مشألة موطن الأبطال، موطن الثوّار، مصنع القيادات، مصنع الرجال، في كل مراحل الثورات والتحرر والإستقلال الجنوبية، منذ حرب التحرير والإستقلال الأول ضد الإحتلال الانجليزي في الستينيات من القرن الفائت، وحتى آخر حروب التحرر والإستقلال التي لا زالت مستمرة حتى يومنا هذا. حيث كانت "كِنظارة" مشألة، ملجأ الثوار إبان محاربة الإحتلال البريطاني وحرب الإستقلال في الجنوب، وكأن رجال مشألة هم الفاعلية فيها وهمزة الوصل بين مختلف الجبهات. كانت قيادات ومناضلين ثورة 14 أكتوبر 1963م، حرب التحرير ومقاومة الإحتلال الانجليزي من مناطق ردفان ويافع والضالع يعدون العدة، وينطلقون ويرتبون وينسقون ويحتفظون باسلحتهم وعدتهم وعتادهم العسكري هناك في كهوف "كِنظارة" مشألة بعيدا عن أعين وصواريخ وقنابل الطائرات البريطانية.. حيث كان موقع "كِنظارة" موقع محرّز للثورة، وتتوفر فيها سُبل الإستمرار والبقاء المقاومة وللثورة والثوار.. حيث كانت "كِنظارة" بمثابة غرفة العمليات لمحاربة الإحتلال الانجليزي ولأعمال المقاومة ضد الأنجليز وكان لها رُسل وتواصل وتنسيق مع بقية الجبهات ومراكز الثورة والمقاومة، ما قبل انطلاق شرارة الثورة في ردفان، وكذلك في التجهيز والإعداد والتموين لإشعال شرارة الثورة التي انطلقت من ردفان الثورة ولإستمراريتها حتى عيد الجلاء والإستقلال في 30 نوفمبر 1967م. وفي حرب 1994م كان لأبناء مشألة دور كبير في قتال القوات الشمالية التي احتلت الجنوب، وبعد ذلك كان لهم دور كبير في الحركات والعمل النضالي، مثل حتم وموج وغيرها التي كانت تعقد لقاءاتها في مشألة. ومنذ إنطلاق مسيرة الحراك الجنوبي وثورته السلمية، كان أبناء مشألة في مقدمة الصفوف قيادات ومناضلين ونشطاء وشهداء وجرحى، وكانت مشألة ملجأ لزعماء وقيادات الحراك الجنوبي والثورة الجنوبية، حيث كانت القيادات المطلوبة من نظام الإحتلال مثل الزعيم حسن باعوم وغيره يلجأون ويمكثون في مشألة يافع. وكان أول جريح في مسيرات وفعاليات الحراك الجنوبي السلمي من مشألة في 2007 حسين يحيى الكليبي، وكان هناك مقاتلين وشهداء للمقاومة الجنوبية ضد الإحتلال في ردفان "الحبيلين"، لعل اولهم وابرزهم محسن داؤود الصهيبي الذي قاتل بكل بسالة وشجاعة في مقارعة قوات الإحتلال الشمالي، وكذلك ابنه الشهيد داؤود.. وفي حرب تحرير العر كان لأبناء مشألة دور ريادي وقيادي في تحرير معسكر جبل العر بمعية أبناء يافع والجنوب، حيث كان للقائد محمد صالح طماح وأبطال مشألة دور في ذلك برفقة أبطال يافع والجنوب.. وفي حرب 2015 كان هناك دور بارز لأبناء مشألة في تطهير المحافظات الجنوبية من ميليشيات الحوثيعفاشية الإيرانية.. وبعد حرب تطهير المحافظات الجنوبية، كان لهم دور كبير وبارز في محاربة العناصر والتنظيمات الإرهابية في مختلف المحافظات الجنوبية وتثبيت الأمن فيها، لعل ابرزهم الشهيد القائد أبو اليمامة الذي أنشأ اول نواة للجيش وللامن الجنوبي بمعية اسوده وأشباله من أبناء مشألة ويافع ومختلف المحافظات