واصلت أجهزة الأمن اليمنية ملاحقة المتورطين والمشبه بهم في الهجوم على مبنى الأمن السياسي "المخابرات" في عدن السبت الماضي، وأسفر عن مقتل 11 شخصاً بينهم 7 عسكريين برتب مختلفة، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه التنظيم تحركا جديدا يهدف لنشر أفكاره من خلال توزيع "سيديهات" على المصلين في عدد من مساجد صنعاء.وقالت مصادر يمنية أمنية إن أجهزة وزارة الداخلية داهمت أحد المنازل في عدن خلال اجتماع لعناصر يشتبه بعلاقتهم بالقاعدة وألقت القبض على كل من كانوا في الاجتماع.ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن المصادر قولها أن عملية القبض جاءت على ضوء الاعترافات التي أدلى بها أن العقل المدبر لعملية الهجوم المسلح على مقر "الأمن السياسي" جودل ناجي، الذي ألقي القبض عليه الأحد الماضي.واضافت المصادر، أن ناجي، كان يخطط لمغادرة اليمن بحرا عبر ميناء عدن، غير أن عملية البحث الأمني قادت إلى القبض عليه قبل مغادرته الأراضي اليمنية، وأنه قدم معلومات مهمة ودقيقة عن الهجوم والمشاركين في تنفيذه، الأمر الذي دفع السلطات إلى عمليات دهم لعدد من المنازل في أحياء مدينة عدن، أسفرت عن توقيف أكثر من ثلاثين مشتبها بهم.أشارت المصادر إلى أن ناجي كان قد ظهر بجانب القيادي في تنظيم القاعدة محمد عمير الكلوي في أحد مقاطع الفيديو على شاشة إحدى الفضائيات في ديسمبر الماضي مهددا ومتوعدا بالانتقام لقتلى الغارة الجوية على المركز التدريبي لتنظيم القاعدة قي المحفد في أبين شرق اليمن.وقالت إن ناجي أدلى باعترافات مهمة وخطيرة مكنت أجهزة الأمن من القبض على عدد من العناصر الإرهابية في حملات مداهمة لعدد من المنازل خلال اليومين الماضيين.ياتي هذا في الوقت الذي رجح فيه مسؤول محلي يمني، لجوء عدد غير قليل من قيادات وعناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى عدن، ومن بينهم عناصر كانت قد فرت من مأرب بعد تنفيذها عملية تفجير أنبوب نفطي في الثاني عشر من الشهر الجاري.في غضون ذلك، سخر مصدر أمني مسئول من ما وصفه بالمزاعم الكاذبة التي تناولتها بعض وسائل الإعلام حول عدم وجود ذخيرة لأفراد الحراسة الخاصة لمكتب الأمن السياسي بمحافظة عدن عند مهاجمته من قبل العناصر الإرهابية.ونقل موقع "المؤتمر نت" الالكتروني، عن المصدر، إن تلك المزاعم محض افتراء وليس لها أي أساس من الصحة ولا يمكن تصديقها , موضحا إن تلك العناصر الإرهابية المهاجمة كانت مجهزة بأسلحة وذخائر مختلفة ومنها قذائف أر بي جي وقنابل ومارست اعتداءاتها بكل وحشية وعنف حيث باشرت وبشكل غادر بإطلاق النيران على أفراد الحراسة مما أدى إلى استشهادهم بالإضافة إلى آخرين بينهم ثلاث نساء وطفل . وطالب المصدر وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية وعدم الانسياق وراء الشائعات والأكاذيب المختلقة مراعاة للشروط المهنية وحرصا على نقل الحقيقة بكل واقعية وأمانة. "القاعدة" في مساجد صنعاءمن ناحية أخرى، وزعت جهة مجهولة "سيديهات" في عدد من مساجد العاصمة صنعاء تمجد أعمال تنظيم القاعدة في اليمن.وفوجئ المصلون أن "السيديهات" التي حصلوا عليها عبارة عن "تجميع" لمقابلات مع باحثين وجهاديين من القاعدة وصوراً لضربات عسكرية أمريكية في اليمن، وقالوا أن "السيديهات" "تحرض" على مقاومة التدخلات الأمريكية، وتشيد بمواقف تنظيم القاعدة.وحسبما ذكر موقع" نيوزيمن" الالكتروني، أن الفيلم يظهر صوراً لعدد من القادة العرب الذين يصفهم الفيلم ب"العملاء"، بينهم الرئيسين اليمني علي عبد الله صالح، والمصري حسني مبارك.ويتحدث في الفيلم كل من الجهاديين: عثمان الغامدي، وفهد القصع وأبومصعب محمد صالح عمير، وسعيد الشهري، وتتمحور أحاديثهم حول "جرائم أمريكا" وضرورة إحياء فريضة الجهاد.كما يظهر في الفيلم لمرتين الباحث في شئون الإرهاب عبدالإله شائع حيدر يتحدث عن قاعدة اليمن وهي عبارة عن تصريحات صحفية كان أدلى بها لقناة "الجزيزة" القطرية.وأخذ الجهادي القصع وقتا طويلاً من الفيلم يتحدث فيه عن الضربات العسكرية التي تعرضت لها قرية المعجلة بأبين ويتهم أمريكا والسلطات الأمنية اليمنية بالوقوف وراء تلك الضربات، وقالوا أنها تسببت بمقتل العديد من الأطفال والنساء والمسنين.فيما أخذ الجهادي الراحل عمير وقتاً آخر يتحدث مع مجموعة من الشبان الجهاديين حول فكرة الجهاد ويظر إلى جواره الجهادي السعودي سعيد الشهري، والملاحق أمنيا منذ سنوات.