حبس أنفاس.. انتظار.. تطلع توجس.. ترقب تكثيف.. لقاءات من قبل محافظ عدن الجديد لأطراف سياسية ومسؤولين بارزين.. واجتماعات لأطراف.. وجهات نظر في الداخل التقت بهم قادة تحالف بعدن ليتعهد الجميع بتنظيم مسيرات وتظاهرات سلمية، وتصريحات بحماية المتظاهرين، يتزامن مع انتشار أمني مكثف من قبل في عدن. يأتي ذلك بعد أن تصاعدت حركة الاحتجاجات الشعبية في محافظاتجنوباليمن، رفضًا لقرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بإقالة محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي. وعلى مدى أسبوع تواصلت المظاهرات حضورها التي نظمتها في عدة محافظات ومديرياتها الجنوبية احتجاجًا على قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بإقالة محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي المحسوب على الحراك والمقاومة الجنوبية، والذي قاد حرب تحرير عدة بلدات جنوبية من سيطرة تحالف الحوثي وعلي عبد الله صالح العام قبل الماضي. الرابع من مايو، اليوم الذي توافق عدد من الأطراف المشاركة على تسميته بيوم عدن التاريخي ونحو ما تبديه مؤشرات هذا اليوم تفتح صحيفة "أخبار اليوم"ملف تتطلع فيه جمله من الآراء والأطروحات التي سبق هذا اليوم. انقضاء شهر العسل تعددت الأطروحات التي سبقت يوم الرابع من مايو والتي نشرت على عدد من المواقع والصحف لأبرز الكتاب والصناع الرأي المحليين والعرب والدوليين بين من يرى أن يحدث وما سيتحدث ما هو إلا عودة لوضع طبيعي كان قبل الحرب فرضت الحرب لحمة آنية لتؤصر هذه اللحمة بجملة من قرارات التعيين، منتهية بعد ذلك بقرارات أنهت شهر العسل بين هذه الأطراف على حد تعبير الدكتور صالح باصرة، إذ طالعنا في مقال قال فيه إن شهر العسل انتهى بين الحراك الجنوبي والسلطة الشرعية. هذا وأكد باصرة في تصريحات إعلامية، أن الحراك الجنوبي فقد الكثير من شعبيته حينما شارك في السلطة.. وقال: "الكهرباء تنقطع لأكثر من أربع ساعات متواصلة والمجاري تطفح في كل مكان، وكان يفترض على المحافظ عيدروس أن يستقيل طالما أن السلطة لم تدعمه في توفير الخدمات خلال الفترة الماضية". ولفت باصرة إلى أن هناك صراع خفي داخل الشرعية بين الإصلاح الذي يصر على الستة الأقاليم وبين الحراك الجنوبي السلمي، وحول مظاهرات الرفض لإقالة الزبيدي والمليونية التي جري التحشيد لها اليوم الخميس، أكد باصرة أن الساحات تلعب دور في الضغط ولكنها لا تحل مشكلة.. مشددا على أن الحل يجب أن يكون شامل ضمن المشكلة اليمنية كلها وفي مقدمتها حل مشكلة الحرب. عدن وقرار المستقبل في الوقت الذي يستغرب فيه الدكتور عبده مغلس، إذ يقول: يستغرب المراقب من ردات الفعل التي نجمت عن تغيير محافظ عدن الأسبق وإقالة بن بريك، فهذا الأمر فيه تجاوز للمألوف ولسياق طبيعة الأشياء. ويضيف: "فعدن عاصمة المدنية والاقتصاد والإدارة والتجارة تحتاج في هذه المرحلة إلى رجل مثل المناضل المفلحي لديه من الخبرة في هذا المجال ما يمكنه من استعادة عدن لدورها وريادتها ومكانتها كثاني ميناء في العالم كما كانت، هذا هو حيثيات القرار ومسبباته، وهنا تتأكد لنا يوما بعد يوم