اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز الأميركية" استيلاء جماعة الحوثيين المسلحة على العاصمة اليمنية، الذين يُعتقد أن إيران تمولهم- اعتبرت أنه يهدد بحدوث مزيد من زعزعة الاستقرار في اليمن، الذي تُعتبر حليفاً مهما للولايات المتحدة في الحرب ضد القاعدة، كما تلقي بظلال الشكوك على العمليات الأميركية لمكافحة الإرهاب في اليمن. الحكومة السابقة- بقيادة عبد ربه منصور هادي- دعمت هجمات الطائرات بدون طيار الأميركية ضد تنظيم القاعدة، في حين يعارض الحوثيون تلك الهجمات، مما يثير المخاوف من أن القاعدة سوف تستفيد من الاضطرابات السياسية. وقالت الصحيفة إن تصريحات صالح الصماد، الذي أبدى استعداده غير الاعتيادي لإجراء مقابلة صحفية مع صحيفة أميركية، إن ذلك يشير إلى أن الحوثيين قلقون من أي تراجع عن الموقف الذي اتخذوه يوم الجمعة الماضي، عندما أعلنوا عن خطة من جانب واحد لتشكيل حكومة جديدة، منوهة إلى أن الصماد أشار إلى أن الإعلان الدستوري ليس مفتوحا للنقاش، لكنه قال- في إشارة إلى خطة حكم الحوثيين- "كل التفاصيل هي مفتوحة للتفاوض". وقال الصماد: إن المجلس الوطني، المقرر أن يكون عدد أعضائه 551 عضوا، قد يشمل أعضاء مجلس النواب الحالي الذين يبلغ عددهم نحو 300، مع ضم الحوثيين والحراك الجنوبي والأحزاب الصغيرة والمجموعات النسائية ومن ليس له تمثيل في مجلس النواب الحالي. نظرا إلى تصريحات أحزاب سياسية أخرى، قال الصماد: "يجري الآن التفاوض ومعظم الأحزاب على استعداد للقبول بذلك.. أنصار الله لا يريدون أي شيء أكثر من الشراكة وليس السيطرة. لم يكن هذا انقلابا". وأنصار الله هو الإسم الرسمي لحركة الحوثيين المسلحة. وأضافت الصحيفة: أخذ الصماد جهدا ليقول إن الحوثيين يريدون إقامة علاقات طبيعية مع الولاياتالمتحدة والدول الأخرى.. وقال إنه لم يتعرض أي دبلوماسي لأذى منذ سبتمبر، وهي الفترة التي سيطر فيها الحوثيون على العمليات الأمنية في صنعاء، مضيفا بقوله: "نحن لسنا ضد البعثات أو الأفراد أنفسهم، إنما نحن ضد السياسات التي تعتمدها أميركا". ومع ذلك، قال دبلوماسي غربي- الذي طلب عدم الكشف عن هويته للحساسية الدبلوماسية- إن الهجوم على سيارة السفارة الأميركية في 19 يناير عند نقطة تفتيش للحوثيين لم يكن أسوأ كثيرا مما كان معروفا في السابق. وقال الدبلوماسي الغربي- الذي اطلع على حيثيات الهجوم- إن السيارة المصفحة تعرضت ل87 طلقة من أسلحة رشاشة، لكن درع السيارة صمد أمام الهجوم، وتمكن اثنان من الدبلوماسيين الذين كانوا بداخلها من الفرار والنجاة. لكن الدبلوماسي قال: "الأميركيون غاضبون". يقول الصماد إن الحوثيين لم يكن أمامهم من خيار إلا الإعلان عن صيغة حكم من أجل إجبار الأطراف الأخرى على التفاوض. وقال الصماد: "شعرنا أن المعارضة تريد إضاعة الوقت حتى يوجهوا اللوم إلينا بشأن أي فوضى تحدث". وكان هادي قد عين الصماد مستشارا رئاسيا عندما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي. ويُعتبر الصماد القيادي الثاني من حيث الأهمية السياسية بعد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، الذي نادرا ما يغادر معقله في محافظة صعدة شمال اليمن. يقول الصماد إن هادي لا يمكن أن يعود إلى السلطة لأنه استقال بإرادته. وقال مسؤولون حكوميون وكذلك مستشارون لهادي إن هادي يخضع للإقامة الجبرية. لكن الصماد قال إن مسؤولين حوثيين يحرسون هادي من أجل سلامته الخاصة، بما فيها حمايته من متشددي القاعدة الذين قد يرغبون في الانتقام منه بسبب دعمه للولايات المتحدة. وقال الصماد: "إنها لحمايته.. لكنه حر في استقبال الزوار, الدبلوماسيون كانوا قادرين على رؤيته". وقال الصماد إن الحوثيين يريدون يمنا يتمتع بعلاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة والدول الأخرى، شريطة احترام سيادته. شعار المسلحين الحوثيين، الذي يهتفون به في مسيراتهم ويطبعونه على الجدران في صنعاء، يتضمن عبارة "الموت لأميركا".. يقول الصماد: "هذا لا يعني الإشارة إلى إيذاء الشعب الأميركي. إنه مجرد شعار".