الإنسان، جراء الضوابط التي وضعت لخط سير فريق الزيارة، الجميع تدفقوا نحو دورات مياه الجامع، وأنا أتملص عن الدخول، أتحين الفرصة للاتجاه نحو ذلك الإنسان، الذي وجدت أني مسجوناً فيه، صعدت على جدار يرتفع أقل من مترين، وجلست فوقه أبصر نحو ضالتي، وبعد أن تأكدت من دخول الزملاء ودليل الرحلة إلى باحة الجامع، قفزت من على الجدار متجهاً نحو إنسان تشريه الصحراء، علني أقايض الصحراء بي.
أردت التحرك.. همس في أذني شخص ممنوع التحرك دون الفريق، التفت وكأني لم أرَ أحد، ولم تكن سوى بضعة خطوات تحركتها، بعدها صرت مخيراً بين صعود سيارة والانتظار أو دخول الجامع، ولا ثالث لهما، ورفضت الخيارين لأضع خيار ثالث وهو التمدد على طاولة خشب أمام الجامع.
الإنتاج اليومي
وهو يتحدث للصحفيين في مقر الشركة بأمانة العاصمة، قال مدير شركة صافر، أن الإنتاج اليومي الكلي حالياً، لقطاع صافر يبلغ(280) ألف برميل نفط ونفط مكافئ، من(700) بئر تمثل مجموع الآبار التشغيلية في القطاع، ويتوزع إجمالي الإنتاج على(35) ألف برميل نفط، و(30) ألف برميل غاز، ومليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يُصدر لبلحاف ما يعادل(200) ألف برميل نفط مكافئ و(85) مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي لمحطة مآرب الغازية ما يعادل(15) ألف برميل نفط مكافئ.
على الأريكة مدخل الجامع
غفت أجفائي ما يقارب ثلاثين دقيقة، على أريكة من خشب أمام الجامع لأصحوا على حركة سيارة رجعت للتو من سوق القات، أقلت اثنين من الصحفيين لشراء قات لهما أما الباقي كان غير، اعتدلت مسنداً ظهري إلى الجدار، وتذكرت أني قدمت صحراء صافر، وأنا أحمل معي عملة معدنية فئة خمسة ريالات، وهي كل الثروة التي غادرت بها نحو صافر، في رحلة كانت أول خطوة بدأتها تمام الساعة السادسة صباحاً، من يوم الخميس السابع والعشرين من نوفمبر الماضي، وحتى الخامسة مساءاً حيث تركت صافر خلفي موشحاً بذرات رمل دافئة، ومفرغ تماماً من ثروتي التي حملتها معي وفقدتها أو ربما تسللت جنية دليل الرحلة أثناء غفوتي لتأخذها وتطير بها..
الثروة التي فقدتها
ثروتي المجملة بالخمسة الريالات التي شربتها صحراء صافر، لم تكن قيمتها كتلك التي قد يسخر كثيراً منها، وإنما كانت قيمتها لا مجال لمقارنتها، فشكلها الذي يأخذ شكل الدائرة، يختزل فيه الكثير من الجوهر لمكونات الأسرار، فالقمر في تمام الاكتمال يأخذ نفس الشكل، وكذلك فوهات آبار النفط والغاز، وفتحات أنابيب نقلهم، ..إلخ.
إجازة الكاميرا
ثمرة مانجو وحيدة كانت الكبر ضمن سلسلة كبيرة من أخواتها تغذيها شجرة واحدة، تلك الثمرة التي ما أن فرغت من تصويرها منحت الكاميرا إجازة، أبصرت فيها الملكة بلقيس بعينين مثقلتين بالحيرة، سيأتي هدهد ليقطفها، وحينها سيذوب بهرج الثمرات التي كانت تحيط بها وكذلك البراعم، وستهالك الشجرة وستغدو رمل وبدلاً عن الشجرة التي كانت تحمل ثمرة المانجو الملكة، سينتصب قضيب من المعدن يحمل أعلاه لوحة معدنية مكتوب عليها عبارة الاتجاه نحو المنشأة الجديدة.
أربعة أبار
أواخر شهر فبراير وحتى منتصف مارس من عامنا الجاري شركة صافر كانت بصدد العمل على الانتهاء من حفر(أربعة) آبار، في القطاع(18) التابع جغرافياً محافظة الجوف، وخلال تلك الفترة كان الحفر قد أسفر عن تدشين الإنتاج في أول(بئر) طاقته الإنتاجية المتوقعة تُقدر بحوالي(ستة) ملايين قدم مكعب من الغاز، ويوازي(ألف) برميل نفط.
