صرح أحد أبرز شيوخ قبائل "بكيل" الواسعة الانتشار في اليمن إن رجال القبائل المدججين بالسلاح والمشتبه بإيوائهم عناصر من القاعدة، لن يتحولوا أبدا إلى أداة بيد السلطة في حربها على التنظيم المتطرف.ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن الشيخ عرفج بن حمد بن هضبان رئيس مجلس قبائل بكيل للسلم والاصلاح، وهي هيئة للتنسيق بين القبائل، قوله: "لسنا موظفين عند الحكومة لنلاحق المشتبه بانتمائهم للقاعدة فالدولة تملك أجهزتها الأمنية الخاصة التي يمكن أن تؤدي هذه المهمة".ويتركز حضور قبيلته، وهي قبلية دهم المنتمية إلى قبائل بكيل، في شمال اليمن بما في ذلك في محافظتي الجوف وصعدة حيث أودت غارة جوية الجمعة بحسب صنعاء، بحياة ستة عناصر من القاعدة بينهم القائد العسكري للتنظيم في اليمن.واذ يتفاخر بان قبيلته التي تشكل غالبية السكان في الجوف تحظى بمئتي ألف مقاتل مدججين بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة ما عد الدبابات والطائرات، حذر الشيخ عرفج من أن قبيلة دهم ترفض تسليم أي مشتبه به لم تتأكد ادانته.وقال: إذا ما ثبت أن أحدهم من القاعدة سنحرص على أن يتم تسليمه بطريقة سلمية، والا نقوم بطرده من القبيلة لان قضية القاعدة دولية وهي خارجة عن نطاق العرف القبلي.واعتبر الشيخ عرفج أن القبيلة قد ترفض تسليم متهم ترى أن جرمه لا يقتضي تسليمه.وتتحكم العادات القبلية بالشاردة والواردة في المناطق التي تسيطر عليها القبائل، والحكومة لا تطبق قوانينها الا في صنعاء والمدن الكبرى على حد قول الشيخ عرفج الذي كان يشرح النفوذ الذي تتمتع به القبائل اليمنية، وأكبرها قبائل بكيل وقبائل حاشد التي ينتمي اليها الرئيس علي عبدالله صالح.لكن الشيخ عرفج قال إن القبائل ستقوم بما تراه مناسبا اذا ما تقدمت الحكومة بطلب محدد، مؤكدا أن منطقته ليس فيها الا عشرات المقاتلين في تنظيم القاعدة وهم يظهرون بين الحينة والآخرى بشكل مقتضب قبل أن يغيبوا لفترات طويلة.وأضاف: نحن لا نقبل بهم، في إشارة إلى عناصر تنظيم القاعدة، ولو انه يحمل بقوة على عنف الحملة العسكرية التي شنتها القوات اليمنية على مقاتلي القاعدة منذ 17 ديسمبر/كانون الاول والتي أسفرت عن مقتل حوالي 70 عنصرا مفترضا في تنظيم أسامة بن لادن.ورأى الشيخ عرفج إن الحملة تنمي القاعدة الشعبية للقاعدة. التصعيد العسكري من الدولة يكسبهم تعاطفا وهذا التعاطف ينمو عندما تطال الضربات المدنيين والاحياء السكنية. كما اعتبر أن القاعدة تتحصن كذلك بالقضية الفلسطينية. سياسة الكيل بالمكيالين في الغرب هي السبب في بروز القاعدة والتعاطف معها.هذا وكان التنظيم قد نفى الإثنين 18-1-2010 مقتل ستة من قادته العسكريين في الغارة الجوية التي شنتها القوات اليمنية في اليومين الماضيين بمحافظة صعدة شمالي البلاد، قائلا: إن إعلان الحكومة مقتل القادة الستة كاذب، مؤكدا أنهم لم يصابوا إلا بجروح طفيفة.وقال تنظيم القاعدة في بيان له على أحد مواقعه الإلكترونية: "كثرت من الحكومة اليمنية العميلة الادعاءات الكاذبة بزعمها نجاح عملياتها المشتركة مع الأمريكان ضد قيادات المجاهدين في جزيرة العرب، وآخر هذه الادعاءات أنها قتلت ستة منهم بين ولايتي الجوف وصعدة في منطقة الأجاشر.. نطمئن أمتنا المسلمة أنه لم يقتل أحد من المجاهدين في تلك الغارة الغاشمة الغادرة، وإنما أصيب بعض الإخوة بجروح طفيفة"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.وكانت السلطات اليمنية قد أكدت السبت 16-1-2010 مقتل ستة من قيادات تنظيم القاعدة باليمن من بينهم القائد العسكري قاسم الريمي إثر غارة جوية قامت بها الحكومة اليمنية الجمعة الماضية على منطقة صحراوية شرق محافظة صعدة شمالي البلاد.ونشر موقع وزارة الداخلية اليمنية صورا للريمي ومعه 4 قياديين آخرون وهم: عمار الوائلي، وعايض الشبواني، وصالح التيس، وإبراهيم البناء، فيما قالت الأجهزة الأمنية: إن القيادي السادس لم يتم التعرف على هويته.