تؤرق الخلافات المتفاقمة بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس/ السابق علي صالح، قيادة الانقلاب التي باتت ترى فيها تحديات أفرزت تعاملاً جديداً مشبوباً بالتخوف والحذر لتطفو إلى السطح سياسة المراوغة والبحث عن أوراق للعبة قادمة مسرحها مدينة صنعاء ومحيطها القبلي. المتحدث باسم جماعة الحوثيين، قال الأربعاء، إن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أجرى تواصلاً مباشراً مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لبحث الخلاف بين الطرفين. وقال عبدالسلام- في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»- إن ذلك يأتي «في سياق الحرص لمواجهة ما أسماه العدوان بكل تحدياته وحرصاً على توحيد الجبهة الداخلية المواجهة. وأشار إلى أن التواصل المباشر جرى لتعزيز الشراكة لما فيه مصلحة الاستقرار الداخلي ودعم الجبهات العسكرية، وإرساءً لمبدأ الحوار والتفاهم لإزالة الإشكالات». ولم يورد المتحدث آلية التواصل المباشر، لكن الصحفي المقرب من صالح، نبيل الصوفي كتب على صفحته بموقع "فيسبوك" أن «عبدالملك الحوثي وصالح الصماد، من الحوثيين وعلي عبدالله صالح وعارف الزوكا من المؤتمر الشعبي العام ناقشوا تحديات الحال في صنعاء، بوضوح وشفافية مطلقة». وقال إن عبدالملك الحوثي لم يكن حاضراً معهم، بل كان مشتركاً معهم عبر دائرة تلفزيونية. وأضاف «بعد أن أنجزوا ما يخصهم كقيادة جماعية، أكمل الزعيم والسيد حوارهما»، مشيراً إلى أنه ستتم مراجعة القرارات، وإعادة بناء التحالف بما يعالج ما ظهر من اختلالات. إلى ذلك- وفي تأكيد على أن اللقاء لم يصل إلى أي اتفاق بين حليفي الانقلاب خلافاً لما نشره المتحدث باسم مليشيا الحوثي- نشرت وسائل إعلام مليشيا الحوثي ووسائل الإعلام الرسمية الخاضعة لسيطرتهم، أخبار المعينين بقرارات أحادية التي اعترض عليها شريكهم حزب المؤتمر الشعبي، حيث أعلنت أن ما يسمى رئيس مجلس القضاء الأعلى عقد اجتماعاً مع المجلس هو الأول وباشر مهامه، وكذا رئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات أنه دشن أولى مهامه وبدأ عمله حسب وصفها.! كما صدمت المؤتمر الشعبي بأن هناك قرارات تعيين أخرى غير معلنة، ومنها ما ظهر يوم الأربعاء في صفة "عبدالسلام المداني" عبر خبر بثته وكالة الأنباء اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بأنه نائب وزير الصحة، وذلك أثناء تفقده مع محافظ ذمار/ حمود عباد لمرافق صحية في المحافظة، دون أن يعلم أحد متى تم إصدار قرار له. ويرى مراقبون، أن هذه التصرفات الحوثية تعكس بالفعل حجم الصراع داخلها من ناحية، والصراع والخلاف مع حليفها في الانقلاب صالح وحزبه الذي تزداد كوادره ضعفاً أمام جبروت المليشيا ومسلحيها القادمين من صعدة.