وكانت شركة صافر وفق مديرها أحمد كليب، تمكنت من القيام بعمليات استكشافية، في محافظة الجوف ضمن امتداد خارطة الحوض الحاضن للنفط والغاز، وتوصلت من خلال الاستكشافات من تحديد عدد من أماكن الحفر، وبعيداً عن الاعتماد على قوات الجيش والأمن، في تأمين المنطقة وضمان إيجاد آليات الحفر والمواد الأخرى، قامت الشركة بالتنسيق مع القبائل الذين بدورهم التزموا بتأمين كل ما يقتضيه الاستكشاف والحفر والإنتاج.
ومع أواخر فبراير الماضي وبتعاون القبائل، توفرت البيئة المناسبة لمختلف العمليات بدأً من إجراء الدراسات والمسوحات وانتهاء بالحفر، وأفضى ذلك إلى تمكين شركة صافر من حفر بئرين منتجين والبئر الثالث وصل إلى مرحلة الحفر، وبناءً على حديث مدير شركة صافر، وتأكيد قبائل الجوف على الاستمرار في إيجاد البيئة المطلوبة للاستكشاف والحفر وغيرها من ذلك، قد يكون دخل البئر منظومة الآبار المنتجة.
الجهل بمقدار الثروة
في الأسبوع الأول من الشهر الثاني لعامنا الجاري، وجه اليمنيين أنظارهم تجاه محافظة الجوف، معلنين أنهم سيستبدلون مياه الشرب المعدنية بالغاز، وكان ذلك رد فعل أفرزته فرقعة إعلامية، يقف خلفها عاملين، الأول سياسي، والثاني أمية مفرطة في معرفة مقايس الغاز.
المفارقة العجيبة في الموضوع، أن ما نشرته وسائل الإعلام حيال الانتهاء من بئر غاز في محافظة الجوف، وإنتاج كمية ستة ملايين قدم مكعب من الغاز في اليوم، إلى هنا لم يجرِ أي مبالغة، فبالفعل ذلك البئر ينتج نفس الكمية التي تم تداولها، ومن صلب الحقيقة برزت عاهة عدم إدراك الرقم، في معايير احتساب كميات الغاز.
وسائل الإعلام في غالبية الاعتقاد، لم تشر إلى تحويل الكمية وكم سيصبح الرقم بعد التحويل، وذلك لعدم المعرفة بالأمر، وأغلب الظن تعمدت الهروب من عملية التحويل، وللتوضيح فإن(ستة ملايين) قدم مكعب من الغاز، يوازي(ألف إلى ألف وخمسمائة) برميل نفط، وفق معايير المحاسبة النفطية المعتمدة والمتداولة.
وجراء هذا وبعد البهجة المقُطرة من الأمية المفرطة في المجال هذا، جاءت الحقيقة كفاجعة ولشدة وقعتها، مازال يجزم كثير أن العملية فيها احتيال على ثروة الغاز تلك مثل الذي حصل من قبل في اتفاقية الغاز، ويزداد الأمر تعقيداً مع التحليلات التي يرتجلها ممن يعتقدون أنفسهم أنهم يعرفون ويفهمون في الأمر كونهم يحملون شهادات جامعية، فيما الواقع يؤكد أنهم العكس.
استهجان
العام الماضي وتحديداً أواخر النصف الأول من العام، عمدت قناة أميركية إلى بث تقرير، عن وجود بحيرات من الغاز في محافظة الجوف تجعل من اليمن صاحبة ثالث مخزون احتياطي عالمي، وكان المهتمين بالموضوع قليلون، ثم عمدت قنوات أخرى إلى نشر تقارير ذكرت نفس الشيء.
وعلى الرائحة أجتهد كثير لنشر تحليلات، حول تكالب قوى الصراع للتفرد بالسيطرة على المنطقة، والجثم على بحيرات الثروة الغازية، وأواخر العام الماضي، وضمن الإعداد لحلقة تلفزيونية عن ثروات اليمن المنهوبة، بثتها قناة السعيدة في برنامجها "ملفات مفتوحة" الذي يقدمه الزميل/ جمال حيدرة، رتب القدر فرصة للالتقاء بالخبير النفطي اليمني د/ محمد الزوبه.
وأثناء الاستفسار عن حقيقة تلك البحيرة، لم يتمالك د/ الزوبه نفسه من الضحك، ومن ثم القول: إنها كذبة، ومن العيب الاستخفاف بالمواطن اليمني، مؤكداً أنه من أكثر المدركين والمتابعين، لمثل تلك الأمور، وأستهجن التداول والترويج لذلك، كونه لم يتم أي دراسات أو مسوحات أو عمليات استكشافية، وإن كان تم فكيف تم ومتى ولماذا لم يُعلن عنه، ومن الذي قام بذلك، وهذا مستبعد كحقيقة لا جدال عليها، انطلاقاً من منظومة الهندسة النفطية، التي يعتمد عليها العالم أجمع، وحينها قال د/ الزوبة إن وزارة النفط تكذب على الشعب في إعلانها عن استكشافات جديدة، لأنها غير قادرة على إدارة الموجود.
