أصدر المجلس التنسيقي الأعلى لحزبي البعث بيان تفصيلي جديد تعقيباً على الأحداث التي شهدتها العاصمة اليمنيةصنعاء من مواجهات بين متظاهرين وقوات الجيش والأمن أمام مبنى رئاسة مجلس الوزراء, جاء فيه: يا ابناء شعبنا اليمني، شعب الحضارة والتاريخ أن الحوادث المفجعة التي شهدتها العاصمة صنعاء بل اليمن كلها امام مجلس الوزراء لتدعوا للأسف الشديد كما تستدعي وقفة جادة للتحقيق وصولاً لمعرفة مرتكزاتها ومسببيها . فشعبنا في اليمن مستوعب ابعادها بدون شك ومدرك ابعاد الذين قادوها ودعوا اليها مستخدمين مختلف انواع التحريض طوال اسابيع مضت، وهو تحريض غير متبصر وغير متوازن، من خلال خطاب متهور فيه الكثير من التضليل، خطاب يدغدغ مشاعر الفقراء والبسطاء مستخدما كل عبارات الاثارة مقرونة بالمبالغة لتهييجهم وهو خطاب يحمل في طيه كل معاني العداء للدولة والهجوم على رموزها وأجهزتها، مستخدماً عبارات وهتافات لايقبلها الخطاب السياسي المتوازن. ايها العقلاء من ابناء شعبنا يا ابناء صنعاء وضواحيها أن محاصرة صنعاء بمختلف الوسائل والطرق من قبل فريق سياسي شارك في الحوار الوطني الشامل يتقاطع تقاطعاً كلياً مع مخرجات الحوار التي اجمع عليها كل اليمنيين من خلال حوار سياسي وفكري ناضج، يستوعب الحاضر بإفاقة الاستراتيجية المستقبلية فكان هذا التصرف سبباً في جر اطراف سياسية اخرى للتحفز والمواجهة مما تسبب في جعل صنعاء العاصمة اليمنية التي تعبر وتمثل اليمن كلها، -مهما كانت تصرفات هذا او ذاك من اطراف الصراع -، كما كان هذا التطويق للعاصمة سبباً ايضاً لتحرك الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية للتأهب لمواجهة الفوضى ووضع حد لها وإيقاف أي اخلال بالسكينة العامة واستقرار الامن ليس في صنعاء العاصمة بل استقرار الامن في اليمن كلها. يا شعبنا العظيم: لا نبالغ اذا قلنا ان حصار صنعاء يوم الثلاثاء 992014 م يذكر اليمنيين بما حدث لصنعاء بعد ثورة 1948م حين نهبت صنعاء واستبيحت املاك سكانها ، كما يذكر بحصار السبعين يوماً 1968م. ان تبني محاصرة صنعاء وتطويقها على ما يبدوا انما هي محاولة لتكرار ذلك الموقف التاريخي المؤلم. فصنعاء اليوم ليست بصنعاء الامس اذ باتت بوتقة ينصهر فيها اليمن كل ابناء اليمن بهوية وطنية جامعة متحررين من النزاعات القبلية والطائفية والمذهبية والمناطقية ،هي اليوم اكثر من الامس بحاجة الى قدر كبير من الطمائنينة والاستقرار كي يفكر قاطنوها بمستقبلهم متسلحين بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، يسيرون جميعاً جنباً الى جنب من صعده الى المهرة، شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، يمثلون اليمن كل اليمن... انهم بحاجة الى الطمائنينة والخروج من مثل هذه الحوادث المفجعة المدفوعة من قبل طرف من اطراف قوى اقليمية ممن تحاول الدفع بأجندتها على حساب الوطن والمواطن من خلال تمريره عبر مكون من مكونات المنظومة السياسية اليمنية مع الاسف الشديد. أننا هنا ندعو كافة الاحزاب والتنظيمات والقوى السياسية المختلفة، حوار بينها يرتكز على مخرجات الحوار وصولاً الى ترجمتها بعيداً عن المناكفات السياسية واستعراض العضلات، وتفويت الفرصة على اعداء اليمن والمتربصين به فاليمن بحاجة الى الامن والأمان وفي امس الحاجة الى تغليب لغة العقل على انفعال العاطفة وهي ايضاً محتاجة الى المصالحة الوطنية التي تسعى الى تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من المصالح الانية، صغرت او كبرت، وهي بحاجة الى التجاوز لتحقيق نقلة نوعية تمثل المصالحة الوطنية والاصطفاف الوطني العام وتغليب الموضوع على الذات، فكلنا مطالبون اليوم بتغليب قاعدة الحوار على أي قاعدة اخرى، تعبر عن نوازع الصراع ومفرداته. اننا نؤمن ايمان جازما بأن تحقيق غايات او اهداف اية جماعة سوا المخفي منها او المعلن لا يمكن ان تقبل او تمرر بوسائل الترويع التي تصيب المواطنين، او بأساليب التصعيد التي لا يتحملها المجتمع ولا يقبل بها مفهوم الدولة المدنية الحديثة، مما يجعل الدولة بكل مؤسساتها أي دولة كانت تتحرك من اجل ترسيخ قاعدة الامن والأمان وحماية المدينة والمدنين وردع كل من يتجرءا اقلاق السكينة العامة تحت وهم غياب الدولة او كما يحلو للبعض ان يرسخ في ذهنه مفهوم وهمه بعجز الدولة متناسياً قول الشاعر: اذا