قال رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي "ان اليمن توحد بعد تضحيات جسيمة ونضالات طويلة ولا يمكن ان يتجزأ مرة اخرى مهما كان الامر ولو كره الكارهون والمتآمرون والحاقدون". جاء ذلك أثناء استقباله اليوم الاثنين، أكثر من مائة شخصية من المشايخ والأعيان وأعضاء مجلسي النواب والشورى ومنظمات المجتمع المدني ومدراء مديريات من أبناء محافظة صنعاء يتقدمهم محافظ المحافظة عبد الغني حفظ الله جميل. وخاطب الرئيس الحضور بالقول: "أنتم تمثلون الطوق الأمني للعاصمة صنعاء عاصمة دولة الوحدة اليمنية باعتبار ان الوحدة اليمنية تمثل الهدف الأبرز والأسمى لليمن منذ قيام الثورة " مشيداً بأبناء محافظة صنعاء المشهود لهم بالأدوار الوطنية البارزة منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر مرورا بكل المنعطفات التي مرت بها اليمن "وخاصة وقوفهم البطولي اثناء حصار السبعين يوما الذي دحر فيه ابناء اليمن بتلك المواقف البطولية شراذم المعتدين على الثورة والتطور والتقدم". واعتبر ان المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ارتكزت في اول بنودها على أساس امن واستقرار ووحدة اليمن وهو الهدف الأسمى لكل اليمنيين، مؤكدا ان ثوابت الوطن معروفة وهي خطوط حمراء لا يمكن لأحد تجاوزها او القفز عليها مهما كان والمتمثلة في الحفاظ على النظام الجمهوري والذي قضى والى الأبد على الحكم الكهنوتي البائد، وكذا الوحدة والنهج الديمقراطي الذي ارتضاه الجميع ومضينا عليه تحت مظلة الوحدة. واستعرض الرئيس هادي جملة الأوضاع الاقتصادية وصعوباتها حيث قال: "وصل الامر الى اننا لم نكن قادرين على تلبية الاحتياجات من المواد التموينية من قمح ورز وغيرها من المواد الغذائية المختلفة التي تستوردها من الخارج لعدم استطاعتنا تأمين هذه المواد الاستهلاكية حتى لأشهر معدودة". وأستطرد قائلاً: "ان هذه الظروف الصعبة التي وصل اليها البلد اضطرت الجميع سواء في الدولة والحكومة والأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية وكذلك قطاعات الاقتصاد والاستثمار الى تبني الإصلاحات الاقتصادية المتصلة بمشتقات النفط وهو وضع حتمي ومصيري ولا مفر منه". واوضح الرئيس الى ان هناك معالجات واسعة قد تم اتخاذها وسيتم اتخاذ المزيد من المعالجات وبما يعين المزارعين والقطاعات المختلفة على تجاوز اثار هذه الاصلاحات، مؤكدا ان اتخاذ هذه المعالجات أهون بكثير من عدم اتخاذها، حفاظا على قيمة العملة اليمنية وصمودها امام العملات الاجنبية خاصة الدولار الامريكي والتي كانت ستتضاعف قيمته امام الريال عما عليه هي اليوم وهو ما كان سيؤدي الى أوضاع اكثر ررا على الناس جميعا، داعياً الجميع الى استيعاب هذه المعطيات وبما يخدم تطور وآمن واستقرار اليمن والتفكير مليا بالعواقب الوخيمة التي كانت ستلحق به الضرر البالغ نتيجة الانهيار الاقتصادي. وقال يحب ان يكون هدفنا جميعا هو الوصول باليمن الى بر الأمان والخروج به من الازمة بخلق اصطفاف وطني واسع يتسامى فوق الضغائن والأحقاد والكراهية وتجاوز جراحات الماضي وكل الخلافات من اجل اليمن وفتح صفحة جديدة ناصعة في تاريخ اليمن المشرق. موكدا على أهمية تحكيم العقل والمنطق والموضوعية بعيدا عن الخطاب المتشنج والزعرور والأعوج الذي لا يتماشى مع أمال وطموحات أبناء الشعب. وقال الرئيس هادي "اليوم ندرك كل شي فنحن في عصر المعلومة والتكنولوجيا الحديثة وليس في عصر الكهوف والمنطق المخالف والمجافي للواقع من خلال خلق ذرائع كاذبة وراؤها أهداف مشبوه ومعروفة يدركها الجميع". وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة طي صفحة الماضي، والنظر الى المستقبل بوعي وطني قادرا على النهوض والتطور وإخراج اليمن الى آفاق التطور والازدهار، داعياً الجميع للمشاركة في تحمل المسئولية على قاعدة الشراكة الوطنية والاصطفاف الوطني الذي لا يستثني أحداً.