منطقة العسكرية التابعة إدارياً ومالياً لمديرية حبيل الجبر يافع بمحافظة لحج، تعد واحدة من المناطق التي تعاني كثير من الحرمان في مختلف مجالات الحياة.. ورغم موقعها وما تمتاز به من نشاط تجاري واستثماري وكذا ماتشهده المنطقة من توسع عمراني، تفتقر العسكرية للكثير من الخدمات والمشاريع الخدمية عدا ماجادت به أيادي الخيرين المغتربين من أبنائها.. ويشكو الأهالي هناك من الإهمال وتجاهل الجهات الحكومية المعنية لمنطقتهم، أكان قبل الوحدة أو بعدها، كونها منذ زمن طويل وحتى اللحظة الراهنة لم تلامس أي مشروع من انجازات الثورة والوحدة بقدر ما أضحت غارقة في ظروف سيئة في شتى مجالات الحياة.. رغم المناشدات ومتابعة أبناء المنطقة للجهات المختصة.. لمعرفة ماتعانيه المنطقة من حرمان جائر في مختلف مجالات الحياة منذ زمن التقت صحيفة أخبار اليوم مع إحدى الوجاهات الاجتماعية هناك الشيخ/ فضل صالح عبد القوي.. وكانت الحصيلة.. *ماهي الخدمات التي تفتقر لها المنطقة حالياً؟ - لاشك أن المنطقة محرومة من ابسط مقومات العصر الحياتية، فعلى الرغم من موقعها المتميز وما تمتاز به من نشاط تجاري واستثماري وكذا ماتشهده المنطقة من توسع عمراني خصوصاً خلال عمر السنوات الأخيرة والذي يعد عصارة جهود ماجادت به أيادي أبنائها من المغتربين.. إلا أنها ومن المؤسف ظلت ومنذ زمن طويل وحتى اللحظة الراهنة لم تلامس أي مشروع من انجازات الثورة والوحدة بقدر ما أضحت غارقة في ظروف سيئة في شتى مجالات الحياة.. مثال على ذلك مشروع الكهرباء على الرغم من المتابعات المضنية للجهات الحكومية خلال السنوات الماضية إلا انه لم يستكمل أي لم يلقى طريقه إلى النجاح حتى يومنا هذا. *منذ أي عام بدأتم في متابعة مشروع الكهرباء وماهي المعوقات التي حالت دون نجاحه؟ -على الرغم من أن الكهرباء في الوقت الحالي مقطوعة منذ مايقارب العام على مناطق ردفان ويافع والضالع وذلك على خلفية الحرب المشئومة التي شنها المخلوع وحلفاؤه الحوثيين على الجنوب الحبيب إلا أننا نستبشر خيراً بعودتها إلى تلك المناطق خلال الأيام القادمة.. أما فيما يتعلق بمشروع كهرباء العسكرية نعم نظراً لما للكهرباء من أهمية في حياة الإنسان في عصرنا الراهن وفي سياق مايعانيه أطفال ونساء وشيوخ منطقة العسكرية التي يقارب عدد سكانها أكثر من 8000 نسمه من ويلات الحر الشديد وانتشار البعوض.. ولهذا لقد بدأنا بمتابعة إدخال التيار الكهربائي إلى المنطقة منذ العام 1998م حيث توجد لدينا عدة توجيهات رسمية، ابتداءً من محافظ محافظة لحج وعضو مجلس النواب في الدائرة إلى أن قمنا باستخراج توجيهات رسمية من رئاسة الجمهورية بتاريخ 25-8-2009م.. وكانت تلك التوجيهات موجهة إلى رئيس الحكومة والذي بدوره وجه وزارة الكهرباء والقاضية بتنفيذ مشاريع الكهرباء في مديريات ردفان ومن ضمنها منطقة العسكرية.. ووزارة الكهرباء وجهت بدورها هيئة كهرباء ومياه الريف بتكليف الوحدة التنفيذية باستكمال التنفيذ. هذا فضلاً عن أن هناك توجيهات سابقه من وزارة الكهرباء قضت أيضاً بتكليف الوحدة التنفيذية بربط التيار الكهربائي إلى بقية المناطق التي لم يدخلها التيار العمومي.. إلا أننا وبعد تلك الجهود وعمر هذه الفترة لم يصل إلى المنطقة سوى سبعين عمود وثلاثة مولدات وأسلاك وقد كانت عملية النقل والحفر والتنصيب وأجرة المهندس على حسابنا. وفي مايتعلق بالمواد المتبقية حالياً هي عدم وصول المواد المتبقية وهي خمسون عمود ضغط عالي وعوازل وأسلاك الشد وغيرها من المواد الخاصة بالربط وكذا عدم إرسال الفريق الفني. *هل توجد في المنطقة مباني حكوميه كالصحة والبلدية والتخطيط أم لا؟ -لاتوجد مباني حكومية خدمية كما ذكرت في سؤالك في هذه المنطقة حتى هذه اللحظة، فالمنطقة تفتقر إلى أبسط المرافق الخدمية مع العلم أننا قد خصصنا مايكفي من المساحات الكاملة لإقامة مثل تلك المباني عليها. إلا أنه لم يتم في واقع الحال إنشاء وحدة صحية أو مركز صحي ولا مركز للأمومة والطفولة وغيرها من المباني المتصلة بتقديم الخدمات الحياتية الهامة التي نحن بأمس الحاجة إليها في الوقت الحالي. *ماذا عن سير العملية التعليمية في هذه المنطقة؟ -لاشك أن معانات التعليم في هذه المنطقة كبيرة ومنذ زمن طويل حيث كان لايوجد في المنطقة إلا ستة فصول دراسية قديمة ومتهالكة، وهذه الفصول لاتستوعب أبناء المنطقة إلا إلى الفصل السادس ابتدائي دون طلاب الإعدادية والثانوية، مما كان يجبر أولادنا للذهاب إلى منطقه مجاورة سيراً على الأقدام مايقارب ساعتين.. وحين تغلبنا على جزء من مشكلة التعليم في المنطقة بعد موافقة الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي قام مشكوراً ببناء مدرسة وبمساهمة المجتمع في مقدار 5% من القيمة الإجمالية للمبنى المكون من سبعه فصول. إذا بنا نتفاجأ ونجد أنفسنا أمام مشكلة جديدة وهي مشكلة نقص المعلمين في المدرسة مع حاجة المنطقة لتوفير الفصول التي تلي الصف السادس الابتدائي، مما يجعل قيمة وجود المبنى في حل مشكلة التعليم تكاد تكون معدومة، ونحن نطالب الجهات المعنية بتوفير الطاقم الكافي من الكادر التربوي للمدرسة. *هل تتوفر خدمة الهاتف الأرضي في المنطقة؟ -بالنسبة لخدمة الهاتف الأرضي كانت موجودة لأكثر من عشر سنوات ولكن للأسف الشديد، المؤسسة العامة للاتصالات فرع لحج لم تتجاوب مع المالك فيما يتعلق بالأرضية الواقع فيها مكان الهاتف سواءً بدفع إيجار المكان أو تعويضه، الأمر الذي جعل المالك يجحد في حق الأهالي حيث قام بأخذ الأرض الخاصة بالهاتف وقطع الكابل نهائياً مما أدى إلى حرمان الأهالي من خدمة الهاتف.. وبدورنا هنا وعبر صحيفة أخبار اليوم نطالب المؤسسة العامة للاتصالات فرع لحج القيام بدورها والتدخل السريع لحل هذه المشكلة مع مالك الأرضية. كما نناشد في الوقت نفسه مسئول السنترال في مديريات ردفان الأربع بإعادة تشغيل خطوط الهاتف الأرضي لأهالي منطقة العسكرية في أقرب وقت ممكن مع شكرنا لهم. *فيما يتعلق بحالات الرعاية الاجتماعية لذوي الدخل المحدود ماذا عن ذلك؟ -نطالب صندوق الرعاية الاجتماعية بمحافظة لحج بإعادة النظر فيما يتعلق بالحالات الاجتماعية لذوي الدخل المحدود من أهالي المنطقة كون هناك العديد من الحالات لم تحصل على حقها.. فمن يستحقون شمولهم في صندوق الرعاية الاجتماعية بحدود 25% من أبناء المنطقة تم تسجيل منهم بحدود مايقارب 10% عند المسوحات الميدانية الأولى، وفي المسوحات الميدانية الأخيرة تم إضافة مايقارب 8%، إلا أن الأخيرين لم يتم صرف ريال واحد لهم حتى اللحظة. *هل هناك من دور للمجلس المحلي يستحق الذكر خلال الفترة السابقة تجاه ماتعانيه المنطقة من حرمان؟ -للأسف الشديد لايوجد هناك دور قام به المجلس المحلي في المديرية بصفة عامة أو ممثل المنطقة بصفة خاصة حتى يستحقون الشكر عليه من قبل الأهالي بقدر ماكان دور المجلس المحلي خلال الفترة الماضية دور انتقائي مغيث أي يعمل بعكس المهام التي انتخب من أجل تأديتها والدليل على ذلك أنه لم يقدم أي مشروع يستفيد منه الناس.. فنحن هنا ياأخي نطالب كل الجهات الحكومية ذات الاختصاص وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والأخ الدكتور المناضل/ ناصر الخبجي محافظ لحج باعتماد العسكرية كمديرية مستقلة حتى يتسنى لها ان تنال ماتستحقه من المشاريع الخدماتية بصوره عامه. *في سياق مطلبكم هذا للجهات الحكومية باعتماد العسكرية كمديرية.. هل تمتلك من الشروط المتعارف عليها وفقاً لقانون السلطة المحلية مايؤهلها أن تكون مديريه؟ -ربما أن هذا المطلب لم يعد وليد اللحظة من قبل الأهالي بقدر ماهو مطلب مطروح منذ عدة سنوات، ففي هذا الجانب وفي مايتعلق بالجانب الإداري فقد سبق وأن طالب أهالي منطقة خيره ومشألة والعسكرية والعديد من المناطق والقرى المجاورة لها التي يقدر عدد سكانها بحوالي 45000 نسمه باعتمادهم مديرية مستقلة باسم مديرية العسكرية.. لكن تعثرت تلك المطالب بسبب الإجراءات الروتينية المعقدة ولم نتلقى أي تجاوب في هذا الشأن من الجهات المعنية حينها.. والآن نجدد مناشدتنا إلى الجهات المعنية كما أسلفت الذكر بالاستجابة لنا في هذا المطلب.. أما بخصوص امتلاك المنطقة من الشروط القانونية التي تؤهلها أن تكون مديريه نعم ياأخي فوفقاً لقانون الحكم المحلي والذي يشترط بخصوص التقسيم الإداري ثلاثة عوامل أساسية وهي على النحو التالي: أولاً العامل الجغرافي، ثانياً العامل السكاني، ثالثاً العامل الاقتصادي، فلا شك بأن هذا العوامل متوفرة في منطقة العسكرية التي تعتبر بوابه رئيسيه لمدخل يافع من جهة الشرق، ومن ناحية المساحة الجغرافية تقدر مساحة العسكرية ب12 كيلو متر مربع وتتوسط هذه المساحة عدة محافظات منها عدن، لحج، البيضاء، شبوه. فيما يتعلق بالجانب السكاني يقدر عدد سكان العسكرية والمناطق التابعة لها منها كلد، الشبحي، مشأله، خيره، المناصرة، والداعري وغيرها ب45000 نسمه. وكذا الجانب الاقتصادي حيث تعتبر مركزاً تجارياً هاماً في الوقت الحالي للمناطق التي ذكرتها.. بوابة يافع التاريخيه تستغيث بالرئيس هادي ومحافظ لحج منطقة العسكرية التي تعتبر البوابة الرئيسية لمدخل يافع من جهة الشرق، يعود اسمها وفق المصادر التاريخية إلى حقبة العهد العثماني.. إذ تشير هذه المصادر إلى تسميتها بهذا الاسم مرجعه قتال بين الجيش العثماني وقبائل المنطقة فيما كان اسمها قبل ذلك حبيل أم بركة .. وإبان فترة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني ظلت هذه البقعة مأوى للثوار الأحرار ومن أبرزهم المناضل المعروف المجعلي.. أما منطقة العسكرية الحالية فتعد امتداد لما شهدته المنطقة من توسع عمراني وسكاني بداءً من فترة السبعينيات، كما أنها ومن الناحية الإدارية والمالية تتبع مديرية حبيل الجبر إحدى مديريات ردفان محافظة لحج..