تميز وقدرة الرئيس هادي على اتخاذ القرارات في لحظتها المناسبة ورجالها المناسبين". معللا الحدث بقوله: القضية ببساطة القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية الرئيس عبد ربه منصور هادي، مارس حقه القانوني والدستوري ولا خلاف على ذلك وهو أمر عادي ومتوقع، فما الذي دفع لردة الفعل تلك التي تلت قرارات فخامة رئيس الجمهورية، دعونا نستقريء الأحداث لنتلمس حقائق الأشياء، محافظ عدن السابق اللواء عيدروس الزبيدي من قوى الحراك تعين بقرار جمهوري من فخامة الرئيس هادي وكذلك محافظها الحالي الشيخ عبد العزيز المفلحي تعين بقرار جمهوري من الرئيس هادي وهو أيضاً من قوى الحراك، وناضل في سبيل قضايا وطنه طوال تاريخه وجاد بماله ونفسه لذلك، كما قدم ثروته دعما لقضية وطنه ولم يتاجر بالقضية كما فعل البعض. وتابع: "وزد على ذلك أنه شخصية إدارية واقتصادية متميزة، هذه الصفات تجعل منه الرجل المناسب في المكان المناسب واللحظة المناسبة للقرار المناسب، فعدن تعاني من أزمة إدارية واقتصادية تحتاج إلى كفاءة إدارية واقتصادية تخرج بها من معاناتها، فالزبيدي نجح في الحرب مقاتلاً ضد مليشيا الإنقلاب فخبراته متميزة هنا كمناضل ومقاتل، وكنت كتبت مقالا عند تعيينه مع اللواء شلال أبارك لهم ذلك ومن ضمن ما قلته في المقال مرحلة الدولة تختلف عن مرحلة الثورة ورجل الدولة يختلف عن رجل الثورة". فرز انتحاري وعلى ذات المنوال يرى الرجل السياسي المخضرم الدكتور ياسين سعيد نعمان أن أخطر ما يهددنا هو الفرز العرقي.. الفرز العرقي إنتحار.. إبادة .. تصفية.. حروب مستمرة. ويضيف: " أن الصراع سياسي وليس عرقي: هذا ما يجب أن نتمسك به في مواجهة مشروع الانقلاب. وإذا ما برز سلوك على اي مستوى، وبأي صورة كانت، يحفز على توجيه الدفة نحو المسار العرقي فذلك إنما ليدفع البلاد نحو تسوية المسألة على قاعدة الأقلية والأكثرية.. يعني تسوية طائفية". ويتابع ياسين: يجب أن لا نضيع البوصلة في لحظة إرباك قد تحمل معها رجس الانقلاب والحرب إلى محطة يتحدد السير فيها في اتجاه واحد ومؤشراته لا تخفى على أحد. العالم يراقب الصراع في اليمن ويترقب أي دليل يبرر المشروع الذي يبحث عن حل طائفي.. داعيا إلى العودة الجادة بقوله: لنعد إلى الخطاب السياسي ، ونسمي المخطئ بعنوانه الذي ارتكب به الخطأ، ولا نسهم في تهشيم المجتمع الذي أراد الانقلاب تهشيمه تماشياً مع المشروع الإيراني الذي قلنا أكثر من مرة أنه يستهدف تفكيك الدولة في المنطقة العربية ليعيد بناءها طائفياً، إن الذي يعمل من أجل الدولة المدنية، دولة المواطنة يجب أن يؤسس لها في قلب الصراع ويتجنب أي خطأ قد يؤدي إلى تعثر مشروعه. تشكيل كيان هذا ويرى الكاتب السياسي عيدروس النقيب أن الوقت حان لتشكيل كيان، بقوله: إنني أرى أن الخيار الملح في هذه اللحظة المصيرية هو الشروع في تشكيل التحالف الوطني الجنوبي الذي دعا إليه الأخ عيدروس الزبيدي في مطلع العام 2016م ومن غير شك فإن الأخ عيدروس بسمعته ومبادرته ومكانته لا بد أن يتولى التهيئة والإعداد لهذا التحالف على وجه السرعة، وسيتولى التحالف صياغة برنامجه السياسي ورؤيته