55 ألف وثلاثمائة وأربع وثلاثون حالة انتهاك وضرر مادي وبشري هو حصيلة ما رصده ووثقه فريق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان "تحالف رصد" في 20 محافظة يمنية خلال الفترة من 1 يناير وحتى 30 يوليو 2017م وذلك جراء الحرب الدائرة بين جماعة الحوثي المسلحة والقوات الحكومية المسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي الداعمة للشرعية من جهة ثانية. لاتزال أطراف النزاع في اليمن ترتكب العديد من انتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان مع دخول الحرب في اليمن عامها الثالث وتستمر معها سلسلة من الانتهاكات الواسعة التي طالت الإنسان وكل أشكال الحياة في اليمن. يأتي ذلك في ظل عجز دولي وأممي عن ردع الجهات المنتهكة وعلى رأسها جماعة الحوثي والقوات الداعمة للرئيس السابق التي انقلبت على الحكومة الشرعية وعلى عملية سياسية كان من المأمول أن تنتقل باليمن إلى نظام ديمقراطي وتبادل سلمي للسلطة، ينهي سنوات من الصراع وعدم الاستقرار السياسي الذي طالما طبع الواقع اليمني. يوثق التقرير حالة حقوق الإنسان في اليمن خال الفترة من 1 يناير إلى 31 يوليو 2017 ، الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف النزاع كافة في 20 محافظة. ويتضمن التقرير ابرز الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف النزاع بحق النساء والأطفال والمسنين، حيث بلغت إجمالي الانتهاكات والأضرار التي لحقت بهذه الفئات الثلاثة خلال فترة التقرير 33284 حالة أي ما نسبته 60% من إجمالي الانتهاكات المرصودة والموثقة في التقرير. المليشيا تتصدر المنتهكين تصدرت جماعة الحوثي وحلفائها من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح قائمة المنتهكين لحقوق الإنسان في اليمن خال فترة التقرير، وذلك بواقع 45807 حالة انتهاك أي ما نسبته 83 % من إجمالي الانتهاكات- طبقا للأرقام والإحصائيات الموثقة. ونتيجة لعمليات القصف الممنهج للأحياء السكنية وغيرها من الأعمال العسكرية التي قامت بها جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق في محافظة تعز تحديدا وباقي مناطق النزاع في اليمن. فقد قتل 921 مدنيا بينهم 229 طفلا و43 امرأة و65 مسنا وأصيب 1260 آخرين بينهم 305 أطفال و119 امرأة و87 مسنا. اختطاف وتجنيد واعتداء فضلا عن اختطافها ل2494 شخصا من معارضيها وإخفاء 502 آخرين قسرا وكذا المعاملة السيئة والقاسية تجاه 188 مختطفا قضى 26 منهم تحت التعذيب داخل سجون الجماعة وحليفها «صالح» المتواجدة داخل مناطق سيطرتهم. ووثق الفريق 600 حالة تجنيد لمن هم دون السن القانونية في صفوف جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق. إضافة إلى 281 حالة اعتداء جسدي ارتكبها مسلحو الجماعة وحليفها «صالح» بحق مدنيين عزل غالبيتهم من عمال النظافة وموظفي أجهزة الدولة الأخرى المطالبين برواتبهم الشهرية المنقطعة لأكثر من عامين. ممتلكات خاصة وعامة كما تسببت جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق في الإضرار ب200 منشأة تعليمية و41 منشأة صحية و86 منشأة عامة و79 دار عبادة و22 جمعية ومنظمة و11 قطعة أرض تابعة للأوقاف و9 مقرات حزبية ووسيلتين إعلاميتين فضلا عن 27 حالة نهب للمعونات الإغاثية المخصصة للأسر المتضررة جراء الحرب وحالتي اختلاس ونهب للمال العام. وعلى صعيد الممتلكات الخاصة ألحقت جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق الضرر ب1106 منشأة سكنية و77 منشأة تجارية و133 مركبة ووسيلة نقل و18 مزرعة وماشية. بالإضافة إلى 65 حالة إقصاء لمعارضيهم من الوظائف العامة والمناصب الحكومية و51 حالة نهب وسلب لمقتنيات خاصة و6 حالات سطو على أراضي مملوكة لأشخاص. وطبقا لنتائج المسوحات الميدانية التي أجراها فريق التحالف اليمني لرصد الانتهاكات "تحالف رصد" بالتنسيق مع بعض شركائه المحليين فإن جماعة الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق هجرت قسريا 17428 شخص موزعين على 2378 أسرة معظمها في محافظتي تعزوذمار. فيما تسببت بنزوح 20198 آخرين بما يعادل 2668 أسرة من عدة محافظات أبرزها الجوفوتعز. تفاقم الوضع الإنساني وأفاد التقرير بتفاقم الوضع الإنساني في مناطق وقرى بيحان محافظة شبوة اثر استمرار القصف العشوائي بشكل يومي من قبل مليشيات الحوثي وصالح والحصار المطبق عليها. حيث ارتكبت انتهاكات وجرائم أثناء اجتياحها قرى ومديريات بيحان على المدنيين لا سيما النساء والأطفال. مما سبب هذا الوضع موجات نزوح كبيرة عمت عشرات القرى في مديرية عسيلان باتجاه الصحراء أو مأرب أو مدينة عتق. إضافة إلى نزوح عشرات الأسر في مدينة العليا، ويعيش آلاف النازحين أوضاع إنسانية صعبة وحصار خانقا فرضته مليشيات الحوثي وصالح على المناطق السكانية. تعز