قامت قوات أمنية خاصة صباح يوم أمس الجمعة بفتح الطرقات بمديرية خور مكسر بمحافظة عدن جنوبي اليمن. جاء ذلك -حسب مصادر من المقاومة- بعد أن تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع مقاومة خور مكسر يقضي بتشكيل لجنة حكومية من 6 أشخاص للنظر في ملف المعتقلين لدى إدارة امن عدن. و تم التوافق على تشكيل لجنة حكومية وقيادات مقاومة تتكون من 6 أعضاء تكون مهمتها فتح الطرقات واستلام قوائم أسماء المعتقلين ومتابعتها لدى السلطات الأمنية بإدارة أمن عدن وإطلاق سراح من لا تثبت عليه أي تهمة وكذا متابعة التحقيقات في مقتل شخصين أثناء الاحتجاجات التي شهدتها خر مكسر وعدد من مديريات محافظة عدن يوم الخميس الماضي. وتشكلت اللجنة من نائب وزير الداخلية/ علي ناصر لخشع والعميد/ ناصر سريع العمبوري واللواء/ فضل باعش واللواء/ صالح الزنداني والعميد/ ناصر عبدالرب والعميد/ فضل محسن اليافعي. وقال مصدر خاص ل "أخبار اليوم" إن قوات تابعة للأمن الخاص باشرت- منذ صباح يوم الجمعة- الانتشار في الشوارع الرئيسية بمديرية خورمكسر بهدف تثبيت الأمن بالمديرية حسب الاتفاق المبرم بين المحتجين والجهات الأمنية. إلى ذلك قتل- فجر يوم أمس الجمعة- شاب وأصيب 5 آخرين إثر رمي مجهولين قنبلة يدوية عليهم بمديرية المعلا بمحافظة عدن جنوبي اليمن. وقال مصدر محلي إن مجهولين كانوا على متن سيارة قاموا برمي قنبلة يدوية على شباب يلعبون البلياردو بالقرب من فندق العمودي بلازا أسفرت عن مقتل الشاب/ عماد فايز ناصر وإصابة 5 آخرين. دون أن تتمكن الجهات الأمنية معرفة الدوافع أو حتى معرفة هوية الجناة الذين لاذوا بالفرار في حينها. من جانب آخر قتل مواطن وأصيب آخر- فجر يوم أمس الجمعة- في مديرية المنصورة بمحافظة عدن وقال مصدر أمني إن مسلحين كانوا على متن سيارة "كورلا" أطلقوا النار على شخصين كانا بالقرب من جولة السفينة أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة الآخر فيما لاذ المسلحين بالفرار. وكانت محافظة عدن قد شهدت- يوم أمس الأول الخميس- احتجاجات في عدد من مديرياتها، حيث أقدم محتجون غاضبون على إغلاق جولة كالتكس بمديرية المنصورة في وجه حركة المرور ومنعوا مرور السيارات، تزامن ذلك مع قطع لطريق رئيسية بالمديرية واصلة إلى السجن المركزي إثر احتجاجات أحرق فيها المحتجون إطارات تالفة كما أقدموا على قطع الطريق. وتتجدد الاحتجاجات- مساء الخميس- في مديرية الشيخ عثمان، إذ أقدم محتجون على قطع عدد من الطرق أفادوا أنهم طالبوا في احتجاجاتهم بإطلاق سراح معتقلين لتمتد الاحتجاجات لاحقا إلى الشارع العام بمديرية المنصورة. في الأثناء أغلق محتجون آخرون عدداً من الطرقات الفرعية والرئيسية بمديرية خور مكسر للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين، مما اضطر السيارات استخدام شوارع خلفية. وقال شهود عيان ل"أخبار اليوم" إن عدداً من الطرقات بمديرية خور مكسر جرى إغلاقها من قبل محتجين غاضبين طالبوا بإطلاق سراح معتقلين لدى سلطات الأمن وعدم محاكمتهم أو الإفراج عمن ثبتت براءته أثناء التحقيقات. وعلى صعيد هذه الاحتجاجات أكد سكان محليون أنهم سمعوا دوي إطلاق نار من أسلحة خفيفة ومتوسطة في محيط مقر إدارة الأمن بخور مكسر، وقد شوهد عدد من المواطنين والسيارات يفرون بسرعة من المكان. وأكدت المصادر أن اشتباكات تطورت بعد ذلك بين مسلحين تابعين لمقاومة مديرية خور مكسر وقوات أمنية بمحيط مقر إدارة الأمن بخور مكسر، مؤكدة أن تطور الاشتباكات جاء على خلفية تدخل قوات الأمن بهدف فتح طرقات كان محتجون قد أغلقوها صباح الخميس احتجاجا على اعتقال أحد الأشخاص بحي الأحمدي، لتتوسع الاشتباكات ابتداء من محيط مقر إدارة الأمن إلى حي الأحمدي والسعادة وصولاً إلى طريق ساحل أبين. الاشتباكات خلفت قتيلين أحدهما من أفراد اللواء الرابع مدرع حماية رئاسية يدعى أصيل عبدالوهاب عبدالله علي الوهاشي، حيث كان في طريقه إلى معسكر اللواء الرابع مدرع حماية رئاسية لممارسة عمله، وشخص آخر قيل إنه أحد عمال النظافة بمديرية خور