لمسار الثورة الجنوبية وأهدافها الآنية والمستقبلية، وتحديد القواسم المشتركة بين المتحالفين تحت مظلته. ويضيف: " أنه بتعيين اللواء عيدروس الزبيدي ود ناصر الخبجي والأستاذ فضل الجعدي واللواء شلال علي شائع واللواء أحمد بن بريك واللواء فرج البحسني والعميد عادل الحالمي وغيرهم من قادة الثورة الجنوبية في مناصبهم تحول هذا التحالف إلى ما يشبه الاتفاق بين قوى الثورة الجنوبية وبين الرئيس عبد ربه منصور هادي ولا شك أنه قد فرض قيودا كبيرة على الحراك الجنوبي مثلما يفترض أنه طرح التزامات على الرئيس هادي". ويختتم حديثه عن المحافظ الجديد بقوله: لن أتحدث عن المحافظ الجديد الأستاذ عبد العزيز المفلحي الذي أعرف نزاهته ووطنيته، والذي قبل أن يضع نفسه في مواجهة الجنوبيين، وهو ما قد أتناوله في موضع آخر، لكنني أدعوه إلى أن يعلن أنه مع القضايا التي يناضل من أجلها الجنوبيون، والتي أعلن قبله اللواء عيدروس الزبيدي التمسك بها، وأنه سيناضل من أجلها وحينها سيجد كل الدعم والاحترام من الشارع الجنوبي. خوف وتروي في ذات الوقت دعا قاض جنوبي مشايخ وعلماء وقضاة ووجهاء عدنوالجنوب للالتئام لتقديم النصح والحلول لأطراف الأزمة.. وقال القاضي انيس جمعان في بيان وزعه: إن استمرار التصعيد والتحدي والتحدي المقابل والاستجابة اللا إدراكية لما تبثه المطابخ المعادية ممكن أن يوصل الأمور إلى مالا يحمد والى ماقد يدفع شعب الجنوب ثمنه من تلك الانتصارات والمكاسب التي تحققت بتضحيات جسام. الحلقة المفقودة تحت هذا العنوان طالب للكاتب صالح المحرمي/ الجنوبيين وتحديدا المقاومة الجنوبية وقفت مع الشرعية ودول التحالف عسكريا ضد عدو مشترك وهو الحوثي وعفاش ومن خلفهم إيران وأطماعها في الجزيرة والخليج والوطن العربي كله أي أن التحالف هنا في جزئية معينه تلتقي وتتفق حولها كل الأطراف الثلاثة أما في المصالح والسياسة فان لكل طرف مصالحه ومشروعة السياسي. ويضيف: "إلا أن الإشكالية التي يعاني منها البعض فبرغم وجود أهداف ومصالح مشتركة كما أشرنا في البداية إلا أن البعض مع الأسف افتقرت مشاركتهم هذه لأي تفاهمات سياسية لما بعد الحرب حول مصير ومستقبل الجنوب نظرا لان الجنوبيين بدون قيادة موحدة وجرى ويجري التعامل معهم كجزر أو جماعات متفرقة في ظل كذلك غياب أي رؤية مستقبلية لدول التحالف بصدد الجنوب وحل قضيته الوطنية ولم تؤخذ الحرب مصالح الجنوبيين". ويتابع: "كما أخذت مصالح دول التحالف مع أن الجنوبيين والمقاومة الجنوبية أثبتوا لدول التحالف أنهم حلفاء يمكن الاعتماد عليهم وان المقاومة الجنوبية هي من أوجدت موطئ قدم للشرعية وأنه كان بإمكان الجنوبيين لو امتلكوا قيادة أن يستثمرون انتصارات المقاومة الجنوبية لخدمة القضية الجنوبية فلا توجد في السياسية خدمات مجانية بل توجد مصالح مشتركة". منوها إلى هدف سبق وتم طرحه بقوله: كنت أتمنى أن يكون قرار إعفاء عيدروس الزبيدي من منصبه والشيخ هاني بن بريك رسالة لصحوة العقل الجنوبي للتحرك لتشكيل قيادة سياسية جنوبية موحدة وان يتفرغ اللواء الزبيدي للعمل على إنجاح مبادرته التي أطلقها من سابق لتشكيل كيان سياسي جنوبي موحد.