شبَّ حريق هائل ظهر يوم أمس الجمعة بمركز التحرير التجاري وسط مدينة تعز.. وقال شهود عيان: إن الحريق اندلع في الطابق الأرضي للمركز فيما كان عددٌ من العاملين فيه يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الكائن في الطابق الثالث للمبنى دون معرفة الأسباب الحقيقية للحريق. وكانت قوات الدفاع المدني تساندها وحدات الإطفاء في مصانع القطاع الخاص قد هرعت إلى المكان ولم تتمكن من الدخول إلى موقع الحريق بسبب كثافة الدخان المتصاعد وظلت على مدى ساعات توجه مدافع المياه من عدة مداخل لموقع الحريق. كما فرضت قوات عسكرية وأمنية طوقاً أمنياً على مداخل ومخارج المبنى وقطعت الشوارع المجاورة وأطلقت الأعيرة النارية الخفيفة والثقيلة في الهواء لتفريق المواطنين المحتشدين. ويتكون الطابق الأرضي للمركز من 44 محلاً تجاريا وما يقارب 56بسطة لبيع الملابس والإكسسوارات حيث قُدِّرت الخسائر المادية بالملايين.. وفيما لم تتضح الأسباب الحقيقية للحريق رجَّحت مصادر للصحيفة أن يكون السبب نتيجة ماس كهربائي إلا أن عدداً من أصحاب المحلات المجاورة لم يستبعدوا أن يكون ناتجاً عن اشتعال مواد بترولية. من جانبه قال عبد الله محمد اليوسفي صاحب ثلاثة محلات للملابس الجاهزة: الكهرباء كانت طافية عند اشتعال الحريق وكنا نؤدي صلاة الجمعة في المسجد ولا نعرف إن كان الحريق تم بفعل فاعل أم لا. وأكد اليوسفي أن الدفاع المدني وصل إلى المكان عقب صلاة الجمعة فيما كان الحريق قد اشتعل في معظم المحلات. من جانبه أكد العميد/ مطهر الشعيبي مدير عام شرطة تعز في اتصال هاتفي مع الصحيفة أن سبب قوة الحريق يعود إلى وجود كميات كبيرة من البنزين والديزل المخزونة والتي كان يحتفظ بها أصحاب المحلات التجارية بهدف تشغيل المولدات الكهربائية أثناء الانقطاعات الكهربائية وأشار إلى أن الدفاع ظل يسعى جاهداً لإخماد الحريق حتى ساعة كتابة الخبر في السادسة مساء ،وحذّر المواطنين وأصحاب المحلات التجارية من تخزين المواد البترولية لما لها من مخاطر كبيرة وطالبهم بالأخذ بوسائل السلامة, لافتاً إلى أنه لا توجد معلومات دقيقة عن أسباب الحريق وأن الأجهزة الأمنية ستشرع بإجراء التحقيقات عقب السيطرة الكاملة عليه. من جانبه قال العقيد/ أحمد عوض العسيق مدير الدفاع المدني والإطفاء بمحافظة تعز إنه تم السيطرة على الحريق بعد ست ساعات من اشتعاله وإن ذلك تم بجهود المواطنين والدفاع المدني ووحدات الإطفاء بمجموعة هائل سعيد والمطار, مشيراً إلى أن هذا الحريق هو الأول من نوعه في محافظة تعز؛ نتيجةً لوجود كميات من البنزين والديزل ومولدات الكهرباء التي سببت انفجارات متلاحقة حالت دون إخماد الحريق بوقت قصير. وأكد أن الحريق أودى بحياة شخص يعمل في المركز التجاري ويُدعى محمد الصوملي وُجِدت جثته متفحمة في بداية السُّلم المؤدي إلى المركز, فيما أُصيب أربعة من الدفاع المدني ووحدات الإطفاء في القطاع الخاص, إضافة إلى إصابة عدد من العاملين بحالة اختناق وإصابات طفيفة تم نقلهم على إثرها إلى المستشفى, مشيداً بتعاون المواطنين وأصحاب "وايتات" الماء. ورأى بأنه لولا تعاون سائقي شاحنات الماء مع رجال الإطفاء لفشلت عملية إخماد الحريق, وانتقد ما أسماه عدم تجاوب مؤسسة الكهرباء التي حضرت إلى موقع الحادث بعد ساعتين من اندلاع الحريق, إضافةً إلى عدم تجاوب مؤسسة المياه في تزويد الدفاع المدني بالمياه مما اضطرهم إلى جلب المياه من منطقة الضباب والمطار, لافتا إلى أن أسباب الحريق ناتجة عن تماس كهربائي, محذراً في الوقت ذاته من استخدام ال"بدرومات" كمراكز تجارية؛ كونها تفتقر إلى نوافذ للتهوية وتعيق عملية السيطرة على الحرائق حال اشتعالها حد قوله. وأشارت مصادر إلى أن عشرات "الوايتات" شاركت في عملية إطفاء الحريق وأن عربة الإطفاء الوحيدة بتعز حضرت بدون ماء لتطالب المواطنين بالماء للمشاركة في إخماد الحريق!. إلى ذلك وجَّه محافظ تعز شوقي أحمد هائل بالتحقيق مع مُلاك مركز التحرير التجاري الذي تعرض ظهر أمس الجمعة لاندلاع حريق هائل تسبب في وفاة شخص وتضرر أكثر من 50 محلاً تجارياً و60 بسطة بحسب التقديرات الأولية وذلك لعدم التزامهم بتوفير وسائل السلامة وقيامهم بالتأجير العشوائي .. كما وجَّه المحافظ بتشكيل لجنة برئاسة أمين عام المجلس المحلي وعضوية عدد من الجهات المختصة للنزول الميداني؛ للاطلاع على حجم الأضرار ومعرفة ملابسات الحادثة وتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين. ووجَّه المحافظ شوقي مكتب الأشغال وإدارة الدفاع المدني بالنزول الميداني الى المراكز التجاري في المدينة للتأكد من مدى توفر وسائل السلامة في تلك المراكز تفادياً لعدم لتكرار حوادث أخرى مماثلة "لا قدَّر الله ".