مكسر. كما خلفت الاشتباكات أربعة جرحى من قوات الأمن برصاص مسلحين تمركزوا على بنايات في أحياء خور مكسر وقاموا بإطلاق النار من أسلحة رشاشة على رجال الأمن أثناء قيامهم بفتح طرقات رئيسية أغلقها المحتجون بالأحجار والإطارات الحارقة في تقاطعات جولة الثقافة والمطار والطريق المحاذي لساحل أبين . إلى ذلك وأوضح المتحدث الرسمي لإدارة أمن عدن النقيب/ عبدالرحمن النقيب أن المسلحين أغلقوا- صباح يوم الخميس- طرقا رئيسية في أحياء العريش وخور مكسر والمنصورة ما أدى إلى عرقلة حركة السير وتعطيل مصالح المواطنين، حيث لم يتمكن الموظفون من الذهاب إلى مرافق عملهم والطلاب إلى مدارسهم وكلياتهم . ونوها بأنه إذا كانت هناك أية مطالب لهؤلاء المسلحين فعليهم التوجه بمطالبهم عبر الأطر الرسمية إلى الحكومة ورئاسة الجمهورية وليس عبر إشاعة الفوضى وأعمال التخريب وتعطيل مصالح المواطنين وإقلاق سكينتهم العامة. وأكد المتحدث الرسمي باسم إدارة امن عدن إن قوات الأمن بعدن لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه الأعمال التخريبية وفي هذا الظرف العصيب والتي لا تخدم سوى أعداء الوطن وأعداء التحالف العربي والتي تهدف بالمقام الأول إلى زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة التي تنعم بها المحافظات المحررة وخاصة العاصمة عدن. وأهابت إدارة أمن عدن بكافة أبناء عدن الشرفاء الوقوف إلى جانب قوات الأمن والتصدي لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار العاصمة عدن وكل من يقف خلف هذه الأعمال التخريبية التي تهدف إلى جر عدن إلى أتون فوضى لن يستفيد منها سوى أعداء الوطن.. حسب تصريح المتحدث باسم إدارة أمن عدن. من جانبه قال قائد القوات الخاصة العميد/ ناصر سريع العمبوري، لمصادر إعلامية، إن القوات الخاصة تدخلت وطلبت من القوات التابعة لمدير من عدن والأخرى التابعة لمقاومة خور مكسر الانسحاب من الطرقات الرئيسية. إلى ذلك أوضح مدير عام مديرية المنصورة "محمد البري" أن الاحتجاجات التي شهدتها المديرية يوم الخميس سببها وجود معتقلين من أبناء المديرية لدى السلطات الأمنية دون توجيه أي اتهام لهم منذ أشهر لكنه قال إن بعض الأطراف حاولت استغلال هذه الاحتجاجات. وأكد- في تصريح تناقلته وسائل أعلام محلية- أن الاحتجاجات قام بها بعض أولياء معتقلين لدى السلطات الأمنية، لكن بعض الأطراف حاولت استغلالها، مشيرا إلى أن أعمال التخريب والتعطيل مرفوضة. وأشار البري إلى أن إدارته تسعى جاهدة لأجل متابعة قضايا المعتقلين وأكدت في لقاءات مع المحافظ ومسئولي الأمن على ضرورة إطلاق سراح من ليس عليه إي إدانة، مضيفاً إن اللجنة الرئاسية التي شكلت ستتابع قضايا المعتقلين. وحول ما شهدته مديرية خور مكسر، كشف مدير عام المديرية/ عوض مشبح أن سبب المشكلة الأخيرة بخور مكسر، قيام قوة أمنية باعتقال شاب على خلفية خلاف حول كفتيريا بساحل أبين ومن ثم توجيه اتهام للشاب بأنه متورط بقضايا الإرهاب بعد توجيه قوة أمنية لاعتقاله. وأوضح مشبح أن الاعتقال سببه الخلاف بين الشاب المعتقل وشخص آخر وليس للواقعة أي صلة بقضايا الإرهاب. وقال مشبح إن اللجنة التي تم تشكيلها لحل الأحداث الأخيرة بخور مكسر ستتولى مناقشة كافة قضايا الاعتقالات التي وصفها بالتعسفية داعيا الجميع إلى التهدئة لما فيه الصالح العام. وقال "مشبح" في تصريح لوسائل إعلامية محلية إن اللجنة ستتولى متابعة قضايا العشرات من المعتقلين بخور مكسر لدى السلطات الأمنية. وأكد "مشبح" انه تم الاتفاق على التحقيق في الاعتقالات التعسفية، موضحا أن عدداً من المعتقلين طالت مدة اعتقالهم دون أن تثبت عليهم أي تهمة. وأشار مشبح إلى أنه تم الاتفاق على تأمين القوات الخاصة لطريق ساحل أبين وت. وأوضح انه تبين مقتل أحد عمال النظافة ويدعى شادي احمد بجاش إلى جانب جندي آخر من اللواء الرابع حماية رئاسية. وقال إنه سيتم تحديد كشف بأسماء المعتقلين الذين اعتقلوا دون اتهام واضح وصريح بحقهم، مشيراً إلى أنه مطلوب من هذه اللجنة إنهاء كافة الإشكاليات الأمنية العالقة.