انتفضت تعز يوم أمس في مسيرات جماهيرية غاضبة جابت عدداً من شوارع المدينة عقب صلاة الجمعة رفضاً لما وصفته "بالانقلاب" الذي قادته جماعة الحوثي على الشرعية الدستورية والثورية. ورددت الجماهير هتافات غاضبة أكدت رفضها لأي سلطات غير شرعية ترفض نفسها بقوة السلاح, معلنة عن بدء تدشين مرحلة ثورية جديدة من النضال السلمي في وجه "الانقلاب" والوقوف أمام المخططات التي تسعى إلى مصادرة الدولة والسلطات الشرعية للشعب.. وكانت حشود كبيرة من الثوار قد أحيت بساحة الحرية جمعة "ضد الانقلاب" وحملت الحشود من أسمتهم " بالانقلابيين" مسئولية تمزيق اليمن وتشظيه, ورأت بان قرار هادي والحكومة بالاستقالة جاء في وقت متأخر وفي مرحلة غامضة ستدخل اليمن بعدها في فراغ دستوري, ولفتت في ذات الوقت إلى أن هذا القرار سيعري جماعة الحوثي وسيجعلها في مواجهة الشعب. ودعت الحشود كافة اليمنيين إلى النزول إلى الساحات وإعادة اللحمة الثورية رفضاً لما يقوم به الحوثيون من أعمال تقّوض مشروع بناء الدولة حتى يكتمل التحول السياسي وبناء المؤسسات الضامنة للحقوق. واعتبرت الحشود أن المشاركة في أي مجلس قد تعلنه جماعة الحوثي من أي جهة كانت يعد خيانة وطنية, وأكدت على رفضها لأي قرارات تصدر من صنعاء داعية إلى تشكيل مجلس ثوري لإدارة المرحلة الحالية. وكان بيان صادر عن أحرار وثوار تعز ناشد الرئيس هادي والحكومة بالعدول عن استقالاتهم وعدم الرضوخ لأي ابتزاز من أي جماعة مسلحة, وطالبوا بإعلان إقليم الجند وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني, ودعوا السلطة المحلية والأمنية بتعز إلى رفع اليقظة والاستناد في قراراتها لمسئولياتها الوطنية وخيار أبناء المحافظة وعدم تقبلها لأي قرارات من أي سلطة غير شرعية. من جانبه أشار خطيب الجمعة بساحة الحرية توفيق عبد الملك إلى أن قوى "الانقلاب" تسعى إلى أن تعود باليمن إلى مستنقع الاستبداد ومملكة السيد والعبد وتريد أن تصادر شرعية 11فبراير. العودة إلى الساحات وقال الخطيب" الحوثيون لا يعرفون الثوار جيدا ولم يكونوا قريبين من الثورة ولا يقدرون تضحياتها ولم يشاركوا في ملاحمها البطولية, فبينما كان شباب اليمن يثورون في صنعاء ويقدمون الشهداء كانوا هم نائمين في مخيمات الاعتصام وحين كان الثوار يتمددون بمسيراتهم على ساحات الجمهورية كانوا يتمددون هم بحروبهم في صعدة والجوف وحجة بفرض السيطرة والهيمنة. وأضاف" من يقودون "الانقلاب اليوم" هم قادمون من أدغال التاريخ وسراديب الظلام لا يعرفون إلا تاريخ الحروب ولا يعرفون بأن زمن الانقلابات قد ولى وأن العصر هو عصر الشعوب". وفي ذات السياق أدت حشود ثورية مماثلة بشارع جمال صلاة جمعة "رفضا للانقلاب" وحمّل خطيبها نشوان الحاشدي قيادات المشترك جزءاً من المسئولية فيما آلت إليه الأوضاع. ودعا أعضاء المشترك إلى رمي بطائق أحزابهم والعودة إلى الساحات, وسرعة إعلان إقليم الجند واستقلاله مادياً وإدارياً وأمنياً. وبعد صلاة الجمعة خرجت مسيرة حاشدة من ساحة الحرية باتجاه شارع جمال وسط المدينة والتحمت بالحشود هناك واتجهت المسيرة بعدها إلى مبنى المحافظة. إملاءات وقرارات صنعاء من جانبها أصدرت منظمة الحزب الاشتراكي في تعز بياناً أدانت من خلاله ما أسمته بالعملية الانقلابية على العملية السياسية في اليمن الذي قادته جماعة الحوثي ودعت الأطراف السياسية وقوى 11فبراير إلى اجتماع طارئ لتدارس الأوضاع. وحملت جماعة " أنصار الله" المسئولية الكاملة عن تداعيات ما حدث باعتبارها القوة الممسكة بزمام الأمور منذ 21سبتمبر وحثت السلطة المحلية بالمحافظة على عدم الاستجابة لأي إملاءات أو قرارات تصدر من العاصمة صنعاء, وطالبت جميع مكونات تعز بتحمل مسئولياتها في تجنيب المحافظة الصراع المسلح. كما دعت أبناء اليمن كافة إلى الخروج الكثيف والرافض للانقلاب ومواجهة المشروع الالتفافي على الثورة, مطالبةً جميع أعضائها وكوادرها المنتمين إلى الحزب بالمشاركة والالتحام مع جماهير الشعب. وأدانت محاصرة المجاميع المسلحة التابعة للحوثيين لمنزل الدكتور محمد المخلافي نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي .
