وسط مظاهر للأزمة الاقتصادية والسياسية في الغابون ومطالبات بعمليات تخريب، تنطلق اليوم السبت فعاليات النسخة الحادية والثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها الغابون من 14 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى الخامس من فبراير/ شباط المقبل، ودعا عدد من النشطاء في الجابون إلى عمليات تخريب احتجاجا على حكومة الرئيس علي بونجو مما يثير أجواء من التوتر حول فعاليات هذه النسخة من البطولة، وارتفعت نسبة البطالة في هذا البلد الواقع بغرب أفريقيا، والذي يمثل فيه النفط 45 بالمئة من إجمالي الناتج القومي، إلى أكثر من 20 بالمئة فيما توقفت عملية النمو الاقتصادي نتيجة انخفاض أسعار النفط عالميا. وعلى رغم انخفاض أسعار تذاكر المباريات بشكل كاف إذ تتراوح بين 80 سنتا أمريكيا إلى 63 دولارا أميركيا، قد لا يكون شراء هذه التذاكر ضمن أولويات الكثيرين في هذا البلد البالغ تعداد سكانه 1.7 مليون نسمة، وناشد بونجو، المعروف بشغفه لكرة القدم، المواطنين باستغلال هذه البطولة من أجل التضامن وجلب الهدوء إلى بلدهم الذي تعرض لانتفاضات عنيفة منذ إعادة انتخاب بونجو رئيسا للغابون. وينتظر أن تشهد المباراة الافتتاحية للبطولة بين منتخبي الجابون (الفهود) وغينيا بيساو على استاد "أنجونجي" في العاصمة ليبرفيل اليوم السبت تواجدا أمنيا كثيفا، ويقود بيير إيمريك أوباميانغ المهاجم الخطير لبوروسيا دورتموند الألماني هجوم المنتخب الغابوني الذي يضم بين صفوفه أيضا ديدييه ندونغ لاعب سندرلاند الإنجليزي وماريو ليمينا لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي، ولم يسبق للمنتخب الغابوني، الذي يلتقي أيضا منتخبي الكاميرون وبوركينا فاسو في المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة، الحصول على لقب البطولة على مدار تاريخها الذي يمتد منذ العام 1957. ويبدو منتخبا الجزائروالسنغال هما الأكثر ترشيحا في المجموعة الثانية التي تضم معهما أيضا منتخبي تونس وزيمبابوي، وتضم قائمة المنتخب الجزائري (الخضر) في هذه البطولة كلا من رياض محرز وإسلام سليماني نجمي ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي وفوزي غلام ونبيل بن طالب نجم شالكه الألماني وياسين براهيمي وعدد آخر من اللاعبين المحترفين في أوروبا، وفي المقابل، تضم قائمة المنتخب السنغالي خمسة لاعبين ينشطون في إنجلترا هم ساديو ماني مهاجم ليفربول وبيرام ضيوف مهاجم ستوك سيتي وكوياتي (ويستهام) وديامي (نيوكاسل) وإدريسا جانا جوي لاعب وسط إيفرتون. ويبرز المنتخب الإيفواري، الذي تغلب على نظيره الغاني بركلات الترجيح في نهائي النسخة الماضية بغينيا الاستوائية في 2015، كأقوى المرشحين في المجموعة الثالثة التي تضم معه منتخبات توجو والكونغو الديمقراطية والمغرب، وضم المدير الفني للمنتخب الإيفواري الفرنسي ميشيل دوساييه إلى قائمة الفريق كلا من بيلي مدافع مانشستر يونايتد الإنجليزي وزاها مهاجم كريستال بالاس الإنجليزي وأورييه مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي وويلفريد بوني مهاجم ستوك سيتي الإنجليزي، ويستهل المنتخب الإيفواري حملة الدفاع عن لقبه في البطولة بلقاء نظيره التوغولي يوم الاثنين المقبل. ويعود المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (7 ألقاب)، إلى المشاركة في البطولة التي غاب عن نسخها الثلاث الماضية، ويخوض المنتخب المصري الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات غانا وأوغندا ومالي، ويستقر (أحفاد الفراعنة) في مدينة جينتيل التي يخوض فيها مبارياته بالمجموعة. وقال المدير الفني للفريق الأرجنتيني هيكتور كوبر إن المنتخب المصري يسعى لتقديم أفضل ما لديه في كل مباراة حتى أمام المنتخبات الصغيرة، وأوضح: "أطالب اللاعبين ببذل كل ما بوسعهم للفوز بكل مباراة بغض النظر عن أهميتها"، وستقام المباراة النهائية في العاصمة ليبرفيل في الخامس من فبراير المقبل. من جهة أخرى أسفرت قرعة تصفيات بطولة كأس أمم أفريقيا، التي تستضيفها الكاميرون 2019، عن وقوع مصر إلى جانب تونس في مجموعة واحدة، فيما تصطدم المغرب بالكاميرون، التي تشارك في التصفيات رغم تنظيمها للبطولة. وجاءت الجزائر، في مجموعة أسهل نسبيًا، حيث وقعت مع توجو، وبنين، وجامبيا، فيما تلعب السودان إلى جانب السنغال، بينما ستخوض ليبيا التصفيات بمجموعة حديدية، إلى جانب نيجيريا، وجنوب أفريقيا. وتم تقسيم المنتخبات إلى 12 مجموعة، تضم كل مجموعة 4 فرق، يتأهل أصحاب الصدارة مباشرة، بالإضافة إلى 3 منتخبات، تحتل المركز الثاني، إضافة إلى مستضيف البطولة، وتنص لوائح البطولة، على عدم تأهل منتخب (كأفضل ثان) عن المجموعة التي تلعب بها الكاميرون، حيث سيتأهل منتخب واحد إلى جانب الكاميرون، إذا احتلت الأخيرة المرتبة الأولى أو الثانية، أما في حال حصول الكاميرون على المرتبة الثالثة أو الرابعة في مجموعتها، سيتم النظر لصاحب المركز الثاني، وإذا كان من أفضل ثوان بالمجموعات، سيتأهل للبطولة.