تشغيل وهمي
ونقلاً عن وسائل إعلامية يمنية تداولت أواخر العام الماضي، أن خبير نفطي يمني، أكد أن اليمن تمتلك مخزوناً نفطياً كبيراً على غرار المملكة العربية السعودية، وأشار إلى قيام شركة صافر بتشغيل وهمي بمحافظة مأرب منذ سنوات.
الخبير النفطي م/ عبدالله عبدالملك نصر الجماعي، جرى الاستغناء عنه من قبل شركة صافر، منذ أعوام، وكان مشرف منشأة أسعد الكامل والوحدة المركزية في صافر، ونظير كبير القائمين بأعمال التشغيل النفطي لمرافق الإنتاج المختلفة في محافظة مأرب مع شركة هنت سابقاً، قال هذا الخبير أن الحقيقة النفطية في أرض مأرب بأبعادها التاريخية المترسبة على خلفية العمليات النفطية المستمرة في منشأة صافر، كما نشر "موقع الأهالي نت" أواخر العام الماضي سلفاً عن خلف من خلال شركة يمن هنت وامتدادها إدارة شركة صافر تكشف سيناريو إخفاء إنتاج أعمال الحفر والاستكشافات النفطية التي تفاجأ بها الخبراء في قطاع(18) أرض مأرب خلال(90 1991م).
المهندس الجماعي يعمل حالياً نجار خشب في إحدى الورش بأمانة العاصمة، يحمل شهادة بكالوريوس هندسة تكرير نفطي فرعي في الرياضيات الجيولوجية من جامعة التعدين الأميركية بولاية كولورادو الأميركية، ويؤكد هذا المهندس أن هناك أبعد مما ذكر سابقاً، وهو لجوء السعودية عبر الشركات النفطية التي تعمل في المناطق المتاخمة للأراضي اليمنية تعمد إلى إتباع أساليب لرفع طاقاتها الإنتاجية، وأن الحاصل في صافر تشغيل وهمي، ولو جرى تصحيح ذلك قد يوازي إنتاج اليمن إنتاج السعودية.
الطريق إلى صافر
تمام السادسة فجراً ليوم الخميس ال(27) من فبراير، تسللت من الخيمة التي أتخذ منها سكن في ساحة التغير أمام الجامعة الجديدة، في رحلتي "الطريق إلى صافر"، وبالقرب من جولة النصر "كنتاكي سابقاً" تحسست ملابسي، وتذكرت أني منحت ما كنت أذخره للمواصلات إلى مقر شركة صافر في حدة، لأحد الزملاء لم يتناول أي وجبة منذ اليوم الأول.
وبعد ساعة وسبعة وثلاثين دقيقة من السير المتواصل والسريع وصلت الشركة وكان الباص قد غادر نحو المطار، وهمس شاب يعمل ضمن طاقم الحراسة اصعد إلى الغرفة التي فوقنا فوق مدخل البوابة وأطلب من عبدالعزيز أن يدبر لك حل وفعلت ذلك وكان عبدالعزيز ذو الخمسة عقود من العمر، والنحيف الجسم منشغلاً بمكالمة انتهى منها وعرف الأمر وطلب من أحد السائقين أخذ باص تابع للشركة واللحاق، إلا أن الباص كان معطل، وعندما رأى لم يتحرك هبط وجرب تشغيل الباص دون جدوى، وصعد غرفته ليرمي بمفتاح سيارة لاند كروزر تحمل لوحة إدخال جمركي وطلب من السائق التحرك بسرعة100كم بالساعة، لندرك الرحلة وأمره أن يوصلني إلى القرب من مدرج إقلاع المروحية.
طوال الطريق لم أرغب أن أنظر إلى مربع الوقت وكان يساورني إحساسي أنه ليس لي نصيب، ومدخل مدرج المروحية، توقفت السيارة وهبطنا، وكانت الساعة الثامنة والثانية عشر دقيقة، سأل الحارس في البوابة هل تحركت المروحية، وأجابه لم تتحرك ، أخبره السائق أني صحفي ومرر إجراءات الدخول سريعاً وكان الزملاء يتجهون نحو المروحية التي كانت في الانتظار، وصعدنا سوية.
ابتلع نفسي لإخفاء وجع الروح
المضيفة الشابة ذات الهيئة الجميلة، طلبت ربط الأحزمة، كإجراء سلامة لمن في المروحية، التي انطلقت مسافة لترتفع بعد ذلك ما يقارب ثلاثين ألف قدم عن الأرض منطلقة نحو صافر وليس الجوف كما كان تم تداول الحديث عنه، وطوال ثلاثين دقيقة كان كل من في المروحية مبتهج، وأنا أبتلع نفسي لإخفاء وجع الروح، وتكاثف ذلك أكثر وسط تصاعد حدة تسويق المجاملات والثناء، بحثاً عن كسب ود ..إلخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.