أقدم مسلحون مجهولون- أمس السبت- على اغتيال قيادي في "كتائب حسم" بمدينة تعز - جنوب غربي البلاد. وأفادت مصادر محلية بأن مسلحين مجهولين فتحوا النار على القيادي في الكتائب "ناصر القباطي" في أحد الأحياء - غرب المدينة ما أدى إلى مقتله قبل أن يلوذ المهاجمين بالفرار. وفي السياق أفادت مصادر في المقاومة أن وحدات عسكرية تابعة لها ألقت القبض على الجناة. وإجراء محاكمة عسكرية سريعة انتهت بتنفيذ قرار المحكمة وهو تنفيذ حكم الإعدام بحق منفذ عملية اغتيال القيادي القباطي. قال القائد الميداني لكتائب حسم /عمار الجندبي، إن كتائب حسم ألقت القبض على قاتل الضابط ناصر القباطي بعد دقائق من تنفيذه العملية، حيث أوقفت جميع الدراجات النارية وقطعت الطريق الرئيسي في بير باشا. وأضاف الجندبي -في تصريح خاص ل"الموقع بوست" إن المحاكمة كانت عسكرية فقط، لأن كتائب حسم هي كتيبة واحدة وهذه محاكمة عسكرية، وكان لا بد من البت فيها سريعاً. مشيرا إلى أنها قد تحدث فتنة داخلية داخل الكتيبة، واقتتال الأفراد فيما بينهم. وأشار إلى أن المشكلة كانت قديمة وشخصية بين أحد أفراد كتائب حسم والعقيد/ ناصر القباطي في الكتائب، وتم التحقيق خلال الساعات الماضية واعترف القاتل بكل وضوح أنه من قام بقتل القباطي. وبحسب الجندبي، فإن "المحاكمة العسكرية هي تهم المصلحة العامة، حتى لا ينقسم الأفراد إلى قسمين داخل الكتيبة، فاضطرينا لإقامة تلك المحاكمة العسكرية وقتل القاتل". وتعد الحادثة هي الثالثة خلال أقل من 24 ساعة التي تطال قيادات في المقاومة بمدينة تعز حيث اغتال مسلحون القيادي في كتائب "أبو العباس" "عبدالله سعيد الشرعبي" في منطقة لجينات وسط مدينة تعز. وأقدم مجهولون ظهر أمس الأول الجمعة على تصفية أحد جرحى قيادات المقاومة في مستشفى الثورة ويدعى "إسحاق فارع" الذي وصل إلى المستشفى من إحدى جبهات القتال. واستغل المسلحون انسحاب أفراد الأمن المكلفين بحراسة المستشفى قبل وصولهم بنصف ساعة، ليرتكبوا جريمتهم ويلوذوا بالفرار. وتأتي هذه الحوادث ضمن سلسلة من الاغتيالات استهدفت أفراد الجيش الوطني والمقاومة وسط مدينة تعز، وشهدت الأسابيع الماضية حوادث متكررة على يد مسلحين يستقلون درجات نارية. من جانبه اعتبر العقيد/ محمد إبراهيم المحمودي- نائب مدير شرطة تعز- ما شهدته محافظة تعز خلال اليومين الماضيين من عمليات اغتيال بأنها انعكاساً لغياب الدولة، مشيراً إلى أن اختفاء الأجهزة الأمنية والمحلية الذي يولد فوضى عارمة. وأشار إلى أن عمليات الاغتيالات تشير إلى ضعف الجهاز الأمني الذي تعانيه محافظة تعز في وضعف الأجهزة العامة إذ يرتبط الأمر بالملف السياسي الذي أسهم بخلط الأوراق وإضعاف جبهة تعز الخارجية بإشغالها بالجبهة الداخلية. ولفت إلى أن هذه الفوضى تأتي نتيجة تركيز قادة الانقلاب على محافظة تعز في خطاباتهم على الرغم من وضوحها إذ نوهوا في خطاباتهم إلى وجود جماعات متشددة داخل مدينة تعز لاستجلاب العالم الخارجي لحرب داعش والجماعات المتطرفة. وأوضح أن بعض الحوادث لها دوافع جنائية، مشيراً إلى أن هناك قضايا قتل جرى متابعتها وتم التيقن من دوافعها المتعلقة بسرقات. وقال إن الانفلات الأمني في ظل الأزمة المالية يؤدي إلى تصاعد أعمال فوضى وعنف، لافتا إلى أن تضافر كل هذه العوامل أدت إلى ما شهدته مدينة تعز. وأفاد أن الانتصارات التي تشهدها مدينة تعز في الساحل الغربي وفي بلدة المخا تحديداً انعكس بشكل مباشر على تعز من خلال تضييق الخناق على المدينة وذلك وفق أجنده يتبعها الرئيس السابق علي صالح والحوثيين لإقناع العالم أن المحافظات المحررة تشهد فوضى ويصعب استقرارها. وتمنّى العقيد المحمودي من الشرعية والتحالف سرعة دعم أجهزة الأمنية ودعم السلطة المحلية التي غابت وبغيابها غابت كل الأجهزة لكي يتم تجاوز ما تعانيه محافظة تعز معتبرا ما تشهده المحافظة تدمير ممنهج . ودعا السلطة الشرعية إلى التعجيل في اتخاذ قراراتها لتمثل السلطة المحلية على أرض الواقع.