في ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه تعز نتيجة الحرب.... من حديقة الحيوان بتعز، صرخ الحيوان من معتقله ايها المتصارعون انا جائع، اطمعوني فطعامي لن يكلفكم يومياً الا قيمة قلة ما تطلقونه من فوهات المدافع، الحزن والجوع والحيرة تلحنه العصافير، الغضب واللعنة على المتحاربين يخرج من حناجر الاسود بكل زئير، يداعبهم الموت من خلف الاقفاص ينظرون بحزن الى الخارج ينتظرون المصير. حيوانات اعتقلت من اجل سعادة الاطفال مقابل قليلا من الطعام، وجدت نفسها فجاءة تموت جوعا في معتقلاتها دون ذنب، تفكر حائرة عن وحشية البشر واصوات انفجارات الحرب، تتساءل ما الذي يحدث بالخارج لهذا الشعب، ماتت بعضها جوعاً واخرى عاشت بفضل رحمة الرب. تداولت وسائل اعلامية مؤخراً صور لبعض مآسي الذي تعيشها الحيوانات في حديقة الحيوان بمحافظة تعز وسط اليمن، والذي تشهد معارك شرسة بين اطراف الصراع، كانت الصور فاجعة لكثير من الناس واظهرت بعض الاسود من شدة الجوع ظهرت هياكلهم العظمية. بعد الحملة التي شنتها وسائل الاعلام تعاطف الكثير مع الحيوانات الذي لا ذنب لها بالصراع وتموت بسببه، لاسيما وان هذه الحيوانات جلبت من الطبيعة للأقفاص بهدف الحفاظ عليها اولا ولخدمة السياحة ثانيٱ، وطبيعة الحرب الذي يصنعها البشر هددت حياة هذه الحيوانات دون اي ذنب يذكر. وقال مدير حديقة الحيوان "شوقي الحاج" بأن قلب كل إداري وكل موظف بالحديقة يتمزق حين يرى الحيوانات تموت وهو عاجز عن فعل شيء، ويوجه اتهامه للحرب بهذه المأساة الحيوانية وموت عدد من الحيوانات ويحكي قصة ما كان يحدث بعيدا عن انظار الناس. وأوضح الحاج أنه منذ بداية الحرب توقفت الإيرادات التي كانت تحصل عليها الحديقة من صندوق النظافة لتوقفه هو الآخر وعدم تحصيله أي إيرادات، لافتاً بأن إدارة الحديقة ظلت تتابع مستحقات تغذية الحيوانات واللقاحات والمبيدات الذي يعد انعدام احد منها تهديدا لحياة الحيوان. وقد تحمل الطرف المسيطر على منطقة الحوبان "انصار الله"-الحوثيين-مسؤولية تغذية الحيوانات والحديقة بضغط من مدير صندوق النظافة والتحسين المهندس" غازي على احمد "الذي طلب منهم تموين الحديقة من ايرادان سوق الجملة وكانوا يزودون الحديقة بطعام الحيوانات الذي لم يكن كافياً لجميع الحيوانات وهدد النظام الغذائي للحيوانات بسبب قلته، كما كانوا يحضرون خضروات من أرض سوق الجملة في التعاون للحيوانات التي تتغذى على الخضروات وبحال كانت الخضروات بحالة تلف تفقد قيمتها الغذائية إلا أنها كانت تفي بالحفاظ على حياة بعض الحيوانات. وأكد "الحاج" بأن الحيوانات افتقدت تماماً للرعاية الصحية لعدم وجود أدوية وتنصل الطرف المسؤول عن شراء لقاحات وأدوية ومبيدات حشرية ما تسبب بوفاة 3 أنواع من المهاء العربي النادر الذي كان يتواجد بالحديقة 3-6 مهاء من كل نوع ولم يتبق إلا واحد من كل نوع تقريباً وذلك بسبب حشرات القراد التي تمص الدم حتى يموت المهاء وله مبيدات، تم التنصل عن شرائها. أما النمور العربية النادرة فقد لفت الحاج الى وفاة 5منها من اجمالي 31نمراً عربياً والمتبقي 26 ويعود ذلك إلى الاهتمام الذي حظيت به النمور في الوضع المزري الذي كانت تعيشه الحديقة بهدف الحفاظ عليها لندرتها وأهميتها. أما عن الأسود فقد أشار الحاج بأن بعضها فارق الحياة، ولكن لازال يتواجد الكثير منها، منوهاً بأنها الأكثر تكلفة بالتغذية والأكثر عدداً ولازال يتواجد الكثير. وبحسب الحاج فإن الحيوانات الأخرى بخير وخسارة بعضها يمكن تعويضه بظل الرعاية والاهتمام. وأشار الحاج إلى أن الزيارة الأخيرة لمدير صندوق النظافة والتحسين المهندس "غازي علي أحمد" قد أثمرت، وقد اطلع على الوضع عن كثب ووجه بسرعة شراء اللقاحات والمبيدات والأدوية للحيوانات وقام بصرف مبالغ ماليةلتعزيز التغذية وشراء الأدوية واللقاحات، مشيراً إلى أنه قد تم شراء لقاحات من صنعاء وهي في طريقها إلى تعز كون معظم الصيدليات البيطرية مغلقه بتعز. وأشاد الحاج بتفاعل مدير صندوق النظافة والتحسين والضغط الذي مارسه لتحصل الحيوانات على غذائها ولقاحاتها، رغم مايعانية الصندوق من عجز مالي. وقد وعد مدير حديقة الحيوان" شوقي الحاج" بتقديم أفضل رعاية للحيوانات في ظل استمر الدعم الحالي وعدم وفاة حيوان آخر وتحسن وضعها الصحي جميعٱ.