ربما يشهد العالم العديد من الملوك ولكن عالم كرة القدم يشهد "ملكا" واحدا فقط هو إديسون أرانتيس دو ناسيمينتو المشهور باسم بيليه. وما زال "الجوهرة السوداء" بيليه أسطورة على قيد الحياة لكل من يعشق كرة القدم وعلى الرغم من كل الأحداث المثيرة للجدل والتي شهدتها حياة هذا النجم بسبب تعليقاته السياسية وملاحظاته المتعلقة بالرياضة، وقال المهاجم البرازيلي المعتزل روماريو :"عندما يحتفظ بهدوئه ، يكون بيليه شاعرا". ولكن أشهر تعليقات روماريو أظهرت أن بيليه ما زال ملحمة لا يمكن المساس بها على الأقل في البرازيل نظرا لسجله الهائل في مسيرته الكروية وخاصة ال1283 هدفا التي سجلها خلال هذه المسيرة وخمسة ألقاب عالمية حصدها منها ثلاثة ألقاب في بطولات كأس العالم مع المنتخب البرازيلي ولقبان في بطولة كأس إنتركونتيننتال مع ناديه سانتوس البرازيلي. وقدم بيليه مسيرة كروية رائعة لا يمكن التشكيك فيها حيث لا يزال يحظى بالتقدير والإشادة من الجميع رغم مرور نحو أربعة عقود على اعتزاله اللعب، وكان أحدث تكريم ناله بيليه عندما حصل على "الكرة الذهبية" الفخرية من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في يناير الماضي. وقال بيليه لدى تسلمه الجائزة :"هذا يمنحني الفرصة لاستكمال خزانة كؤوسي"، وينتظر أن تنضم هذه الجائزة إلى 2300 قطعة في متحف بيليه الذي أنشئ في وسط مدينة سانتوس. واعترف المهندس المعماري ني كالداتو المسؤول عن مشروع هذا المتحف بأنه اندهش من الشعبية التي يحظى بها بيليه حتى الآن حتى رغم أن مسيرته الكروية كانت في وقت غاب فيه عنصر التسويق الذي يلعب الدور الرئيسي والجوهري في مسيرة النجوم حاليا، وصرح كالداتو:"عندما ينزل إلى الشارع، يكون هناك شيء جنوني : أعداد كبيرة من المواطنين يتجمعون حوله... ويحدث هذا رغم أنه لم يعد لاعبا يمارس اللعبة مثل النجمين الحاليين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو. يحظى باهتمام إعلامي يدهش الجميع"، ورغم هذا، لا يبدو بيليه بمنأى عن الانتقادات وخاصة بسبب مواقفه السياسية التي اتخذها عبر حياته. وقال المعلق والناقد الرياضي البرازيلي الشهير جوكا كفوري :"كان بيليه واحدا من عدد قليل فقط من المواطنين البرازيليين الذين كان يمكنهم التمرد ضد الديكتاتورية ولكنه لم يفعل أبدا". وفي الوقت الذي انتقد فيه لاعبو كرة قدم مثل سقراطس الحكم الديكتاتوري في البرازيل، والذي امتد من 1964 إلى 1985 ، وقف بيليه في صف المطالبين بإجراء انتخابات مباشرة خلال نظام الحكم العسكري موضحا أن "الناس لا يعرفون كيف يصوتون"، والأكثر من هذا ، أثار بيليه ضجة هائلة عندما عارض الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في البرازيل خلال تموز/يوليو 2013 على هامش استضافة البلاد لكأس القارات الماضية. ودعا بيليه المشجعين إلى "نسيان كل التوتر السائد في الشوارع" والتركيز في تشجيع المنتخب البرازيلي، وبعدها بأيام قليلة ، وبعد الانتقادات العنيفة التي وجهت إليه ، لجأ بيليه لتغيير وجهة نظره وقال "إنني أساند هذه التحركات. كنت دائما في صف الناس. الشيء الوحيد