الجنوبية.. اليوم نحن هنا في مسابقة خيرية اتينا لخدمة مشألة وأهلها الكرام، مشألة موطن الشهداء، وملجأ الثوار، ومصنع القيادات، ومصنع الرجال، يستحقون منا هؤلاء الأبطال أن نعمل معا وسويا من أجل تنمية منطقتهم مشألة المحرومة من أبسط الخدمات والمشاريع التنموية.. طريق الشهيد القائد أبو اليمامة هو من بدأ فيها، وكأن يحلم باستكمالها، لكن الغدر والإستشهاد كان له بالمرصاد.. ها نحن اليوم أبناء يافع اتينا اليوم إلى مشألة الخير، مشألة العطا، مشألة مصنع القيادات، ومصنع الرجال.. مهما قدمنا معهم من أموال، ومن ملايين، ومن مليارات، فلا تساوي شيء أمام قطرة دم زكية طاهرة، أهرقت من دماء قيادات وأبطال ورجال وشباب مشألة في سبيل الكل، وفي سبيل الوطن.. لا تستكثروا على مشألة أي أموال، طرقها في أشد الحاجة الماسة لها.. لا تستكثروا على مشألة أي شيء، فهي وربي، وأهلها يستحقون الكثير والكثير والكثير.. حتى لو دفعنا دمائنا وارواحنا في سبيلها، أشهد الله انها تستحق ذلك، وأن أهلها يستحقون ذلك، ما بالكم باي أموال، أو بأي عمل أو أي مسابقة خيرية تُقام من أجل مشأله وأهلها ويعتبر ذلك أبسط خدمة نستطيع تقديمها لذكرى شهدائهم الذي هم شهدائنا وقادتنا؟! مشألة تستحق منا جميعا الوقوف معهم، وتستحق من المجلس الإنتقالي الجنوبي، ومن الحكومة ومن التحالف الوقوف معهم، والإهتمام والنظر في أي مشاريع تنموية خاصة بهم.. ومع كل هذا، اثبتت مشألة لنا وللكل انهم في المقدمة دائما، واثبتوا أنهم لن ينهزموا في أي عمل يقدمون عليه، ويقومون به.. كما قال شيخهم وقائدنا أبو اليمامة "ما دخلت معركة قط الا وانتصرت فيها" ها هي مشألة تثبت لنا وللكل انها لن تنهزم، ولن تفشل، ولن تكون الا في المقدمة، في بذل الرجال والدماء والشهداء والعطاء والخير والأموات وفي التنافس على المراكز الأولى في كل شيء.. وهذا حق من حقوقهم، كما هو حق لما جميعا أن نتنافس على الخير، وعلى المقدمة وعلى المراكز الأولى في هذه المسابقة الخيرية.. لا تلوموا مشألة أن ينافسوا ويبذلوا ويجزلوا الخير والعطاء في سبيل ما يؤمنون به، فهذا حق من حقوقهم، كما هذا الحق مُتاح للجميع ، ولكل المشاركين في هذه المسابقة الخيرية، ومن مختلف الشعراء والداعمين ومن مختلف المناطق والبيوت والقبائل.. نحن اليوم جنود مشألة، نحن اليوم خدام مشألة في تنفيذ اي مشاريع لهم، كما نحن جنود وخدام يافع، وأي منطقة من مناطقها، وجنود وخدام الجنوب وأي مناطق أو محافظات من الجنوب.. مسابقة الشهيد أبو اليمامة الخيرية الكبرى لتنفيذ ابسط حلم للشهيد القائد، ولشق وإصلاح طرق مشألة، ليست الا خدمة بسيطة جدا نقدمها ونبذلها لمشألة وللشهيد القائد أبو اليمامة وللشهيد طماح، وللشهيد صالح يحيى سعيد، وللشهيد محسن داوود الصهيبي، وللشهيد عبدالمجيد بن شجاع، وللشهيد راجح بن نصور، وللشهيد أبو شرارة العجيلي ، ولخيرة شهداء مشألة الآخرون، ولخيرة رجال وأبناء ومناضلين مشألة منذ محاربة الانجليز واهاليهم.. فلا تستكثروا عليهم هذا..