بين مخالب الجوع والعطش ولفح الشمس الحارقة، يرابط أبطال الجيش الوطني شهر رمضان صائمون، في جبهات القتال بمديرية الصلو الواقعة جنوب شرق محافظة تعز. يعكف المقاتلون على متارسهم وأيديهم لا تفارق الزناد، ولا يكاد يمر يوم واحد دون أن ينكلوا بمليشيا الانقلاب قتلاً وجرحاً وتدميراً. أبطال لبسوا القلوب على الدروع.. يسابقون بعضهم بعضاً باتجاه النصر، فقد اختاروا الحياة من أجل يحيا الآخرون، ولبوا نداء الوطن، وتركوا وراء ظهورهم الغالي والنفيس، لتخليص الوطن من المليشيا الانقلابية. “سبتمبر نت” كان له جولة ميدانية إلى أبطال الجيش الوطني المرابطين في جبهة الصلو التقى فيها أبطال الجيش وسألهم عن أوضاعهم وعن رمضان وعن قضائهم لرمضان في الجبهات. يقول: سلمان الحريبي – قيادي ميداني – "نحن في مديرية الصلو مرابطون وصامدون دفاعاً عن أرضنا ندفع عنها شرور المليشيا الإنقلابية، نذود بأجسادنا ليحيا الوطن". ويضيف: “تحاول المليشيا الانقلابية تنفيذ عمليات اختراق لجبهات الجيش الوطني، لكنها تبوء بالفشل ونصد كل تلك المحاولات”. ويؤكد الحريبي أنهم رغم المواجهات اليومية مع المليشيا الانقلابية، إلا أن أبطال الجيش الوطني المرابطون في الصفوف الأولى أكثر من يرابط عن الطعام. ويضيف: “نحن واقفون ليل نهار في مواجهة المليشيا الانقلابية وحماية أرضنا من دنس الانقلابيين، ومع حرارة الشمس، ومع افتقارنا لكثير من وسائل الراحة التي كنا ننعم بها في بيوتنا، لكننا مع كل ذلك نصوم ونرابط ونقاتل بمعنويات عالية ونلبي الواجب من أجل الدفاع عن الوطن الذي سوّرناه بأرواحنا وقلوبنا وإيماننا”. مرابط آخر هو سالم الخطيب يقول: “المقاتلون يعيشون حياتهم بإنسيابية، وكأنهم في منازلهم، ويتم تجهيز السحور فيما بينهم، فمنهم من يجهز الشاي وآخر يجهز الخبز، وآخر يطبخ”. ويضيف: “مائدة الإفطار لا تشهد جلوس جميع المقاتلين، بل يجلس نصفهم لتناول الطعام، والنصف الآخر يرابطون في المتارس، وبعد الانتهاء يتم استبدال الأماكن، وكذلك الأمر يحدث في السحور”. حبيب السامعي هو الآخر مرابط مع إخوانه الآخرين، في منطقة الصيرتين، وهو صائم، كما يوجد مقاتلون كثر ممن يرابطون ويصومون.. يقول: “مهما كانت الظروف صعبة، إلا أننا نرابط في الجبهات، وندافع عنها في نفس الوقت نصد الهجمات التي توجّه لنا، ونقف هنا بالمرصاد نمنع تقدم المليشيا الانقلابية”. على المتارس من جانبه يقول الزبير مجيب الرحمن الصلوي إن “إفطارنا لا يختلف عن بقية الصائمين سوى أنه إفطار فيما العيون نحو المتارس، على استعداد لمواجهة المليشيا الانقلابية التي تحاول استغلال فرص الإفطار للهجوم، لكن أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على يقظة من هذا الأمر”. ويضيف الزبير “في ساعة الإفطار يتجمع المقاتلون على مائدة الإفطار، ويبدءون الدعاء إلى ربهم بالقبول وبالاستعانة على صيام يوم غد، فيما يكتفي الشباب المرابطون بقليل من السوائل والتمر حتى انتهاء بقية الجنود من إفطارهم ليستبدلوه وهكذا”. وفي مقابل ذلك الرباط وبعيون أخرى يأمل المرابطون في جبهة الصلو تعزيز قدراتهم والاهتمام بهذه الجبهة أكثر لما لها من أهمية، وتوفير المتطلبات التي يريدها المرابطون لأنهم بحاجة إلى المزيد والمزيد من الدعم بالأسلحة النوعية والعتاد المتنوع.