لا يزال شبح أزمة المشتقات النفطية يطل برأسه بين الحين والآخر، على العاصمة المؤقتة عدن، منذ تحريرها من مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، أواخر يوليو من العام الماضي. ونتيجة الوضع المضطرب للبلاد توقفت مصفاة عدن عن تكرير المشتقات النفطية، بسبب عدم تزويدها بالنفط الخام، مما جعل استيراد المشتقات النفطية الحل الأوحد لتوفير المشتقات النفطية للسوق المحلية، وهو ما تسبب في استنزاف أرصدة المصفاة، لدى البنك المركزي اليمني. وقد قامت مصافي عدن بتكرير آخر شحنة من النفط الخام في آب/ أغسطس من العام المنصرم، وكانت عبارة عن كميات ضئيلة متبقية في خزانات المصفاة. توجيهات حكومية وكانت الحكومة الشرعية بقيادة د.بن دغر قد وجهت أواخر يوليو المنصرم، بتحويل مليون برميل من نفط حقول المسيلة بحضرموت، إلى مصفاة عدن في خطوة تهدف إلى إنعاش الاقتصاد الوطني بالمناطق المحررة، بحسب مراقبين. وقد وصلت في الأول من سبتمبر الجاري السفينة SBRIT.M إلى رصيف ميناء الزيت التابع لشركة مصافي عدن بالبريقة، وعلى متنها 66 ألف طن متري، أي قرابة 350 ألف برميل من نفط خام المسيلة قادمة من ميناء الضبة النفطي. أهمية معاودة تشغيل المصفاة أوضح مصدر مسؤول بمصافي عدن ل(الموقع بوست)، أن وصول النفط الخام إلى مصفاة عدن سيؤدي إلى عودة العمل لوحدات الإنتاج، وكذا إعادة الروح للمصفاة، لافتا إلى أن هناك جدوى اقتصادية كبيرة ستتحقق من ذلك، أهمها الحفاظ على العملة الصعبة في أرصدة المصفاة لدى البنك المركزي، والتي يتم إهدارها و استنزافها في مناقصات استيراد المشتقات النفطية من الخارج. وأضاف إن معاودة المصفاة لعملها في تكرير المشتقات النفطية سيعمل على خلق توازن واستقرار في السوق المحلية، نتيجة ضخ الكميات المطلوبة من المشتقات النفطية إليها، وبشكل مستمر. وذكر المصدر- الذي تحدث ل(الموقع بوست)- أن معاودة المصفاة لتكرير النفط الخام، سيسهم أيضا في توفير مرتبات موظفي مصافي عدن، والتي يعجز البنك المركزي عن تسليمها شهريا، نتيجة انعدام السيولة المالية، مشيرا إلى أن موظفي المصفاة لم يتسلموا مرتباتهم منذ أبريل من العام الجاري، مؤكدا أن توفير المرتبات شهريا وبشكل متواصل يلزم استمرار تزويد المصفاة بالنفط الخام لضمان عدم توقفها. وتابع المصدر، إن المصفاة لم تتوقف عن العمل بشكل نهائي خلال الفترة الماضية وحتى الآن، لافتا إلى أن التوقف هو في وحدات الإنتاج فقط، نتيجة عدم وصول أي كميات من النفط الخام إلى المصفاة، حيث ظلت بقية الوحدات والأقسام تعمل بشكل طبيعي منها "ميناء الزيت وخزانات المصفاة و ومحطة الكهرباء. وأشار إلى أن إعادة تشغيل المصفاة سيسهم في حماية الوحدات الإنتاجية والورش التابعة لها من الصدأ والتآكل جراء توقفها الطويل. ولفت إلى أن عودة توهج شعلة مصفاة عدن سيسهم بشكل كبير في إعادة إنعاش الحياة الاقتصادية في العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المجاورة وكذا تحقيق الاستقرار اللازم للسوق المحلية من المشتقات النفطية وكذا وقود محطات الكهرباء من مادتي الديزل والمازوت. وتعليقا على ذلك قال الصحفي المتخصص بالشؤون الاقتصادية محمد الجماعي: "سواء أكان وصول خام الضبة إلى المصافي بهدف تغطية احتياجات كهرباء عدن أو تغذية المحافظة والإقليم بالمشتقات النفطية، وسواء كانت هذه الكميات قليلة أو كثيرة، فإن هذه الخطوة تضاف إلى خطوات الحكومة وتحريكها للملف الاقتصادي:. وأضاف متحدثا ل(الموقع بوت)، إن هذه الخطوة تعد ردا مباشرا على المشككين في قدرة الحكومة على الاستفادة من الموارد الاقتصادية دون تدخل الانقلابيين في صنعاء، ورد عملي على الذين هاجموا الحكومة بعد خمس خطوات قام بها بن دغر في معركته مع الانقلابيين لتحرير البنك المركزي من سيطرتهم، وقالوا إن على الحكومة أن تقوم بخطوات على الأرض ترافق نيتها سحب الموارد من الانقلابيين.