صنعاء القديمة ذلك المعلم التاريخي والتراثي منذ القدم ، الذي يتبوأ مكانة خاصة في قلوب العالم أجمع, الذي يأتون اليها فتدهشهم روعة المدينة ومعالمها وتاريخها الذي لا يزال إلى الآن, فاختارتها اليونسكو لأن تكون في قائمة التراث الإنساني.. فجأة أصبح الاهمال والنشاط العمراني العشوائي يسود مدينة صنعاء القديمة التي يرى فيها سكانها جوهرة لا مثيل لها من خلال استحداث مبانٍ حديثة؛ الأمر الذي يُفقدها رونقها ومكانتها وعبقها... تلك المخالفات الفنية التي تغص بها المدينة، والتي مثلت استحداثات غيّرت الصورة التي دخلت بها المدينة قائمة التراث العالمي، مثل تجاوز طوابق كثير من المباني العدد المسموح به واستحداث مبانٍ اسمنتية، مثلت خروجاً صارخاً على النمط المعماري للمدينة. بالإضافة إلى قيام البعض بتركيب أبواب حديدية مكان الأبواب الخشبية، وتظهر الملصقات الدعائية على الجدران بشكل لافت، إضافة إلى انعدام النظافة وعدم تنظيم الحركة المرورية وعشوائية توصيل الخدمات كالماء والكهرباء وافتقاد الأسواق للتنظيم الذي كانت عليه، وتصدُّع كثير من المباني وتهدم بعضها. سكان صنعاء القديمة لا يستطيعون ترميم مبانيهم ولا فعل أي شيء والدولة تعطيهم وعودا فارغة أي أنه لا يوجد أي اهتمام، ولا حياة لمن تنادي والمنازل القديمة مهددة وبحاجة إلى ترميم, خصوصاً مع قدوم موسم الأمطار التي ربما ستتسبب في هدم بعض المنازل؛ الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود من الجهات المختصة ومن المواطنين أنفسهم بعدم تشويه صورة المدينة الحضارية وإزالة التشوهات التي طالتها ،ومساعدة أبناء المدينة على إعادة ترميمها.