حتى يوم التاسع من يونيو 2017م أكمل تسعة صحفيون يمنيون عامهم الثاني في سجون مليشيا الحوثي والمخلوع التي اختطفتهم سعيا منها إلى تكميم الأفواه ومصادرة حرية الكلمة التي تعارض رغبات الانقلاب وتقف حجر عثرة في طريق تمزيق الوطن. مر العام الثاني على اختطاف مسلحي جماعة الحوثي تسعة صحفيين من أحد الفنادق بالعاصمة صنعاء اتخذوا منه مكانا لمزاولة عملهم الصحفي خوفا من بطش الحوثي.. وما يزال الصحفيين التسعة في سجن الأمن السياسي حيث أكملوا عامهم الثاني هناك ودخلوا عامهم الثالث. كان ذلك يوم التاسع من يونيو 2015م، حين أقدمت جماعة الحوثي على اختطاف تسعة صحفيين وهم عبد الخالق عمران توفيق المنصوري، حسن عناب، أكرم الوليدي، حارث حميد، عصام بلغيث، هشام طرموم، هيثم الشهاب، هشام اليوسفي". وتعرض الصحفيين للإخفاء القسري لعدة أشهر وبعدها تم نقلهم لعدة سجون في العاصمة صنعاء ابتداء بالبحث الجنائي ومن ثم سجن احتياطي الثورة مرورا بسجن احتياطي هبرة الذي أعلن منه الصحفيين إضرابهم عن الطعام، ليتم إخفاءهم بعد ذلك حتى ظهر أنهم في سجن الأمن السياسي الذي مازالوا محتجزين فيه إلى اليوم، وقد تعرضوا خلال احتجازهم داخل السجون للتعذيب الجسدي والنفسي والتجويع الممنهج، ومنع الزيارات عنهم لأسابيع. كما لا يزال التسعة إلى جانب ثمانية آخرون في سجون سلطات جماعة الحوثي التي ترفض الإفراج عنهم، وهم: الصحفي وحيد الصوفي الذي اختطف في شهر ابريل من العام 2015، والصحفي صلاح القاعدي، وعبد الله المنيفي، وحسين العيسي، ويحيى الجبيحي، ويوسف عجلان، وإبراهيم الجحدبي، ومحمد الصلوي. وعمدت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح إلى اختطاف تسعة صحفيين دفعة واحدة ليلة التاسع من يونيو 2015م بفندق قصر الأحلام وسط العاصمة اليمنية صنعاء وأودعتهم في قسمي الأحمر والحصبة لأكثر من عشرة أيام ، ثم أقدمت على إخفائهم قسرا لأكثر من ثلاثة أشهر دون زيارة أهاليهم. تعرض الصحفيون خلال فترة الإخفاء القسري لصنوف العذاب النفسي والجسدي وبعد ذلك اتضح أنه تم إخفاءهم في البحث الجنائي بصنعاء، ليتم نقل الصحفيين إلى سجن احتياطي الثورة وقبع فيه الصحفيون أكثر من ستة أشهر تعرضوا خلالها للتعذيب والإخفاء ومنع الزيارات.. بعد فترة سجن الثورة تم نقلهم إلى سجن احتياطي هبرة هناك تعرض الصحفيون للعزل الانفرادي والإخفاء لمدة أكثر من شهر والتعذيب النفسي والجسدي ومنع الزيارة بين الفترة والأخرى. في سجن احتياطي هبرة خاض التسعة الصحفيين معركة الأمعاء الخاوية احتجاجا على سوء المعاملة والمطالبة بحقوقهم ومعاملتهم كإنسان، وبعد الإضراب ثلاثة أسابيع تم تعذيبهم للضغط عليهم لفك الإضراب. بعد الإضراب تم نقلهم في ال 28 من مايو 2016م إلى سجن الأمن السياسي لتبدأ رحلة إخفاء جديدة دامت لأكثر من ثلاثة أشهر حتى بداية شهر ذي الحجة سُمح بأول زيارة في الأمن السياسي بصنعاء ،حيث ظهر الصحفيين بحالة صحية سيئة. ويعاني الصحفيون المختطفون وضعا صحيا خطيرا في سجون مليشيا الحوثي والمخلوع، حيث يعانون من كثير من الأمراض منها التسمم الغذائي والصداع والالتهابات القولون والدوخة المستمرة وأمراض العمود الفقري والمفاصل وجرثومة المعدة والتهاب المسالك البولية. يشار إلى أن الصحفيين اختطفوا وهم أصحاء لا يعانون من هذه الأمراض إنما جاءت نتيجة المعاملة السيئة ورداءة التغذية وعدم النظافة، حيث كانت تطفح المجاري في سجن هبرة حتى تملأ البدروم المسجونين فيه، ومنعهم من مياه الشرب، ويضطرون إلى الشرب من حنفيات الحمامات ألتي فيها مياه لا تصلح للوضوء فكيف تكون صالحة للشرب؟! وأقدمت المليشيات على منع الأسر من إدخال ألأكل للصحفيين منذ نهاية شهر شعبان ولا تسمح سوى بإدخال التمر والماء فقط، الأمر الذي ضاعف وضعهم الصحي والنفسي معا. وتعاني أسر الصحفيين المختطفين من فقدان العائل وتفاقم المسؤلية في ظل استمرار المليشيات اختطاف أبنائهم للعام الثالث ، حيث تدهورت الحالة المادية لدي الأسر وأضناهم طول البحث والمتابعة بعد أبنائهم من سجن إلى أخر منذ اختطافهم قبل عامين. ومن هذه المعاناة حرمان بعض الأسر من الزيارات بسبب بعدهم عن العاصمة وتكاليف السفر الباهضة وبعضهم لم يرى والده في هذين العامين بسبب كبر سن الأب وعدم قدرته على تحمل السفر، وآخر والده يصارع المرض ولم يستطع رؤية ابنه، وأخرى تقطع مسافات السفر الطويلة ضنا منها أنها سترى ابنها ولكنها تعود خائبة المساعي لأن الزيارة ممنوعة في ذلك الوقت. وأكثر ما تعاني الأسر هو منعهم من إدخال احتياجات أبنائهم خصوصا وقت الشتاء حيث منعت الأسر من إدخال الملابس الشتوية والبطانيات. وتقول بعض الأسر إن ما أضناها هي متابعة السجان في نقل المختطفين المرضى إلى المستشفيات، وهو الأمر الذي لم يحصل بل تكتفي المليشيات بطبيب السجن. وتمارس المليشيات الانقلابية أصناف التعذيب والإخفاء بحق الصحفيين والصحافة اليمنية منذ يونيو 2015م.