لم يكن الا الاسنة مركباً ليس على المضطر الا ركوبها وسيكتشف او سيكتشفون اولئك الذين رسموا مخطط حصار صنعاء انهم انما ارتكبوا خطاً فادحاً بحق انفسهم اولاً وقبل كل شي، الى جانب ركوبهم حصاناً خاسراً لا يمكن القبول به سياق بناء الدولة اليمنية الحديثة والحرص على الامن والاستقرار ، والدولة اليمنية الجديدة خاصة بعد ان صممت صنعاء على تحقيق النقلة النوعية مصرةً على ترسيخ قاعدة التصالح مع نفسها وشكلت الحاضن الوطني الحنون، لتقريب الاجزاء المتباعدة من الجسم اليمني وليس العكس وهنا يجد المندفعون مع اهوائهم انهم امام صنعاء الام لكل اليمنيين وأمام صنعاء الحضارة والتاريخ التي ترفض الفوضى في وقتً تفاعلت بالثورة التي حاولت احداث 992014 تغييبها واستبدالها بثقافة العنف والفوضى وترسيخ قاعدة الصراع بدلاً من قاعدة التصالح والتسامح والحوار المنطقي الهادف، الذي يرفض التحريض الخارجي وأهدافه الخاصة والعامة . اننا امام تحدي تاريخي ، فأما ان تنتصر الثورة والجمهورية والوحدة وأما القبول بأهداف اولئك الذين ينصبون انفسهم اوصياء من خلال دغدغة عواطف البسطاء غير مكترثين بوحدة الصف الوطني، والثوابت الوطنية التي امن بها والتزم بالدفاع عنها شعبنا اليمني كله، بمختلف فئاته وغالبية ابنائه، وأكدت عليها المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الامن.تلك المرتكزات التي كانت اساس اجماع الشعب اليمني في شهر فبراير 2012 م على انتخاب الرئيس عبده ربه منصور هادي رئيساً توافقياً لكل اليمنيين ولليمن الحديث ، كما اتت بحكومة الوفاق الوطني ورئيسها محمد سالم باسندوة ،كما كانت ايضاً قاعدة التسوية السياسية، التي راهن عليه الموقعون على المبادرة الخليجية واستبشروا خيراً بقرارات مجلس الامن الدولي، بل مواقف اصدقاء اليمن في العالم. ايها اليمنيين الاحرار يا ابناء سبا ومعين ان الممارسات السيئة التي تركزت ضد المرحلة الانتقالية برمتها من قبل البعض لتؤكد ان هناك نوايا مبيته لبعض الاطراف السياسية التي تتغطاء بعباءة التغيير وهي تعيش وهماً معتقدةً ان بإمكانها مصادرة حق الوطن والمواطنين في حماية الثورة والجمهورية والوحدة، وما ذلك الا انها ما زالت غير مستوعبةً ان شعب اليمن اكبر من التحدي والموامرة، مهما حاول اعداء الثورة والجمهورية والوحدة تربصهم بالمسيرة واخلالهم بالأمن والاستقرار، فالشعب اليمني قادر على ردعها وتجاوزها وفضح تحالفاتها الداخلية والخارجية المخادعة ، والكل يعرف ان ما تفعله هذه الاطراف ليس الا تعبيراً عن تفكير ساذج وقاصر مستهيناً باليمن والتجربة ، وان كل الخيرين يصرون على رفض العنف اياً كان مصدره، ويدعون الى الحوار والانتقال النوعي بالتوجه نحو مستقبل امن بعيد عن المناكفات والمزايدات والتذرع بذراع باتت مكشوفة وان الاحداث الجارية وأعمال الشغب والفوضى ليس هدفها الوصول لإسقاط الاصلاحات السعرية، وهو ما يتم الوصول اليه عبر التداول الهادى ووفق المعايير الاقتصادية والسياسية، وليس عبر التهديد واستخدام السلاح والحصار، وتوجيه الانذارات، خاصة وان الشعب اليمني لم يعد خارج المسرح السياسي بل صار في وسطه، يدرك ادراكاً حضارياً واعياً طروحات كافة الاطراف بمخلف الوانها وأشكالها، سواءً كانت في زوايا المذهبية اوالطائفية والعرقية والمناطقية او الارهابية، الامر الذي يصبح امتداد هذه الامراض الى داخل الساحة مرفوضاُ، بل محضوراً لا ن شعب اليمن شعب ثقافة وحضارة وتراث لايمكن ان يقبل بهذه الامراض ان تدفع البلاد للغرق من جديد في بحر الجهالة والتخلف والنزعات العشائرية وغيرها من امراض الماضي السحيق . ان شعبنا يدرك بوعي حصيف ان كثرة الشعارات والمزايدات المثيرة للدهشة في خضم هذه الاحداث تأتي متداخلة مع الدعوات لمكافحة الفساد، يؤكد ان هذه الدعوات تبطن ما لا تظهر وتعبر عن سوداوية مغطاه بشعارات وهي تدرك ايضاً انها باتت مكشوفة مهما امتلكت من وسائل التضليل والتبجح عبر اعلام مأجور وموجهة ضد الامن والاستقرار وضد وحدة اليمن وثورة اليمن ورخاء اليمن وبناء اليمن الجديد الذي اكدت عليه مخرجات الحوار الوطني الشامل. الله اكبر الله اكبر الله اكبر وليخسا الخاسئون صادر عن : مجلس التنسيق الاعلى لحزبي البعث: حزب البعث العربي الاشتراكي حزب البعث العربي الاشتراكي القومي القطراليمنيقطراليمن صنعاء في 992014م