الذي طلبته هو ألا يهتف الناس ضد المنتخب البرازيلي". ورغم هذا، انتقد بيليه الاحتجاجات مجددا وذلك في كانون ثان/يناير الماضي. وقال :"إنني ، بكل صدق ، أشعر بالقلق من كل هذه الاحتجاجات. لدينا أحداث رائعة يمكنها أن تملأ بلدنا بالسائحين وتجلب المنافع والفوائد. والبرازيليون أنفسهم هم من يفسدون هذا الحفل". وفي أبريل الماضي، وقبل شهرين فقط من انطلاق فعاليات المونديال البرازيلي، أثار بيليه دهشة الجميع من خلال تعليقه على العمال السبعة الذين لقوا حتفهم خلال أعمال الإنشاءات في استادات كأس العالم بالبرازيل، ووصف بيليه وفاة عامل في الثالثة والعشرين من عمره لسقوطه من ارتفاع ثمانية أمتار خلال تركيب مدرجات مؤقتة في استاد كورينثيانز في مدينة ساو باولو بأنه شيء "عادي"، ويشهد هذا الاستاد المباراة الافتتاحية للبطولة، وقال بيليه :"هذه هي الحياة.. كان حادثا وما من شيء مروع". ويفقد بيليه مكانته "كملك" عندما يتطرق الأمر للتوقعات والتكهنات في كرة القدم. وعلى مدار العقدين الماضيين ، كانت لبيليه عدة توقعات خاطئة فيما يتعلق ببطولات كأس العالم، ففي 1994، على سبيل المثال، قال بيليه إن المنتخب الكولومبي هو المرشح للفوز بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة ولكن الفريق سقط في الدور الأول (دور المجموعات) للبطولة وودع المونديال مبكرا، وفي 2002 ، تنبأ بيليه بأن يجمع النهائي بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا وأن المنتخب البرازيلي لن يعبر الدور الأول للبطولة التي استضافتها كوريا الجنوبية واليابان بالتنظيم المشترك، ولكن المنتخبين الأرجنتيني والفرنسي ودعا البطولة من الدور الأول بينما توج المنتخب البرازيلي باللقب ليكون الخامس له في بطولات كأس العالم، وبعد هذه الأخطاء في التوقعات، يحاول بيليه أن يكون الآن أكثر حذرا بالنسبة لتوقعاته الخاصة بالمونديال البرازيلي المقرر منتصف هذا العام. وعندما أصر المراسلون على أن يدلي بيليه بتوقعاته، قال الجوهرة السوداء إنه يأمل في وصول المنتخب البرازيلي لنهائي البطولة وأكد أن أقوى منافسيه هما أسبانياوألمانيا، وفجر هذا التصريح رد فعل تهكميا من المدرب لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي، وقال سكولاري "إذا قال بيليه إن ألمانيا هي المرشحة الأبرز ، يزيد هذا ثقتي في البرازيل لأنه عندما يقول بيليه شيئا فإنه لا يحدث". عناوين الصور بيليه ما زال ملحمة لا يمكن المساس بها على الأقل في البرازيل نظرا لسجله الهائل في مسيرته الكروية وخاصة ال1283 هدفا التي سجلها خلال هذه المسيرة وخمسة ألقاب عالمية حصدها منها ثلاثة ألقاب في بطولات كأس العالم مع المنتخب البرازيلي ولقبان في بطولة كأس إنتركونتيننتال مع ناديه سانتوس البرازيلي. قدم بيليه مسيرة كروية رائعة لا يمكن التشكيك فيها حيث لا يزال يحظى بالتقدير والإشادة من الجميع رغم مرور نحو أربعة عقود على اعتزاله اللعب. وكان أحدث تكريم ناله بيليه عندما حصل على "الكرة الذهبية" الفخرية من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في يناير الماضي