الأكثر تضرراً وتصدرت محافظة تعز للعام الثالث على التوالي قائمة المحافظات الأكثر تضررا جراء الحرب الدائرة في اليمن، حيث سجلت هذه المرة أعلى معدل انتهاكات لحقوق الإنسان خال فترة وجيزة لا تتعدى 7 أشهر وذلك بواقع 25975 حالة، أي ما نسبته 47 % من إجمالي الانتهاكات التي رصدها الفريق في جميع المحافظات المستهدفة. وأرجع التقرير السبب الرئيس لهذا التزايد الملحوظ في انتهاكات حقوق الإنسان بمحافظة تعز إلى استمرار الحصار المفروض من قبل جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق على المدينة منذ عامين ومواصلة استهدافها للأحياء السكنية وسط المدينة بالقصف الصاروخي والمدفعي بشكل شبه يومي. غير أن المعلومات المتاحة وكذا معطيات الواقع تشير إلى وجود أسباب أخرى وراء تصاعد وتيرة العنف وتزايد الانتهاكات في محافظة تعز هذا العام. ويذكر التقرير أن من بين الأسباب الأخرى لتصاعد الانتهاكات في محافظة تعز إلى حالة الانفلات الأمني التي استغلتها بعض العصابات المسلحة وبدأت نشر الفوضى وسط المدينة. فضلا عن صراع الأجنحة بين بعض فصائل المقاومة الشعبية والذي بدوره أتاح الفرصة أمام طرف أخر مستفيد من هذا الصراع ليباشر على الفور تنفيذ سلسلة اغتيالات لم يسلم منها حتى المدنيين الأبرياء داخل مناطق سيطرة المقاومة. الجوفوذماروعمران وللمرة الأولى تحتل محافظة الجوف المرتبة الثانية بين قائمة المحافظات الأكثر تضررا من الحرب الدائرة في اليمن. ويرجع التقرير ذلك إلى حركة النزوح التي شهدتها معظم مديريات المحافظة بالتزامن مع التقدم العسكري الأخير لقوات الحكومة الشرعية وتحريرها مناطق كثيرة كانت واقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق أو محاصرة من قبلها ثم أتيح لسكانها حرية الحركة والتنقل بعد تحريرها سيما سكان المناطق التي زرعها مسلحي الحوثي وصالح بكميات كبيرة من الألغام قبل انسحابهم منها. وجاءت محافظة ذمار في المرتبة الثالثة بين قائمة المحافظات الأكثر تضررا من الحرب الدائرة في اليمن وذلك نتيجة تجدد المواجهات المسلحة بين مسلحي الحوثي وصالح وبعض مؤيدي الشرعية في منطقة «الشرم» بمديرية عتمة مطلع العام الجاري وما رافقها من انتهاكات صارخة للقوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية المنظمة للحرب وذلك عبر الاستهداف المتعمد للسكان والأعيان المدنية والتهجير القسري لمئات الأسر بسبب الانتماء السياسي والمناطقي. تلتها محافظة عمران التي غادرها مجبرين 2134 شخصا إلى محافظتي الجوفومأرب خلال النصف الأول من العام 2017 م وذلك بعد تضييق الخناق عليهم ومضايقتهم من قبل جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق التي ظلت طيلة الفترة الماضية وهي تشك في ولائهم لها وتتهمهم بتأييد الشرعية-حسب إفادات البعض منهم. الضالع رابعاً كذلك الأمر بالنسبة لمحافظة الضالع التي احتلت المرتبة الرابعة بين قائمة المحافظات الأكثر تضرر من الحرب في اليمن وذلك نتيجة أعمال القصف والاستهداف الممنهج للسكان المدنيين بمديرية جبن وبعض المناطق التي تشهد مواجهات مستمرة بين قوات الحكومة الشرعية ومسلحي الحوثي وصالح على امتداد الشريط الحدودي المشترك بين محافظتي إب والضالع. الأمر الذي دفع الكثير من الأسر إلى النزوح وترك منازلها فضا عن تهجير أسر أخرى من بعض القرى التي سقطت بيد جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق. تراجع في مناطق الشرعية وتظهر الأرقام التي أوردها تقرير تحالف رصد تراجع ملحوظ لانتهاكات حقوق الإنسان في محافظاتمأرب، عدن، حضرموت الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، مقارنة بالعام الماضي. وبحسب التقرير فإن هذا يعود ربما للتغييرات الإدارية التي شهدتها بعض هذه المحافظات وكذلك الضغوط المحلية والإقليمية والدولية التي مورست ضد السلطات الشرعية في تلك المحافظات وأفضت إلى تشكيل لجنة تحقيق في السجون السرية في محافظتي عدنوحضرموت. الفئات الضعيفة والأضعف الفئات الضعيفة أو الهشة كالنساء والأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثرا وتضررا من الحروب والنزاعات المسلحة والأكثر عرضة لشتى أشكال القتل والإصابة والامتهان والعنف بكل أنواعه. كما أن فرص النجاة أمامهم من هكذا أعمال ضئيلة جدا بسبب بنيتهم الجسمانية الضعيفة التي لا تقوى على تحمل المزيد من الألم والمعاناة ولا تمتلك القدرة والطاقة الكافية لقطع مسافات طويلة هروبا من أي أعمال قصف أو قنص أو عمليات ملاحقة ومطاردة من قبل بعض أطراف النزاع. وبلغ إجمالي الانتهاكات والأضرار التي لحقت بهذه الفئات الثلاث خلال الفترة من يناير وحتى نهاية يوليو 2017 م بلغت 33284 حالة أي ما نسبته 60 % من إجمالي الانتهاكات والأضرار المرصودة والموثقة في هذا التقرير.
