لم نكن بحاجة إلى دورة هذا العام من "الجائزة العالمية للرواية العربية - البوكر" لنتأكد من صواب رأينا فيها وتصوّراتنا حولها. مع إعلانها، امس الجمعة، القائمة القصيرة للأعمال المرشّحة لنيلها، وأسماء أعضاء لجنة تحكيم دورتها لهذا العام، تقوم الجائزة بما يشبه إعادةً لحلقة مكررة حفظها المعنيّون بالشأن الثقافي العربي في السنوات الأخيرة. كلّ عام، تعود الجائزة لتخيّب حتى أكثر المتفائلين بها. كل سنة جديدة في عمر "البوكر" لا تعني تحسيناً لصورتها وتلافياً لعيوبها، كما قد يكون شائعاً، بل تمرّساً أكبر في الخفّة وفي التراجع أكثر إلى الخلف. في وقت سابق من اليوم إذاً، أعلنت الجائزة - من "المعرض الدولي للنشر والكتاب" في الدار البيضاء - أسماء الأعمال التي تتشكل منها قائمتها القصيرة. وضمّت القائمة ست روايات هي "حياة معلّقة" لعاطف أبو سيف (فلسطين)، "شوق الدرويش" لحمّور زيادة (السودان)، "الطلياني" لشكري مبخوت (تونس)، "ممر الصفصاف" لأحمد المديني (المغرب)، "ألماس ونساء" للينا هويان الحسن (سوريا)، و"طابق 99" لجنى فواز الحسن (لبنان). الأسماء المختارة، إذا ما استثنينا عملاً أو اثنين منها؛ لا توحي بما يمكن أن يسمّى "صفوة" الروايات العربية المنشورة في السنة الأخيرة، ولا حتى مختارات من أفضلها. وقد يُردّ هذا الخيار إلى طبيعة لجنة التحكيم التي لا نعرف الكثير عنها وعن علاقتها بالأدب والرواية، إذا ما استثنينا رئيسها لهذه الدورة، الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي. إلى جانب هذا الأخير، ضمت اللجنة كلاً من المقدّمة الإعلامية البحرينية بروين حبيب، والمصري أيمن أحمد الدسوقي، والعراقي نجم عبدالله كاظم، وكذلك المستعربة اليابانية كاورو ياماموتو، التي تفيد سيرتها بأن أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه تناولت شعر الصعاليك ما قبل الإسلام. وقد اختيرت هذه القائمة القصيرة من بين الروايات ال16 للقائمة الطويلة التي كانت أُعلنت في الشهر الماضي، وهي القائمة التي اختيرت من 180 رواية مرشحة للجائزة من 15 بلداً تم نشرها خلال الأشهر ال12 الماضية. كما جرى تحديد يوم الأربعاء 6 أيار/ مايو 2015 للإعلان عن اسم الفائز بالجائزة في احتفال يقام في أبوظبي عشيّة افتتاح "معرض أبوظبي الدولي للكتاب".